صحيفة: غياب الدور الروسي جنوبي سوريا حوّلها لساحة منافسة إيرانية ومراهنات دولية
قالت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها، إن الغياب الروسي في جنوب سوريا مؤخراً، حوّل المنطقة من جديد إلى ساحة منافسة إيرانية، متحدثة عن تردي في الحالة الأمنية والاقتصادية، والتي شكلت بيئة ملائمة لتعزيز حالة عدم الاستقرار.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم تكرار التسويات وسحب السلاح في الجنوب السوري، إلا أن المنطقة باتت المنطقة ساحة مراهنات بين الدول، وبينت أن إيران قبلت باتفاق التسوية جنوب سوريا عام 2018 الناتج حينها عن تفاهمات روسية أميركية إسرائيلية، والقائم على مبدأ إخلاء المنطقة من الوجود العسكري الإيراني، لحاجتها إلى الفيتو الروسي، بغرض إبعاد المزيد من العقوبات عليها.
ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء لجان التفاوض في درعا قوله: إنه "من الطبيعي التفكير بأن إيران التي دفعت القوة البشرية والمالية لمساندة النظام السوري في الحرب، لم تكن راضية ضمنياً عن الاتفاق الروسي مع الدول الإقليمية في الجنوب وترك تلك الساحة لتستفرد فيها روسيا وحدها".
وأضاف للصحيفة، أن إيران تظاهرت بالانسحاب أو انسحبت فعلاً من المنطقة في تلك الفترة لتعود إليها، عبر إضفاء تعديلات على استراتيجيتها وفق غياب العلنية واعتماد أساليب ناعمة لا تغضب روسيا، كوضع أذرع عسكرية لها داخل أجهزة النظام السوري، للتدخل في القرارات العسكرية في المنطقة الجنوبية.
وتعاني محافظة درعا من فلتان أمني كبير يغذيه ضباط الأسد لتحقيق غاياتهم في تصفية الرموز الثورية والمدنية في المحافظة، حيث لا يكاد يمر يوم بدون أي عملية اغتيال، ويرى نشطاء أن من يقف وراء عمليات الاغتيال في محافظة درعا هو النظام والمليشيات الايرانية في المقام الأول، إذ أن إيران تعمل على التخلص من جميع القيادات والأشخاص الذين شاركوا بشكل أو بآخر بالثورة السورية سواء كان عسكريا أو سياسيا أو حتى إغاثيا، وحتى لو انضموا لتشكيلات تابعة للنظام، فذلك لا يعني التغاضي عن ماضيهم، ولن يغفر لهم الاشتراك بالثورة.