صحيفة إسرائيلية تطرح احتمالية استخدام سوريا لنقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا
اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن الضربة الجوية "الغامضة" التي استهدفت رتلاً قرب الحدود السورية- العراقية، "مثيرة للاهتمام"، ملمحة لإمكانية استخدام المنطقة لتوريد الأسلحة الإيرانية إلى سوريا، بعد أن صدرت إيران طائرات مسيرة إلى روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن الضربة تأتي وسط مخاوف متزايدة بشأن دور إيران في المنطقة، وكذلك العلاقة بين إيران وروسيا وطرحت الصحيفة تساؤلاً عن طريقة نقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا، ملمحة إلى إمكانية أن يكون ذلك عبر الأراضي السورية التي تنتشر فيها قوات البلدين، وما إذا كانت الولايات المتحدة أو غيرها ستسعى إلى منع نقل هذه "الأسلحة الخطرة" إلى روسيا.
وأوضحت الصحيفة، أن إيران وروسيا تفكران في خطوة جديدة، في الوقت الذي تستغل فيه طهران "ممر البوكمال" الحدودي بين العراق وسوريا لنشر الفوضى في المنطقة، معتبرة أن تطور العلاقة بين إيران وروسيا، يجعل أي تصدير إيراني للطائرات المسيرة والصواريخ في المنطقة "أكثر إلحاحاً"، كما أن التدفقات المالية الواردة من روسيا إلى إيران يمكن أن تساعد طهران في إمداد وكلائها في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
وسبق أن كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن طائرات إسرائيلية تقف وراء القصف الذي استهدف رتلاً إيرانياً لوجستياً شرقي سوريا، بعد دخوله من العراق عبر منفذ "القائم" الحدودي، فجر يوم الأربعاء.
وحسب مصادر نقلت عنها الصحيفة، فإن طائرات إسرائيلية قصفت قافلة يُشتبه في تهريبها أسلحة إيرانية، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وتدمير العربات، وأكدت مصدر في معبر "القائم" لصحيفة "الشرق الأوسط"، الخميس، أن الضربة لم تستهدف النفط المهرب فقط، بل محاولة نقل عتاد وأسلحة إلى جماعات موالية لإيران في سوريا.
وكانت نفت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، أن تكون قوات التحالف الدولي قد نفذت الهجوم، وقال المتحدث باسم "سنتكوم" جو بوجينو، لموقع "رووداو"، إن القصف لم يكن أمريكياً، وإن أياً من الدول الأعضاء في التحالف الدولي لم تشارك في الهجوم.
وكانت تعرّضت مواقع تابعة لميليشيات إيران لعدة غارات جوية من قبل طيران مجهول الهوية تركزت على أطراف مدينة البوكمال بريف ديرالزور بالقرب من الحدود السورية - العراقية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الميليشيات الإيرانية.
وبث ناشطون في موقع "فرات بوست" مشاهد تظهر الغارات الليلية على مواقع للميليشيات الإيرانية وقافلة صهاريج دخلت من العراق باتجاه سوريا، فيما تصاعدت أعمدة الدخان من معبر "البوكمال - القائم" مع تسجيل دوي انفجارات متتالية.
وأفادت مصادر محلية بأنه يعتقد تنفيذ الغارات الجوية بواسطة طائرات إسرائيلية أو أمريكية وطالت مواقع بمحيط البوابة العسكرية الإيرانية، ومحيط البوابة الرسمية، وتشير تقديرات إلى مقتل 18 عنصراً من المليشيات الإيرانية بينهم قيادي في الغارات الجوية.
وقال الإعلامي الموالي للنظام "رضا الباشا" وهو مراسل قناة إيرانية في سوريا، إن قصفا أمريكيا أدى لوقوع قتلى وجرحى وإعطاب أكثر من 20 صهريج، محملاً بالمحروقات، كانت متجهة إلى لبنان عبر سوريا، فيما نفت قناة الميادين الإيرانية نفت وقوع خسائر بشرية.
ولقت موقع بي بي سي الناطق باللغة الفارسية، إلى إن الجيش الأمريكي نفى مزاعم مصادر في العراق عن "هجوم بطائرة مسيرة على شاحنات محملة بالوقود" على الحدود العراقية السورية، لكنه أكد وقوع انفجارات في هذه المنطقة وقال إنه يحقق في الأمر.
ونقلت شبكة BBC عن مسؤول كبير في الحكومة الأمريكية قوله إن هذه الضربات الجوية لم تنفذ من قبل القوات الأمريكية في البوكمال على الحدود بين العراق وسوريا، وقالت القيادة المركزية الأمريكية إنها على علم بالانفجارات في هذه المنطقة وتقوم بالتحقيق فيها.
وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية "إيرنا" نقلا عن قناة صابرين نيوز تلغرام، أن 4 أربعة انفجارات على الأقل وقعت على الشريط الحدودي في منطقة القائم بالعراق وشوهدت تحليق مقاتلات وطائرات هليكوبتر على الشريط الحدودي".
هذا وسبق أن شنت طائرات حربية يرجح تبعيتها للتحالف الدولي غارات جوية على مواقع الميليشيات الإيرانية المساندة لقوات الأسد في مناطق متفرقة بريف ديرالزور، الأمر الذي يتكرر من قبل الطيران الإسرائيلي على مواقع إيران جنوب ووسط سوريا.