"وزير الداخلية التركي" يُعلن توقيف 75 ألف مهاجر "غير شرعي" في 90 يوماً ويوضح عدد المرحلين
"وزير الداخلية التركي" يُعلن توقيف 75 ألف مهاجر "غير شرعي" في 90 يوماً ويوضح عدد المرحلين
● أخبار سورية ١٣ سبتمبر ٢٠٢٣

"وزير الداخلية التركي" يُعلن توقيف 75 ألف مهاجر "غير شرعي" في 90 يوماً ويوضح عدد المرحلين

أعلن "علي يرلي كايا" وزير الداخلية التركي، توقيف نحو 75.5 ألف مهاجر "غير شرعي" في تركيا خلال 90 يوماً، وترحيل أكثر من 32.5 ألف شخص منهم إلى بلدانهم، وبين أن الشخص الذي ليس لديه أي قيود في تركيا، يعامل على أنه مهاجر "غير شرعي"، وسيتم إرساله إلى مركز الترحيل من قبل السلطات المعنية.

وقال يرلي كايا، إن وزارة الداخلية أطلقت حديثاً برنامجاً لمكافحة الهجرة "غير الشرعية"، على أن تكون ولاية إسطنبول "المقاطعة التجريبية" للمشروع، الذي يتضمن استخدام مركبات تسمى نقاط الهجرة المتنقلة.

ولفت الوزير إلى أن أجهزة الشرطة سترسل الأشخاص الذين لا يحملون وثائق شخصية إلى تلك المركبات، للتأكد من بصمات الأصابع والفحوصات اللازمة من قاعدة بيانات الهجرة، وأشار إلى أن وجود 20 مركبة (نقاط الهجرة المتنقلة)، منتشرة في إسطنبول، ومن المتوقع أن تصل هذه الخدمة إلى 30 مدينة، وعدد المركبات إلى 150.


وسبق أن قالت "دائرة الهجرة التركية"، في بيان لها، إن 21,634 سوري غادر الأراضي التركية خلال شهر آب الماضي، موضحة أن العدد الإجمالي للسوريين الذين غادروا البلاد بلغ 205,894 شخص، منذ بداية العام الحالي.

وقالت الدائرة، إن ولاية إزمير غربي البلاد شهدت مغادرة 441 سوري خلال الشهر نفسه ومع هذا الانخفاض الملحوظ، لفتت الإحصائيات إلى أن عدد السوريين المتواجدين حاليًا داخل الأراضي التركية قد بلغ 3 ملايين و307 ألف و882 شخص

وبينت أن نسبة الذكور من السوريين في تركيا تبلغ 52.5%، بينما تمثل النساء 47.5% من الإجمالي، أما بالنسبة للأطفال السوريين دون العشر سنوات، فهم يمثلون حوالي 30.23%، مع إجمالي يبلغ مليون و73 طفل.وكان قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده ستواصل جهودها لمنع تدفق النازحين من المنبع، في إشارة للشمال السوري، وذلك عبر مكافحة التنظيمات الإرهابية، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين في تركيا.

وأوضح إردوغان، في مؤتمر صحافي عقده في ختام قمة "مجموعة العشرين" في الهند، أن "تركيا استقبلت أكثر من 4 ملايين مظلوم وضحية لجأوا إليها، ومن خلال تطهير شمال سوريا من التنظيمات الإرهابية، وبناء مساكن دائمة في هذه المنطقة بدعم من الدول الشقيقة، وتلبية الاحتياجات في كل مجال من التعليم إلى الأمن، فإننا نزيل الأسباب الرئيسية التي تجبر الناس على الهجرة".

وأشار الرئيس التركي، إلى عودة ما يقرب من 600 ألف سوري إلى بلادهم "طوعاً وبأمان"، وفق تعبيره، وقال إنخا طريقة تليق بالكرامة الإنسانية من خلال ما وفرته تركيا من مناخ ومشروعات في وطنهم، حسب تعبيره.

وكانت أطلقت تركيا مشروعاً لبناء منازل ريفية في شمال سوريا، تنفذه منظمات مدنية بتمويل من قطر، يقول إردوغان إنه سيستوعب أكثر من مليون لاجئ من بين 3.4 مليون سوري في تركيا.

وسبق أن اعتبر وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، في تصريحات تلفزيونية، إن "كل ما يقال" عن ترحيل اللاجئين السوريين قسراً إلى شمال سوريا، "ليس صحيحاً"، وأكد أن بلاده تطبق ما تقتضيه القوانين من أجل أمنها، ومن ذلك تدابير إعادة اللاجئين غير النظاميين إلى بلدانهم.

وأضاف الوزير أن "هناك من يستغل وسائل التواصل الاجتماعي وأنواعاً أخرى من الإعلام لإثارة الأخبار الكاذبة والانطباعات السلبية ضدنا، ونحن نتابعهم"، ولفت إلى أن أنقرة لا يمكن أن تسمح بانتشار العنصرية وكراهية الأجانب في المجتمع التركي، مشيراً إلى متابعة الخطاب العنصري في إطار القانون.

أوضح: "أقولها بصراحة: كل مواطن سوري يغادر إلى الطرف الآخر من الحدود لدينا ورقة موقعة منه تثبت مغادرته لتركيا بإرادته"، دون التطرق إلى الاتهامات بشأن إجبار اللاجئين على توقيع هذه الأوراق.

وكان عبر الوزير عن أسفه لوجود "بعض الأشخاص الهامشيين (في تركيا)، من أصحاب الأفكار الهامشية، الذين يعلنون عداوتهم للأجانب"، لافتاً إلى أن السلطات تراقبهم وتتابعهم، "والأهم من ذلك أن المجتمع التركي لا يوليهم أهمية أو قيمة".

يأتي ذلك في وقت شهدت الولايات التركية عامة، ومدينة اسطنبول بشكل خاص، حملة اعتقالات واسعة النطاق، وصغت بأنها الأكبر والأضخم منذ أعوام، طالت المئات من المهاجرين المخالفين لشروط الإقامة والتنقل في الولايات التركية، كان السوريون هي الخاسر الأكبر فيها، مع ارتفاع نسبة المرحلين إلى الشمال السوري.

وسجلت خلال الأشهر الماضية، حملات اعتقال منظمة، لقوى الشرطة والأمن التركي، في عدة ولايات تركية، أبرزها مدينة اسطنبول التي تشهد اكتظاظ سكاني كبير، حيث سجل اعتقال المئات من المهاجرين من جنسيات عدة، أبرزهم سوريين، وسط عمليات ترحيل منظمة باتجاه مناطق الشمال السوري بشكل يومي.

ورصد نشطاء سوريون، انتشار كثيف لقوى الأمن على محطات الحافلات والمترو وفي الساحات الرئيسة، وعمليات تفتيش مشددة على الوثائق الرسمية، واعتقال كل مخالف، سواء في شروط الإقامة أو الدخول بطريقة غير شرعية للأراضي التركية، سجل اعتقال المئات من السوريين في عدة مناطق أبرزها اسطنبول.

ورصدت عمليات ترحيل جماعية للشباب ولكل من جرى اعتقاله بشكل مباشر لمناطق الشمال السوري سواء إدلب وريف حلب أو مناطق تل أبيض، بينهم سجناء سوريين بالمئات جرى ترحيلهم خلال الأيام الماضية، في ظل حالة تخوف كبيرة يعيشها اللاجئ السوري بشكل عام من تشديد الإجراءات والخوف من المصير المجهول.

وسبق أن قال "مراد أردوغان"، الباحث التركي في مركز أبحاث اللجوء والهجرة، إن اللاجئين السوريون باتوا يشعرون أنهم أقل أمناً في تركيا مما كانوا عليه في السنوات السابقة، لافتاً إلى أن أكثر من 60% منهم يريد الذهاب إلى أوروبا إذا أتيحت لهم الفرصة.

وحذر الباحث أردوغان، من أن عدم إدارة ملف اللاجئين السوريين بشكل جيد، "وإذا لم نتمكن من إدراج أطفالهم وشبابهم في النظام الاجتماعي التركي، فإن هذا يخلق منطقة خطر"، ولفت إلى أن مفهوم "العودة الطوعية" ليس في حسابات السوريين، "ولم ترحب الإدارة السورية أبداً بعودة اللاجئين من تركيا".

وكانت أصدرت عدد من منظمات المجتمع المدني السوري، بينها "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، بياناً مشتركاً، عبرت فيه عن قلقها إزاء قرار الحكومة التركية الأخير إعادة اللاجئين السوريين قسراً إلى شمال غرب سوريا، لافتة إلى أن الانتهاكات مستمرة في كافة المناطق السورية بما فيها شمال سوريا ولهذا الإعادة القسرية للاجئين تشكل تهديدا جدياً.

ولفتت المنظمات إلى أن القرار يُعدُّ انتهاكاً لمبدأ عدم الإعادة القسرية، المنصوص عليه في القانون الدولي والمنعكس في اتفاقية اللاجئين لعام 1951 وبروتوكولها لعام 1967 ، والذي يمثل حجر الزاوية في حماية حقوق طالبي اللجوء واللاجئين. وهو مبدأ عرفي ملزم لجميع الدول  بما فيها الدول غير المصادقة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ