صحيفة روسية تتحدث عن قلق إسرائيلي من أي دور روسي للوساطة في السويداء
كشفت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، عن قلق إسرائيلي، من إمكانية لجوء الفصائل المحلية في السويداء للعب دور الوساطة، على خلفية، الاحتجاجات في مدينة السويداء جنوبي سوريا.
وقال الخبير في الشؤون الروسية كيريل سيميونوف، إن الاحتجاجات في السويداء "ظاهرة تقليدية"، ولفت إلى أن معظم الطائفة الدرزية تدعم النظام السوري، إلا أن أفرادها يتمتعون باستقلال معين، ازداد على مدى عقد من الصراع.
وأكد سيميونوف، على ضرورة النظر لما يجري في السويداء، بسياق منفصل عن السياق العام للتسوية في سوريا، لأن الدروز لعبوا دوراً هاماً في الشأن السوري، ويحاولون لعبه الآن، هم يطالبون بحقوقهم اليوم.
واعتبر سيميونوف أن الوضع في السويداء مرتبط بإسرائيل والأردن ولبنان، لافتاً إلى أنه خارج سوريا هناك مجتمع درزي يدعم بطريقة أو بأخرى تحركات الدروز السوريين ضد النظام، ما يخلق خلفية إضافية، وقال إنها عقدة منفصلة من التناقضات، يتحرك منطقها بالتوازي مع تطور الصراع في سوريا، لكنه سيؤثر بلا شك في الوضع السياسي الداخلي.
وكانت قالت مصادر إعلام محلية في السويداء، إن مجموعة من أهالي بلدة الثعلة في ريف السويداء الغربي، طردت وفداً عسكرياً روسياً، بعد انتشار جنوده في البلدة بمظهر مستفز، اليوم الثلاثاء، وسبق أن سجلت المحافظة حوادثاً مماثلة في بلدة المزرعة ومدينة شهبا وقرية الجنينة، طرد فيها بعض الأهالي الدوريات الروسية.
وقال موقع "السويداء 24"، إن عربتين عسكريتين للقوات الروسية دخلتا إلى بلدة الثعلة في ريف السويداء، قادمتين من درعا، ترافقهما دورية للمخابرات العسكرية السورية، وتوقف الوفد عند مبنى بلدية الثعلة، إذ ترجل جنود روس وانتشروا في محيط المبنى بأسلحتهم.
وأضاف الموقع، أن مجموعة من أهالي البلدة تجمعوا في محيط مبنى البلدية، وانهالوا بالصراخ على الجنود الروس، ووصفوهم بالمحتلين، كما طلبوا منهم مغادرة البلدة على الفور، وهذا ما حصل فعلاً، إذ انسحب الوفد من البلدة دون تطور الموقف.
وقال رئيس بلدية الثعلة للأهالي، إن الوفد جاء فقط للاستفسار عن الأحداث الاخيرة التي شهدتها السويداء، وذكر أحد أهالي البلدة الذين طردوا الوفد أن انتشار المجندين الروس بأسلحتهم في شوارع البلدة، كان مثيراً للاستفزاز، وأضاف المصدر “انا اؤمن بانهم محتلين ولا وجود لهم في بلدنا وشوارعنا بأسلحتهم وبهذه العنجهية”.
ولفت الموقع إلى أنه لا توجد مقرات رسمية للقوات الروسية في السويداء، لكنها عادة ما ترسل وفوداً عسكرية من دمشق ودرعا، إلى محافظة السويداء، للاستفسار عن الأوضوع عند حصول تطورات احياناً كما حصل يوم الأحد الماضي، كما تتردد القوات الروسية لتوزيع مساعدات إغاثية في بعض الأحيان، كان أخرها الشهر الماضي في قريتي وقم، وجرين، غربي السويداء.
ومنذ شهرين تسيّر القوات الروسية دوريات مراقبة اسبوعية على الحدود السورية الاردنية، وتتجول في القرى الحدودية، والمناطق التي تشهد عمليات تهريب مخدرات من سوريا إلى الاردن.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يطرد الأهالي فيها وفوداً روسية، فسبق أن سجلت المحافظة حوادثاً مماثلة في بلدة المزرعة ومدينة شهبا وقرية الجنينة، طرد فيها بعض الأهالي الدوريات الروسية، في ظلّ اعتبار الكثيرين لوجود الروس، كما باقي القوى الأجنبية على الأراضي السورية، احتلالات عسكرية.