تقرير: مرض "السل" يفتك بالمحتجزين من عناصر تنظيم داعـ ـش في سجون "قسد"
كشفت تقرير صادر عن "هيئة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية" الناطقة باللغة الفرنسية، عن تحول مراكز احتجاز عناصر تنظيم "داعش"، ضمن المعتقلات الخاضعة لإدارة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا، إلى "بؤر لمرض السل".
ونقلت القناة في تقرير مصور خلال زيارة إلى هذه السجون، عن محتجز سويسري، قوله: "الجميع هنا يعانون من الإرهاق.. الناس هنا يتوقفون عن تناول الطعام و الشراب، ويموتون ببطء"، وتحدث آخر، عن أن سجناء من قطر والبحرين والسويد والدانمارك لقوا حتفهم مؤخراً، مشيراً إلى أن "الجميع ينتظرون الموت هنا".
وكانت "فيونوالا ني أولاين" المقررة الأممية السابقة لحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، قدّرت أن نسبة المصابين بمرض السل في سجون شمال شرق سوريا قد تصل إلى 75% من السجناء، ولفتت إلى أن "هناك احتمال بنسبة 50% أن يفقد المعتقلون الذين يعانون من سوء التغذية وعدم الرعاية الصحية، حياتهم".
وفي السياق، قال الرئيس المشترك لمكتب العدل والإصلاح في "الإدارة الذاتية" الكردية: "إمكانياتنا ضعيفة وغير كافية. منطقتنا محاصرة، ونواجه صعوبات للحصول على أدوية مرض السل".
ونفى مسؤولان في وزارة الخارجية السويسرية، علمهما بظروف الاعتقال، لا سيما وجود مرض السل وسوء التغذية في السجون. وقالت رئيسة الحماية القنصلية إيفان روهنر: "الآن، وبعد أن علمنا بذلك، يمكننا أن نتدخل لدى السلطات الكردية لمعرفة ما إذا كان بإمكانها فعل شيء".
وسبق أن حذرت منظمة "أطباء بلا حدود"، في تقرير لها، من أن توقف "نظام الإحالات الطبية الخارجية" الذي تموله منظمة "الصحة العالمية" في عدد من مخيمات اللاجئين شمال شرقي سوريا، لافتة إلى أنها تؤثر على الراعية الصحية الثانوية للنازحين في عدة مخيمات بينها مخيم "الهول".
وقالت المنظمة، إنها منظمة الصحة العالية تمول النظام المذكور في 11 مخيماً، وأن توقفه بسبب نقص التمويل، قد يؤدي إلى زيادة ملحوظة بالوفيات التي يمكن تفاديها، ودعت إلى تحسين قدرات المرافق الطبية المحلية التي تعمل كمراكز إحالة في المخيمات، مشددة على أن التمويل الفوري ضروري لسد الثغرات الحالية في هذا النظام.
وبينت أن هذه الخطوة تلغي بشكل أساسي، إمكانية حصول السكان في مخيم "الهول"، حيث تعمل "أطباء بلا حدود"، وفي 10 مخيمات أخرى شمال شرقي سوريا، على الرعاية الصحية الثانوية والمتخصصة، وتركهم يعانون.
ولفتت إلى أنه قبل توقف دعم الإحالات الطبية، كان هناك نحو ألف مريض مصنفين على أنهم "حالات باردة"، بحاجة إلى خدمات صحية متخصصة لا تتوفر إلا خارج المخيمات.
وشدد المنظمة، على ضرورة أن تزيد الدول المانحة، خاصة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، تمويل خدمات الرعاية الصحية بدلاً من تخفيضه، مشيرة إلى أن هذا الدعم "أمر حيوي بشكل خاص للإحالات الطبية الخارجية".