"تسويق الكذب" .. موسكو تتهم "الخوذ البيضاء" بتحضير استفزاز كيماوي في أوكرانيا ..!!
عادت روسيا لتسويق الكذب أمام مرآى العالم في الأمم المتحدة، من خلال نفس السياسات التي اتبعتها في سوريا لتبرير قصفها وقتلها المدنيين، ليتعدى حدود سوريا، وينتقل إلى أوكرانيا مسرح جرائمها الحالي، متهمة "الخوذ البيضاء" السورية، بتمثيل ما أسمته مسرحيات هناك، في وقت يرقب العالم أجمع جرائم روسيا اليومية.
وفي سياق تضليلها للرأي العام الدولي، تتهم روسيا منظمة "الخوذ البيضاء" على لسان نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، بأنها ستقوم بمساعدة النظام الأوكراني لتمثيل استفزازات باستخدام أسلحة الدمار الشامل ولاسيما الكيميائية في أوكرانيا، واتهام القوات الروسية بها.
وزعم المسؤول الروسي، في موجز عقده السبت الماضي أن الغرب يقوم بتحضير ثلاثة سيناريوهات محتملة في أوكرانيا، وذكر أن المشرفين على نظام كييف يحضرون سيناريو مماثلا لأوكرانيا، مضيفا: " مدربو "الخوذ البيضاء" وصلوا إلى أوكرانيا"، وفق زعمه.
وقال بوليانسكي: "هناك نموذج استخدم لتدبير استفزازات في أجزاء أخرى من العالم، وفي البداية يدبّر حادث كيميائي مزعوم، ثم يصل أفراد منظمات غير حكومية موالية للغرب ينتظرون قريبا على أتم الاستعداد، لاسيما "الخوذ البيضاء" سيئة الصيت.. يصلون على وجه السرعة إلى موقع الحادث حيث يجمعون، بمخالفة كافة معايير نظام منع الانتشار (للأسلحة الكيميائية) أدلة مثيرة للشكوك، ثم يقدمون لوسائل الإعلام الغربية روايتهم... هذا الأسلوب معروف للجميع".
وسبق أن قالت صحيفة "غارديان" البريطانية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يستخدم في "التبرير الكاذب" في حربه ضد أوكرانيا، وهي ذات السياسة الـ"وحشية" التي نفذها في سوريا على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام الغربية.
وأوضحت الصحيفة أن تحذير موسكو من وجود "برنامج أسلحة بيولوجية" في أوكرانيا، أعاد المشهد السوري إلى ذاكرة المعارضين المناهضين لنظام الأسد، الذين كانوا يسيطرون على شمال سوريا.
وذكر أن روسيا كانت توجه الاتهامات للمعارضين باستخدام أسلحة كيميائية بدلاً من نظام الأسد، "لتبرير شن الهجمات ضدهم"، وكلما أرادت القوات البرية التي تدعمها السيطرة على منطقة بالكامل عبر القصف العشوائي والعنيف.
ولفت الصحيفة إلى أن العديد من أوجه الشبه بين سوريا وأوكرانيا، مثل الوحشية والهروب الجماعي للمدنيين، الدمار العشوائي، والآن يمكن إضافة استخدام الذرائع والاتهامات الباطلة، بحسب التقرير.
وفي سوريا، دائماً ماكانت تتبع روسيا أسلوب "تسويق الكذب" عبر "مركز المصالحة الروسي في سوريا " التابع لوزارة الدفاع ، ليتحدث في كل مرة عن معلومات عن نقل مواد سامة من الفصائل العسكرية شمال غرب سوريا والخوذ البيضاء، في تكرار لذات الاتهامات والتي ثبت زيف تلك المعلومات خلال اتهاماتها السابقة والتي لم تتحقق.
وكثيراً ما نشر مركز المصلحة الروسية ووزارة الدفاع والخارجية، روايات خيالية عن تحضيرات لاستفزازات كيماوية تنفذها الفصائل العسكرية، واتهم مراراً "هيئة تحرير الشام" ومنظمة "الخوذ البيضاء"، ولكن لم تحصل تلك المعلومات ومع ذلك تواصل روسي رمي الاتهامات والمزاعم وتسويق الكذب بهذا الخصوص.
الرواية الروسية المستمرة من تلفيق الكذب باتت "مطروقة" لمرات عديدة وبذات الأسلوب من التسويق الإعلامي، فسبق أن حدد جنسية الخبراء المزعومين ومكان اللقاء ومادار في الاجتماع وكل التفاصيل، ليضفي شيئاً من المصداقية على مزاعمه، وسبق أن تحدث أيضاَ عن تصنيع 15 عبوة بالعدد.
ودائماً ماكانت تخرج التصريحات الدولية المؤكدة لعدم صحة الادعاءات الروسية، كما أثبتت المنظمات الدولية مراراً أن الأسد هو من يستخدم هذه الأسلحة وهو من يملكها، وأثبتت بالأدلة المنظمات الحقوقية مراراً تورط روسيا في التغطية على جرائمه تلك وكذلك الدفاع عنه أمام المحافل الدولية.