تقرير إسرائيلي سري يكشف عن استعدادات الاحتلال لضرب إيران
أكدت القناة 12 العبرية للمرة الأولى "موافقة الرقابة العسكرية على نشر محتوى تقرير بالكامل" فيما يخص التقارير العسكرية الإسرائيلية والتسريبات الاستخبارية التي تتحدث عن تنفيذ هجوم على إيران، لاستهداف منشآتها النووية.
ويتناول التقرير وسائل الاحتلال الإسرائيلي، سواء بالحصول على مزيد من المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، أو احتمال أن يضطر الطيارون للانسحاب في منتصف العملية، حيث يتم فحص كل سيناريو بعناية، قبل عودة بنيامين نتنياهو إلى كرسي رئيس الوزراء، وإمكانية إصداره للأوامر بالهجوم.
نير دفوري المراسل العسكري للقناة 12 نقل عن "محافل عسكرية من داخل سلاح الجو استعدادات مجموعات رباعية من طائرات إف16 على ارتفاع 300 قدم فوق بحيرة طبريا، تتدرب على التسلق بسرعة نحو منحدرات الجولان في طريقها شرقا إلى طهران، حيث تحافظ الطائرات على ارتفاع منخفض للغاية، من أجل الانزلاق تحت رادار أنظمة الدفاع الجوي السورية، وبعد عبورهم الحدود مباشرة، تصعد إلى ارتفاع 20 ألف قدم، وتنقلب الطائرات على ظهورهاـ وتتعرف على الأهداف الموجودة أسفلها".
وأضاف في تقرير موسع ترجمه موقع "عربي21" أن "القوات الجوية تواصل برامج التدريب باستمرار لشن هجوم على إيران، تحسبا لإمكانية أن يستأنف نتنياهو توجهاته السابقة بهذا الصدد، كما وعد ناخبيه، وإلى حين معرفة ما الذي يريده بالضبط، فإن سلاح الجو يواصل استعداداته العملياتية لهذا السيناريو، خاصة بعد مسارعة تساحي هنغبي الوزير المقرب من نتنياهو، للتأكيد علانية أنه سيهاجم إيران؛ لأنه إذا لم يفعل ذلك، فستواجه إسرائيل تهديدا وجوديا".
وأكد أن "سلاح الجو أجرى مؤخرا تمرينا كاملا بمشاركة جميع الطائرات والطيارين حسب الخطة العملياتية المحدثة لمهاجمة المنشآت النووية، وشمل تحليقا بعيد المدى، وتزودا بالوقود جوّا لعشرات الطائرات، والتعامل مع أنظمة الدفاع الجوي بمختلف أنواعها، وإنقاذ الطيارين الفارين".
بما في ذلك التدرب مع قوات جوية أجنبية على رحلات جوية بعيدة المدى، بما فيها إيران، مع حالة من "التحكم" الاستخباراتي للمساعدة بتحديد مواقع التهديدات والأهداف عبر السماء والفضاء، والأهم العودة بأمان، وعدم الوقوع في الأسر، خاصة أن إيران تطور قدراتها طوال الوقت، وتبني نظام دفاع جوي كثيف للغاية.
وكشف أن "المواقع النووية الإيرانية عميقة تحت الأرض، وتنتشر في عدة أماكن لجعل الأمر صعبا على المهاجمين الإسرائيليين، زاعما أنه وفقا لصور الأقمار الصناعية الأخيرة، أكملت إيران حفر نفق رابع باتجاه المنشأة النووية تحت الأرض في نطنز، بما يصعب مهاجمتها، بجانب تطوير أنظمة متقدمة مضادة للطائرات من تلقاء نفسها، لتقليد الأنظمة الروسية والصينية، مما يزيد من المخاطر الجوية على الطيران الإسرائيلي، ولعل تمركزها في سوريا يزيد من معادلة الردع ضد إسرائيل".
وأشار إلى أن "الطائرات الإسرائيلية التي ستهاجم إيران تعرف كيفية استخدام الأنظمة الإلكترونية لحماية نفسها من إطلاق الصواريخ المضادة، ولديها قدرات حربية إلكترونية تعطل رادارات العدو وصواريخه، وطرق الدخول والخروج، وارتفاع الطيران، لتقليل فرص اكتشافها، وإلحاق الضرر بها. صحيح أن هذا النمط من العمل يسمح بفرص نجاح عالية، لكنه لا يوفر شهادة تأمين كاملة، وليس هناك يقين بنسبة 100٪، مما يعني وقف أي هجوم مفترض إن لم يتم استيفاء شروط نجاحه كافة".
ومن الواضح أن كل هذه التحضيرات الإسرائيلية، سواء كانت جدية أم لممارسة الحرب النفسية على إيران، مرتبطة بجملة تطورات من أهمها مستقبل الاتفاق النووي، وتغير ميزان القوى بمساعدة إيران لروسيا في حربها في أوكرانيا. وفي النهاية، فإن الهجوم على إيران ليس مجرد عملية عسكرية، بل هو أيضا مجمع ضخم للتعاون العسكري والاستخباراتي بين الدول المتحالفة مع الاحتلال، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي لا تبدي تحمسا لهذا الخيار.
في الوقت ذاته، فإن استعدادات الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأنظمة الدفاع الصاروخي، ستكون متزامنة مع أي قرار يتخذ في المستوى السياسي، الذي لا يزال قيد التشكل عشية تشكيل الحكومة الجديدة، مما يعني أن اختيار توقيت الهجوم، إن حصل فعلا، مرتبط أساسا بما إذا كان نتنياهو هذه المرة سيكون لديه القدرة على "تطويع" جنرالاته للمضي قدما في هذا الخيار.