
ورقة بحثية عن دور "المواطنين الصحفيين في سوريا" ضمن مؤتمر "مستقبل الإعلام" في لندن
أعد الصحفي والباحث السوري "محمد حردان"، ورقة بحثية تحت عنوان "الاقتصاد السياسي لصحافة المواطنة في دول الحروب"، وناقش فيها الباحث ظروف عمل المواطنين الصحفيين في سوريا والحقوق التي يجب حصولهم عليها، في مؤتمر مستقبل الإعلام الذي أقامته مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في بريطانيا.
وركزت الورقة البحثية التي أعدها "حردان"، على أهمية دور المواطنين الصحفيين في تغطية الأحداث الدائرة في ظل غياب الصحفيين وعدم قدرة الصحافة الأجنبية على الوصول إلى تلك المناطق وقيامها بدورها.
وجاء في الورقة أنه من المؤكد أن وسائل الإعلام الجديدة وتقنيات الاتصال المعلوماتية لها دور كبير في هذا التطور من خلال منح الناس العاديين الفرصة لجمع المعلومات المباشرة داخل الصراع ومشاركتها مع العالم.
وكان في البداية تخوف حول مدى مصداقية المحتوى الذي ينشئه المواطن أو المستخدم إضافة إلى طريقة إعداد المادة لترقى إلى المستوى المهني المطلوب، حسبما ذكر الباحث في الورقة.
وقال إنه: بينما كانوا يحاول المواطنون الصحفيون إسماع أصواتهم - غالبًا من أجل نقل صوت الناس والضحايا في تلك المنطقة - كان عليهم مواجهة بعض القضايا الحرجة مثل الحقوق المهنية غير المحددة ، والانتهاكات الاقتصادية التي تقوم بها مؤسسات الإعلام.
انطلاقًا من هذه الحقائق، هدفت الورقة البحثية إلى الحديث صحافة المواطن في ظروف الحرب الأهلية السورية ، من خلال التركيز على النضالات التي يعيشها المواطن الصحفي السوري خاصة فيما يتعلق بحقوقه التي يجب الحصول عليها، وذلك من خلال البيانات النوعية التي تم جمعها من المقابلات شبه المنظمة في المقابلات العميقة (23 مواطن صحفي سوري من مناطق مختلفة و 4 صحفيون محترفون في عدد من المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والعالمية)، كما قامت الورقة بتحليل الموضوع من الناحية السياسية والاقتصادية.
وتوصل الباحث من خلال المقابلات التي أجراها أن ظاهرة المواطن الصحفي في سوريا جاءت من رغبة هؤلاء الأشخاص في نقل صوت الشعب السوري إلى العالم وتوثيق الأحداث التي شهدتها المنطقة، كما أن هؤلاء الأشخاص كانوا يطلقون على أنفسهم لقب ناشط.
ونشأت العلاقة بين المواطنين الصحفيين والمؤسسات الإعلامية من خلال قيامهم بتزويد المؤسسات الإعلامية بالمواد الإعلامية دون أي مقابل، ليتحول في مرحلة لاحقة إلى تعاون شكلي بين الطرفين، وبعدها بدأت بعض المؤسسات بالتعاون مع أشخاص محددين والاعتماد عليهم في تغطية الأحداث.
ووفقاً للباحث فإن المواطنون الصحفيون الذين تم التواصل معهم أخبروه أنهم تعرضوا للاستغلال من قبل المؤسسات الإعلامية، سواء من الناحية المادية وتحصيل أجور المواد المنتجة، أو تأمين حياتهم أو حتى ضمان استمرارية العمل مع تلك المؤسسات، إذ أن بعضهم لم يوقع على أي اتفاقية تضمن له حقوقه، وكان عبارة عن اتفاقا شفهيا، والبعض الآخر تعرض للاستغلال رغم وجود عقد مكتوب بين الطرفين.
وتبين من خلال المقابلات أن عدد كبير من المواطنين الصحفيين غير مدركين للحقوق التي يجب حصولهم عليها وهذا ما دفع بالمؤسسة الإعلامية لاستغلال جهلهم بذلك وعدم منحهم كامل حقوقهم.
وطرح الباحث في نهاية الورقة عددا من الحلول والتوصيات، أهمها وجوب قيام المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الصحفيين بإجراء دورات تدريبية توعوية حول الموضوع، وتفعيل دور النقابات المهنية لمتابعة سير تلك الأمور، إضافة لامتناع المواطنين الصحفيين عن العمل دون توقيع عقد مكتوب يضمن له كامل حقوقه.
و "محمد حردان" هو صحفي سوري وباحث في حقوق الإنسان حاصل على درجة الماجستير في الصحافة ويغطي أخبار الشرق الأوسط لعدد من الصحف والمواقع الإلكترونية.
يذكر أن مؤتمر "مستقبل الإعلام" يعتبر المؤتمر الثاني على مستوى العالم في طرح مواضيع الإعلام والاتصال والسياسة والاقتصاد، ويحضره باحثين وأكاديميين من حول العالم لمناقشة أهم المواضيع التي تخص إحدى تلك المجالات.