
صورة تختزل المشهد كاملاً .. هكذا يعيش أهالي "جبل الزاوية" تحت نيران قصف الأسد وروسيا
صعدت قوات الأسد وروسيا خلال الأسبوع الأخير، من قصفها الهمجي على قرى وبلدات جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، مسجلة بشكل يومي مئات القذائف والصواريخ، التي تنهال على المناطق المدنية، لتلزم سكانها النزوح لمرة جديدة هرباً من الموت نحو المجهول والتشرد.
وتتعمد قوات الأسد، اتباع سياسات ممنهجة في حربها ضد الشعب السوري، إحداها تكثيف القصف عبر سياسة "الأرض المحروقة" أو "التدمير الشامل" أو "التمهيد بالحرق"، لتقوم بتوظيف كل إمكانياتها ومدفعيتها وراجماتها على قرى وبلدات جبل الزاوية، مسجلة سقوط عشرات القذائف في كل دقيقة.
ولم يلبث أهالي قرى جبل الزاوية الذين أجبروا على ترك قرارهم لمرات عدة آخرها حملة القصف والتقدم في 2020، أن عادوا لقراهم للخلاص من عذابات النزوح ومرارة التشريد، للاستقرار في منازلهم المهدمة، والبحث عن أرزاقهم المشوبة بالموت والمخاطرة، لتعاود قوات الأسد همجيتها في تهجيرهم من جديد.
قرى "كفرعويد - الفطيرة - سفوهن - كنصفرة - البارة - بليون - دير سنبل" وعدة مناطق أخرى، تتعرض لأعنف حملة قصف أرضية منذ أكثر من أسبوع، تطال البشر والحجر، وتستهدف كل حياة في تلك المنطقة، في سياسة لتدمير ماتبقى وتهجير من سلم.
وكانت أكدت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، تصاعد وتيرة الهجمات التي تشنها قوات النظام وروسيا ومليشيات موالية لهم على شمال غربي سوريا، مع استمرار سقوط ضحاياها من المدنيين، وأدى هذه التصعيد لنزوح مئات العائلات في ريف إدلب وحلب بما ينذر بكارثة جديدة تفاقم مأساة السوريين.
وبينت المؤسسة أن هذه الهجمات الإرهابية التي تستهدف المدن والبلدات والمدارس في شمال غربي سوريا تهدد استقرار المدنيين في المنطقة وهي سياسة ممنهجة تهدف لنشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لهذه الهجمات الإرهابية القاتلة والوقوف بوجه مرتكبي هذه الجرائم الممنهجة بحق السوريين، ومحاسبتهم عليها.
ولفتت إلى أن التصعيد على شمال غربي سوريا، يهدد حياة أكثر من 4 ملايين مدني، بينهم أكثر من مليوني مهجراً قسراً يعيشون في مخيمات الشريط الحدودي التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة ومنع عودة المهجرين إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية للعمل بها وتأمين قوت يومهم.