سياسي كردي: منظومة "ب ك ك" تعمل بأجندات لا تمت للقضية الكردية في سوريا
قال "إبراهيم برو"، عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردستاني - سوريا ، إن منظومة حزب العمال الكردستاني PKK هي إشكالية وتعمل وفق أجندات لا تمت بصلة بمصلحة القضية الكردية وتتبع أساليب ترهيبية وتسلطية بحق كل من يخالفها الرأي ولا تحترم خصوصية أي جزء كردستاني وتتدخل بشكل سافر فيها وتتحدى إرادة تلك الأجزاء، مشيراً إلى أن هذه المنظومة ونتيجة فشلها على مر العقود جلب الدمار لكل جزء كردستاني تدخل فيها.
وأضاف برو في حديث لموقع (باسنيوز)، أن "الصراع الدائر بين PKK وتركيا يمتد إلى أكثر من أربعة عقود، وخلف آلاف الضحايا وتدمير القرى والبلدات الكردية وتهجير الكرد من مناطقهم دون تحقيق أي مكسب للكرد".
وأوضح أنه "بعد أن عزز أوجلان زعيم PKK علاقاته مع النظام السوري وقدم له حافظ الأسد كافة التسهيلات لتجنيد أكبر عدد من الشباب الكرد السوريين في صفوفهم وخاصة الأطفال بشعارات استهلاكية ومتناقضة (كتحرير كوردستان وعدم الاعتراف بحدود الدول الاستعمارية) PKK تجاوز بشعاراته تلك الأحزاب الكردية الأخرى بحجة أنهم أحزاب رجعية وإصلاحية ومساومة على حقوق الكرد، فكانت الغاية منها بشكل أساسي هي توجيه القضية الكردية في أجزاء كردستان للصراع مع تركيا فقط وإقامة العلاقات مع الأنظمة الحاكمة في كل من إيران وسوريا والعراق".
وتابع برو قائلا: "كتب أوجلان في كتاباته 1985 بأن مهمتي أن أعيد الكرد من سوريا إلى تركيا، لكن بعد اعتقال أوجلان 1999 تم تغيير استراتيجية PKK بنقل ساحة المعارك إلى خارج تركيا وتحديدا منذ بداية الثورة السورية استعان بهم نظام بشار الأسد بالدخول إلى المناطق الكردية لسببين رئيسيين" وفق تعبيره
أولى هذه الأسباب هو "محاربة نشاط الأحزاب الكردية والتنسيقيات الشبابية التي تفاعلت مع الحراك السوري وقادت المظاهرات بعشرات الآلاف، مطالبين كسائر السوريين بالحرية والديمقراطية لسوريا وتأمين الحقوق القومية للشعب الكردي"، والثاني "أن النظام كان في موقع ضعيف جداً في بداية الثورة، وأراد ان يستعين بحليفه السابق PKK لإدارة هذه المناطق لكي يسحب النظام قواته إلى مناطق الداخل السوري لمواجهة المعارضة السورية".
وأكد برو، أن "منظومة PKK هي إشكالية وتعمل وفق أجندات لا تمت بصلة لمصلحة القضية الكردية، وتتبع أساليب ترهيبية وتسلطية بحق كل من يخالفها الرأي ولا تحترم خصوصية أي جزء كردستاني وتتدخل بشكل سافر فيها وتتحدى إرادة تلك الأجزاء، فهذه المنظومة ونتيجة فشلها على مر العقود جلبت الدمار لكل جزء كردستاني تدخل فيها، ولم تفوت أي جهد لنسف أي مكسب للكرد واتهام الرموز الكردية بالخيانة والعمالة".
ولفت إلى أن "PKK يتدخل في شؤون إقليم كردستان العراق الفيدرالي، هذه التجربة التي شيدت بدماء الشهداء وتضحيات شعب كردستان وبالحنكة والدبلوماسية لساستها، وأصبحت ملاذا آمنا لكل مناصري الحرية والديمقراطية ونموذجا للبناء والتقدم، وكل ذلك يقابله تدخل PKK في مناطقها وإعطاء المبررات لتركيا لقصف القرى والبلدات الحدودية، وبالتالي تهجير الأهالي وبث الخوف بين المدنيين، وهذا المشهد يتكرر في غربي كردستان".
وأوضح القيادي أن "قوات التحالف الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل جزءا من مسؤولية تدخل PKK في غربي كردستان، لأنهم يعتمدون على قوات سوريا الديمقراطية كحليف لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، وهذا أمر معقد جداً، لأن التحكم والسيطرة الفعلية هو لكوادر PKK ويتم استخدامهم لمواجهة داعش خارج المناطق الكردية في سوريا، مما يخلق التوترات والأرضية لصراع عربي - كردي لا مصلحة للكرد فيه".
وأوضح برو، أنه "من جانب آخر تتم إدارة المناطق الكردية بقوة السلاح من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وتركيا تعتبره جزءاً من PKK، وهو يقدم كافة التبريرات وبشكل يومي لتركيا بأنه جزء من منظومة PKK، وعليه تتعرض جميع المناطق الكردية إلى غارات تركية لمحاربة PKK وإبعاده عن الحدود الجنوبية لها، وقوات التحالف الدولية تسمح لتركيا بحماية أمنها داخل سوريا، مما يسبب مخاوف وتحديات كبيرة للسكان، وبالتالي المزيد من التهجير وتداعياته الخطيرة على الوجود الكردي من خلال تغيير ديموغرافية المناطق الكردية في غربي كوردستان".
وشدد القيادي قائلاً: "من هنا يتطلب من الولايات المتحدة وحلفائها المتواجدين في تلك المناطق، منع PKK من التواجد في غربي كردستان والتأسيس لإدارة المنطقة بمكوناتها الأصيلة بعيدة عن أجندات PKK الإشكالي والمصنفة على لائحة الإرهاب من قبل أمريكا وغيرها، ويكون للمجلس الوطني الكردي في سوريا ENKS وحلفائه في جبهة السلام والحرية إدارة المنطقة سياسيا وإداريا وأمنياً، ويشكل بيشمركة روج (قوة كوردية سورية موجودة في إقليم كوردستان) أحد أهم مكوناتها".
وختم إبراهيم برو، حديثه بالقول إن "الشعب الكردي عانى ويعاني من ويلات الحروب والتدمير والقتل، والمغامرة بمصيره من قبل منظومة PKK بحد ذاتها كارثة بحق قضية الشعب الكردي العادلة، ومن هنا يتطلب تضافر جهود جميع الأحزاب والفعاليات الكردستانية وصولاً لتشكيل ضغط مؤثر لخروج PKK من بقية أجزاء كردستان والاحتكام للعمل السياسي والحوار والشراكة كمنهجية ومسار مختصر لحل قضية الشعب الكردي في كردستان تركيا".