تفكيك المجتمع.. لماذا تسعى "قسد" لطمس عادات وتقاليد السكان في "منبج".. ؟
أفادت مصادر محلية في حديثها لشبكة شام الإخبارية، بأن "قوات سوريا الديمقراطية"، واذرعها المدنية في مدينة منبج بريف حلب الشرقي تسعى إلى طمس عادات وتقاليد السكان في المدينة الخاضعة لسيطرتها منذ صيف العام 2016.
ونوهت المصادر إلى أن "قسد"، تسعى بشتى الطرق والوسائل لطمس العادات والتقاليد لأهالي مدينة منبج، علما أن العادات والتقاليد في المدينة تعد ذات الطابع العشائري هي السائدة بمثابة قانون ودستور للكبير والصغير فيها، وفق وصفهم.
وقال "أبو عبد الله" وهو اسم مستعار لأحد أهالي منبج رفض الكشف عن اسمه لدواعي امنية إن "قسد منذ سيطرتها على مدينة منبج عمدت الى نشر الرذيلة وتفكيك المجتمع بعدة طرق"، وأضاف أن من هذه الطرق نشر المخدرات.
مشيرا إلى أن نشر المخدرات كان سبباً رئيسياً لابتعاد الفئة الشابة عن العادات والتقاليد مع تعاطي المخدرات وفعل أي شيء من أجل تأمين ثمنها في حدود وصلت إلى السرقة أو القتل والمتاجرة بالشرف في بعض الأحيان، على حد قوله.
وأكد قيام قادة بارزين من "قسد"، بتسهيل انتشار المخدرات بشكل كبير في مدينة منبج وبتمويل منهم حيث يتم إدخالها عن طريق مناطق النظام السوري إلى المدينة وتوزيعها على التجار التابعين لهم.
ولفت إلى أن قيادات "قسد" المتمثلين بكوادر حزب العمال الكردستاني بعيدين كل البعد عن الدين او العادات والتقاليد وقد نجحوا بطرقهم الخاصة بتجريد المجتمع من عاداته وتقاليده إلى حد كبير.
ولفت "أبو سليم"، أحد أبناء منبج، إلى أن "قسد"، قامت بتكوين حلقة كبيرة حولها من شيوخ العشائر مستغلة طمعهم للمناصب والمال والوجاهة خاصة اولئك الذين أصبحوا شيوخا مؤخرا دون خلفية سابقة لهم.
وتسعى ميليشيات "قسد"، من خلال بعض شيوخ العشائر إلى ابقاء سيطرتها على المنطقة من خلالهم لانها واثقة كل الثقة أنهم سيحاولون افشال أي محاولة لاخراجها أو الثورة ضدها، وفق حديث مصادر محلية لشبكة شام الإخبارية.
ويحاول بعض شيوخ العشائر التغاضي عن العادات والتقاليد في سبيل تحقيق مصالحهم الشخصية متناسين تأثيرها على المجتمع ككل، واعتبر "أبو سليم" أنه بحجة حقوق المراة قامت "قسد"، بتحويل المرأة من عضوا فعال في المجتمع إلى امرأة مجردة تماما من الدين والأخلاق تحت شعار حرية المرأة وحقوقها.
وأضاف أن ما "زاد الطين بلة"، هو تأسيس لجنة المراة المعنية بشؤون المراة كما يراها البعض لكن وظيفة هذه اللجنة التدخل في الشؤون الداخلية بالمنازل و تأجيج الأوضاع بين المراة وزوجها لحدود وصلت الى رمي الزوج في السجن.
وذلك حتى وإن كان هو صاحب الحق تحت مقولة المرأة نصف المجتمع وحرية المرأة وحقوق المرأة، واختتم حديثه للمرآة حقوق لا نستطيع نكرانها ولكن قسد تقوم بتغيير الحقائق ووضع قوانين كما يحلو لها ضاربة بالقوانين والدين عرض الحائط.
هذا وكررت ميليشيات "قسد" عبر إعلامها تحريض فئة النساء للانضمام إلى جبهات القتال، ونقلت عن مقاتلة من المكون العربي قالت إنها "كسرت العادات وتقاليد المجتمع البالية"، وناشدت جميع النساء بالانضمام إلى "قسد".
وقالت إن "ضمن صفوف وحدات حماية المرأة، تتعرف السيدات على معنى الحرية ومعنى الحياة، ودعت النساء اللواتي لا يتحملن مشقات الحرب ولا يستطعن القتال بإمكانهن النضال على الصعيد الاجتماعي والسياسي لنشر فكر وفلسفة الحياة التشاركية وأخوة الشعوب"، وفق تعبيرها.
وقالت الإعلامية المقربة من "قسد"، "ريم العادل" إن الإدارة الذاتية أعطت مجالاً واسعاً للمرأة، واستشهدت بعملها في مجال الإعلام، الذي لعقود طويلة كان حكراً على الرجال، وترى أن الإدارة أعطت مجالات للنساء في أعمال عدة.
وأضافت أن المرأة خلال فترة الإدارة الذاتية استطاعت أن تأخذ مكانة عالية اجتماعياً وسياسياً، فمكنتها لأن تكون سياسية قيادية وصاحبة قرار، من خلال فكرة الرئاسة المشتركة.
والجدير بالذكر أن ميليشيات "قسد" تواجه رفضا شعبيا في عدة مناطق في شمال شرقي سوريا، وتتعلق حالات الرفض هذه في كثير من الأحيان بسبب ممارسات "قسد" التي تستهدف عادات وتقاليد المجتمع ومنها قضية المنهاج التعليمي، ناهيك عن التجاوزات والانتهاكات الأمنية والعسكرية وتدهور المعيشة.