نزوح وسط تبادل القصف العشوائي.. "قسد" تشن اعتقالات مع تزايد التوتر شرقي ديرالزور
نزوح وسط تبادل القصف العشوائي.. "قسد" تشن اعتقالات مع تزايد التوتر شرقي ديرالزور
● أخبار سورية ٩ أغسطس ٢٠٢٤

نزوح وسط تبادل القصف العشوائي.. "قسد" تشن اعتقالات مع تزايد التوتر شرقي ديرالزور

شنت ميليشيات "قسد"، حملات اعتقالات واسعة تخللها مصادرة آليات بحجة خرق قرار حظر التجوّل، جاءت على خلفية تصاعد التوتر والفوضى في مناطق شرقي ديرالزور، حسبما أفادت به مواقع إخبارية في المنطقة الشرقية.

وقال ناشطون إن "قسد" نصبت عدّة حواجز طيارة، في بلدة الشحيل شرقي ديرالزور، مع تدقيق على هويات المارّة، وكذلك نشرت حواجز طيارة (مؤقتة) في ناحية الصور ومحيطها شمال ديرالزور، معززة بالمصفحات وقوات الكوماندوس.

وتركز الانتشار الأمني والعسكري في بلدة الصبحة وفي بلدات الدحلة و جديد بكارة، ومناطق "هجين، ذيبان، الطيانة، الحوايج"، وغيرها بعد انسحاب قوات العشائر منها إثر سيطرة مؤقتة يوم الأربعاء الماضي.

واعتقلت قسد عدداً من الأشخاص خلال مداهمة نفذتها، فجر اليوم، في بلدة أبو حمام بريف ديرالزور الشرقي، وسجلت عدة حالات اعتقال بالرقة حيث تمت مداهمة منزل الشيخ "عبد الله الجلغيف"، واعتقاله بتهمة دعم مجموعات معادية تتبع للنظام وجيش العشائر.

وكانت اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والرشاشات بين قوات "قسد"، ومجموعات مسلحة تتبع لـ"جيش العشائر"، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى معظمهم من المدنيين، وسط أضرار مادية كبيرة.

وعلى وقع التصعيد الميداني نزح عدد من أهالي بلدات الدحلة وجديد بگارة وإبريهة شرقي ديرالزور باتجاه البادية خلف سكة القطار خوفاً من قصف قوات الأسد، ويأتي هذا النزوح بعد قصف طال بلدة الدحلة ومقتل 11 شخص وإصابة نحو 7 آخرين.

في حين أفادت مصادر بمقتل سيدة و طفلة وإصابة 9 أشخاص بجروح متفاوتة، بينهم 6 أطفال، جراء سقوط قذائف مصدرها "قسد" على بلدة البوليل غرب نهر الفرات وخلّف القصف حركة نزوح لعدد من أهالي بلدتي البوليل والطوب باتجاه البادية خوفاً من تكراره.

وشهد يوم أمس قصفًا متبادلًا بين قوات النظام و"قسد"، حيث استهدفت قوات النظام قرية ابريهة، وردت "قسد" باستهداف قريتي الزباري وسعلو الخاضعتين لسيطرة النظام السوري.

وفي ظل عشوائية القصف المدفعي والصاروخي يأتي ذلك وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بتعمد رمي القذائف من المناطق المأهولة بالسكان ليتسبب الرد بوقوع مجازر يتم استغلالها في تمرير وتعزيز رواية طرف على حساب الآخر.

ولفتت مصادر إلى أن غالبية المناطق الواقعة على ضفتي الفرات شرقي ديرالزور، شهدت نزوحًا للأهالي خوفًا من القصف والاشتباكات المتبادلة بين الطرفين، وشهدت مناطق النظام و"قسد" شرقي ديرالزور ليلة أمس وفجر اليوم قصفًا متبادلًا بين الطرفين، ما تسبب بوقوع عدد من القتلى والجرحى من المدنيين.

وقال ناشطون إن "إبراهيم الهفل"، متزعم قوات العشائر وصل إلى ريف دير الزور الغربي للاطلاع على خطوط المواجهة مع قسد، وكان برفقة ضباط من قوات الأسد، وزاروا محاور بلدة الحسينية ومشفى القلب في المنطقة.

وتداولت صفحات إخبارية دعوات للخروج بمظاهرات في بلدة الحصان غربي ديرالزور تنديداً بقصف ميليشيات نظام الأسد وإيران لمنازل المدنيين شرق الفرات ووقوع ضحايا، آخرها مجزرة الدحلة، كما استنكر ناشطون استغلال "قسد" الإعلامي للمجزرة.

الجدير ذكره أن وسائل إعلام قسد قامت بتغطية أحداث المجزرة متناسية أنها كانت ذريعة لعصابات الأسد لقصف البلدة وإيقاع مذبحة فظيعة، وبين تجاذبات وعداوات قسد وعصابات الأسد يبقى المدنيين في ديرالزور هم الضحية الوحيدة.

ويذكر أن مع ما يعرف محلياً بـ"ثورة العشائر"، بديرالزور، اندلعت في 27 آب 2023، وانخرط بها العديد من أبناء المكون العربي الذي يعاني الإقصاء والتهميش على يد كوادر "قسد" ويتم حرمان المنطقة من خيراتها وسط انتشار الفساد والمحسوبيات وقلة الخدمات الأساسية.

ووجد أبناء المنطقة الشرقية لمحافظة ديرالزور "السرير النهري" لضفة نهر الفرات الخاضعة لسيطرة "قسد" من الخلافات الداخلية بين "قسد" وقادة في مجلسها العسكري على رأسهم "أحمد الخبيل"، فرصة لإطلاق ثورتهم بوجه "قسد"، علماً بأن هؤلاء القادة كانوا ذراع "قسد" لقمع الأهالي وإرهابهم.

ويرى مراقبون بأن "قسد" تعمدت خلال إخماد التمرد المسلح ضدها تجاهل المطالب المحقة واتهام الانتفاضة بأنها "مؤامرة"، وعمدت "قسد"، حصار منطقة ذيبان معقل قبيلة العگيدات وأبقت ممرا نهريا لدفع مجموعات "إبراهيم الهفل" قائد الحراك حينها وأبناء المنطقة إلى العبور باتجاه مناطق سيطرة النظام خصوصا نحو مدينة الميادين شرقي ديرالزور.

ورغم نفي "الهفل" المتكرر لعدم التبعية لأي جهة إلا أن ظهوره بمناطق سيطرة النظام أدى ذلك بطبيعة الحال إلى إضعاف موقفه والزخم الثوري الذي كان يتمتع به وبات ينظر إلى حراك العشائر حالياً بأنه مدعوم من إيران بشكل علني، حيث استغلت الموقف بشكل كبير وبرز عدد من القادة في ميليشيات إيران.

هذا ويستغرب نشطاء من إصرار آلة "قسد" الإعلامية على ترويج المزاعم بأن الحراك العشائري كان من البداية موجه من النظام وإيران، بالوقت الذي يعرف فيه حجم العلاقات الكبيرة بين النظام و"قسد"، ويأخذ ناشطون على "قسد" أنها من رفضت الحوار مع "الهفل" ولم تقدم أي ضمانات لإنهاء حالة التمرد علما بأن المطالب محقة ومظلومية أبناء المنطقة معلومة للجميع، بل ردت بالقمع وزيادة الانتهاكات.

ومع تعقد النزاع ووجود أطراف عديدة تزداد نشاطا في المنطقة مثل خلايا داعش، إيران، النظام، تبقى الكلمة الأخيرة للتحالف الدولي الذي يعول عليه السكان لعدم السماح للتمدد الإيراني وكذلك منح أبناء المنطقة فرصة لإدارة مناطقهم بعيداً عن سلطات "قسد"، إلا أن موقفه المنحاز للأخيرة يبدد هذه التوقعات حتى الآن وسط مخاوف من إطالة عمر الصراع المعقد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ