"شهيد الغدر".. "تحـ ـرير الشـ ـام" تنعي "القحـ ـطاني".. "الإنقاذ": "الاغتيال جاء بتوقيت حرج"
نعت "مؤسسة أمجاد الإعلامية"، التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" فجر اليوم الجمعة 5 نيسان/ أبريل، القيادي السابق في صفوفها أبو ماريا القحطاني، الذي وصفته بـ"شهيد الغدر" وذلك بعد الكشف عن مقتله وجرح آخرين بتفجير انتحاري داخل مضافته بريف إدلب شمال غربي سوريا، مساء أمس الخميس.
وذكر إعلام الهيئة، أن ميسر بن علي الجبوري، المعروف بـ"أبو ماريا القحطاني" قُتل بعد "هجوم غادر" باستخدام حزام ناسف فجره عنصر من تنظيم داعش في منطقة سرمدا بريف إدلب الشمالي، وبثت صوراً ومشاهد من موقع التفجير وجثة الانتحاري المنفذ وكذلك نشرت رثاء لـ"القحطاني" وصوراً تكشف وجهه وجثته.
وقالت "وكالة أنباء الشام" التابعة لـ"حكومة الإنقاذ السورية"، اليوم الخميس، إن "يد الغدر طالت الشيخ أبي مارية القحطاني، بعد تعرضه لعملية انتحارية داخل مضافته في مدينة سرمدا شمالي إدلب"، وذكرت أنه "سرعان ما تكشفت خيوط وتأكد ضلوع تنظيم داعش في العملية".
وحتى لحظة تحرير هذا الخبر، لم يصدر أي تبنى رسمي من تنظيم داعش للعملية عبر المعرفات الإعلامية التابعة له، فيما أرجعت "وكالة أنباء الشام"، ضلوع التنظيم في العملية كون "القحطاني" له تاريخ حافل في مقارعة التنظيم، وكذلك له باع طويل في كسر شوكة التنظيم في الشمال السوري.
وأضافت، أن "عملية الاغتيال جاءت في توقيت حرج للغاية، فالمنطقة على صفيح ساخن لا يحتمل التصعيد"، وذكرت حكومة "الإنقاذ" المظلة المدنية لـ"هيئة تحرير الشام"، عبر الوكالة الرسمية، إنه "ليس من مصلحة بالتصعيد إلا لمن يريد الشر للمنطقة وقيادتها"، وفق ما أوردته عبر موقعها الرسمي.
ويفسر ذلك في إشارة إلى تداعيات قضية العملاء وما أفرزته من انقسامات واصطفافات كثيرة داخل صفوف تحرير الشام، عقب اعتقال مئات العسكريين بمن فيهم قياديون بتهمة العمالة والإفراج عنهم لاحقا، وما تبع ذلك من تفجر حراك شعبي لا يزال مستمر ضد قيادة الهيئة.
وجاء الإعلان الرسمي عن مقتل القحطاني، بواسطة هجوم انتحاري، بعد تعدد الروايات التي كان بعضها يتعلق بزرع عبوة ناسفة داخل المضافة، وأخرى حول انفجار سيف مفخخ، إلا أن الكشف عن أشلاء تظهر بقايا الانتحاري الذي فجر حزامه الناسف والسيف الذي تم تقديمه كهدية، تشير إلى عدم دقة تلك الروايات.
ومنذ الإفراج عنه تتوالى الوفود إلى مكان إقامة القحطاني للتهنئة بخروجه من سجون "هيئة تحرير الشام" التي أعلنت في 17 آب/ أغسطس تجميد صلاحياته بعد ورود اسمه في تحقيقات قضية العملاء، وذكرت أنه "أخطأ في تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل".
وفي 8 آذار/ مارس الماضي، أعلنت "تحرير الشام" براءة "القحطاني" من التهم الموجهة إليه بشكل قاطع، وذلك في بيان رسمي جاء تزامناً مع الإفراج عنه بعد أشهر من اعتقاله بتهمة العمالة، ونعى مسؤولون في تحرير الشام، القحطاني منهم الشرعي العام للهيئة، عبر الرحيم عطون، الذي كان له دور كبير في شيطنة القحطاني خلال فترة اعتقاله.
هذا وتشير معلومات عن إصابة ما لا يقل عن 10 أشخاص بإصابات خطيرة وحروق متعددة الدرجات، بينهم الدكتور يوسف الهجر المعروف بـ"أبو البراء شحيل" وهو قيادي في تحرير الشام ورئيس مكتبها السياسي سابقاً.
وكذلك جرح في الانفجار ذاته القيادي خطاب الجبوري الملقب بـ"أبو عمر الديري" وناصر الدين الأحمد "أبو أمير كوسنيا"، ويشار إلى أن كلاً من الديري وكوسنيا كانا معتقلين لدى تحرير الشام في قضية العملاء، وتم الإفراج عنهما في شباط/ فبراير الفائت.
ويذكر أن القحطاني من مواليد قضاء الموصل في العراق ويبلغ من العمر 47 عاماً وفق موسوعة ويكيبيديا الرقمية، وجاء مقتله بعد 28 يومًا من الإفراج عنه، وكان يعد الرجل الثاني في تحرير الشام، وهو من أبرز القادة والشخصيات العسكرية المهمة لدى الجولاني، إلى جانب الشخصية الإعلامية التي كان يتمتع بها على مواقع التواصل، وتنقل بين ديرالزور ودرعا لينتهي المطاف في إدلب التي قُتل بها في تفجير مبهم يثير الكثير من التساؤلات في وقت يتهم منشقون عن الهيئة ضلوع الجولاني بترتيب هذا الاغتيال، وفق تعبيرهم.