"قسد" تستولي على بساتين زيتون بـ "منبج" وتهدد المزارعين بالألغام الأرضية
اشتكى عدد من المزارعين من استيلاء ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على مساحات زراعية واسعة في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، بحجة قربها من خطوط التماس مع الجيش الوطني السوري.
وأشارت مصادر محلية في حديثها لـ"شام"، إلى أنّ "قسد"، تمنع المزارعين في منبج شرقي حلب، من جني محصولهم لا سيّما بساتين زيتون، وسط تنوع المساحات المزروعة التي تحظر الميليشيات الاقتراب منها وتقع على امتداد أكثر من 50 كيلو متر.
وأكد "حمود الأحمد"، (اسم مستعار لأسباب أمنية) وهو من أهالي قرية "أم جلود"، بريف منبج الشمالي الغربي، بأنه منذ سيطرة "قسد" على المنطقة قبل نحو 7 سنوات، لا يستطيع جني محصول الزيتون، حيث تصنف "قسد"، الأراضي القريبة من خطوط التماس أنها مناطق عسكرية مزروعة بالألغام.
لافتاً إلى أنّ ميليشيات "قسد"، تقوم سنوياً بقطاف ثمار الزيتون، ونوه إلى أنه في كل موسم يطالب أهالي القرية من قيادة "منبج"، بالسماح باستيراد أراضيهم، وأضاف، أن الرفض المتكرر بحجة الخوف على حياة المزارعين من الألغام كذبة من كذبات "قسد".
وتشير تقديرات بأنّ ثمن كيلو الزيتون هذا العام سجل في مدينة منبج 10 آلاف ليرة سورية بينما وصل سعر صفيحة الزيت "التنكة" إلى 70 دولار أمريكي، ويتهم مزارعون ميليشيات "قسد" بسرقة حوالي 50 ألف دولار من محصول الزيتون في كل موسم.
ويشرف عدد من قادة الميليشيات الانفصالية على عمليات السرقة ويتقاسمون المبالغ المالية الناتجة عن عمليات السرقة الممنهجة فيما بينهم، أبرزهم "سيفو، علاء اسكندر، أبو جمعة، عبد الرحمن البناوي"، وهم قادة في "مجلس منبج العسكري"، "مجلس الباب العسكري"، و"جبهة الأكراد".
ونوه "سعيد الغنايمي"، من قرية "المحسنلي"، بريف منبج الشمالي الغربي، أنه في بداية كل موسم لقطاف الزيتون تفتعل "قسد" الاشتباكات مع الجيش الوطني لمنع الأهالي من الذهاب لأراضيهم وجني الزيتون ناهيك عن الألغام التي زرعتها بين الأراضي لترهيب الأهالي ومنعهم من الاقتراب منها.
وأوضح أن السرقات تتم في وضح النهار حيث يقوم العناصر بسرقة الزيتون وتحميله من الأراضي ونقله إلى المعاصر أو إلى مدينة منبج أمام مرأى الأهالي، وأضاف "جميعنا نرى تعب عمرنا يذهب أمام أعيننا دون تحريك ساكن".
وذكر أن "قسد"، لم تكتفي بسرقة الزيتون من الأراضي الواقعة ضمن عشرات الكيلومترات الممتدة من قرية الهوشرية بريف منبج الشمالي الشرقي حتى ريف ناحية العريمة غربها، بل تفرض على كل مندوب كل قرية أو حي في منبج بتسليم صفيحة زيت زيتون تحت طائلة قطع المواد الغذائية والمحروقات.
وتعيش مدينة منبج حالة معيشية صعبة في ظل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على كل مفاصل الحياة من اقتصاد الى تجارة واخرها زيادة الضرائب الأمر الذي يدفع الأهالي كل يوم للتفكير مليا في طردها من المدينة والقيام بثورة ضد انتهاكاتها وتصرفاتها التي تصب في مصلحتها فقط وتتناسى مصالح الأهالي.
هذا وتقبع مدينة منبج بريف حلب الشرقي تحت سيطرة ميليشيا قسد منذ اواخر العام 2016 بعد معارك قامت بها ميليشيا قسد ضد تنظيم داعش، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكا واستمرت قرابة الشهرين والنصف سيطرت من خلالها ميليشيا قسد على مدينة منبج.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة منبج تعيش حالة من الفلتان الأمني وانعدام الأمن والأمان في ظل سيطرة ميليشيا "قسد"، التي جعلتها مرتعا لتجار المخدرات والخارجين عن القانون بينما تقوم بحملات الاعتقالات بحق المدنيين الأبرياء بتهم تنسبها إليهم بغية تخويفهم وبث الخوف والرعب في قلوبهم، وتعزيز نفوذها.