austin_tice
صورة بشار الكيماوي
صورة بشار الكيماوي
● أخبار سورية ١٤ نوفمبر ٢٠٢٣

نظام الأسد يُطالب "حظر الأسلحة الكيميائية" بالتحقيق باستخدام "إسرائيل" الفوسفور في قصف غـ ـزة .!!؟

دعا "الحكم دندي" ممثل دمشق بالنيابة لدى الأمم المتحدة، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى التحقيق باستخدام إسرائيل سلاح "الفوسفور الأبيض" المحرم دولياً في اعتداءاتها المتكررة في قطاع غزة ولبنان.

وطالب ممثل نظام الأسد في كلمة أمام الدورة الرابعة لمؤتمر "إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط"، الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاضطلاع بمسؤولياتها، واتخاذ كل الإجراءات للكشف عن البرنامج العسكري النووي السري الإسرائيلي الذي يشكل تهديداً دائماً للسلام والأمن الدوليين، وإخضاعه لنظام الضمانات الشاملة وأنظمة الرقابة على المنشآت والبرامج النووية في الوكالة.


وسبق أن أدانت وزارة خارجية النظام، في بيان لها، دعوة أحد وزراء حكومة كيان الاحتلال لضرب غزة بالسلاح النووي، وطالبت المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكشف عن البرنامج النووي الإسرائيلي.

هذا البيان، كان موضع رغم أنه لايلق أي صدى دولي، إلا أنه كان موضع استغراب، كونه صادر عن نظام الأسد الذي مارس شتى أنواع القتل والجرائم، واستخدم الأسلحة المحرمة دولياً، والأسلحة الكيمائية ضد شعبه، طيلة عقد مضى، ورفض لمرات الاستجابة لكل القرارات الدولية المتعلقة بالأسلحة الكيماوية لديه.

وفي مفارقة عجيبة وعُهر إعلامي، يضعك الموقف الذي يتخذه نظام الأسد من جرام الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، في موقع الذهول والاستغراب، فكيف لمجرم حرب قتل ونكل بشعبه ولايزال يمارس كل أصناف الموت بحقهم، أن يتعاطف من أهالي غزة ضد إجرام شبيه بإجرامه، فـ "إسرائيل والأسد" وجهان لمجرم واحد، لم يشبع من دماء الأبرياء.

وكانت قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقريرها الصادر في الذكرى السنوية العاشرة لأضخم هجوم للنظام السوري بالأسلحة الكيميائية على المواطنين السوريين في غوطتي دمشق، إنَّ عقداً من الزمن مضى على أكبر هجوم كيميائي في العصر الحديث والمجرم مستمر في الإفلات من العقاب.


وبحسب التقرير فقد قتل في ذلك اليوم 1144 شخصاً اختناقاً بينهم 1119 مدنياً بينهم 99 طفلاً و194 سيدة (أنثى بالغة) و25 من مقاتلي المعارضة المسلحة، كما أصيب 5935 شخصاً بأعراض تنفسية وحالات اختناق، وطبقاً للتقرير فإن هذه الحصيلة تشكل قرابة 76 % من إجمالي الضحايا الذين قتلوا بسبب الهجمات الكيميائية التي شنَّها النظام السوري منذ كانون الأول/ 2012 حتى آخر هجوم موثَّق في الكبينة بريف اللاذقية في أيار/ 2019.

سجَّل التقرير 222 هجوماً كيميائياً على سوريا منذ أول استخدام موثَّق في قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان لاستخدام الأسلحة الكيميائية في 23/ كانون الأول/ 2012 حتى 20/ آب/ 2023، كانت قرابة 98 % منها على يد قوات النظام السوري، وقرابة 2 % على يد تنظيم داعش.

وطبقاً للتقرير فإن هجمات النظام السوري -الـ 217- تسبَّبت في مقتل 1514 أشخاص يتوزعون إلى 1413 مدنياً بينهم 214 طفلاً و262 سيدة (أنثى بالغة) و94 من مقاتلي المعارضة المسلحة، و7 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في سجون المعارضة المسلحة. كما تسبَّبت في إصابة 11080 شخصاً بينهم 5 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في سجون المعارضة المسلحة.

ولم يتردد الأسد يوماً في استهداف الشعب السوري، في مدنه وبلداته، بكل أصناف القذائف والمدافع وصواريخ الطائرات، ولم يتردد في استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، فيقتل مئات الآلاف، ولايزال، بشراكة حلفائه في المقاومة "إيران وحزب الله والميليشيات الفلسطينية التي تزعم انتماءها لقضية فلسطين في سوريا"، ثم ليخرج اليوم ويعلن إدانته لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

وبعد كل الجرائم التي ارتكبها ولايزال يرتكبها الأسد في سوريا، يخرج علينا "الممانع" ليدين مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، واصفاً إياها بأنها من أبشع المجازر وأكثرها دمــويةً، متناسياً "الأسد" حجم جرائمه التي ترقى لجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، إدانتها وأثبتتها المنظمات الدولية.

يأتي ذلك في وقت يتماهى مسؤولي نظام الأسد، في الكذب والتضليل وادعاء الإنسانية، في سياق مساعيهم للمتاجرة بقضية الفلسطينيين، بزعم إدانة الاحتلال الإسرائيلي في جرائمَ هم مارسوها بحق شعب أعزل، واجه على أيديهم الموت بشتى أشكاله وألوانه.

تصريحات متتالية عن جرائم الاحتلال، وإدانات أصدرها مسؤولي النظام، متحدثين عن جرائم حرب واستخدام أسلحة محرمة، وقتل وتدمير، كلها بل أكثر من ذلك مورست في سوريا بأيديهم، في محاولة لإثبات: أن جرائِمهم لم تكن الوحيدة،/فلسان حالهم يقول: إن هناكَ مُجرمون آخرون في هذا العالم.

وكانت خرجت "بثينة شعبان" مستشارة الإرهابي "بشار الأسد"، وشريكته في الإجرام، بتصريحات تقول فيها: إن "كل يوم تُسجل عتبةً غيرَ مسبوقة في الوحشيةِ البربرية"، وأن "الغرب الذي يدعي حمايةَ حقوقِ الإنسان، سمحَ للصهاينة باستخدام القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً ضد المدنيين".

وأضافت مستغربة: بأن "هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها حرباً تجعل من المشافي والجرحى ومراكز الإيواء للنازحين والمراسلين هدفاً أساسياً من دون أن يحرك العالم ساكناً"، في سفاقة إعلامية تتجاوز كل حدود إنكار جرائمهم في سوريا.

تتعامل "شعبان" بغباء مطلق أمام المجتمع الدولي، عندما تغفل جرائم الأسد بحق المدنيين وعمليات القتل والاستهداف الممنهج للمشافي والمدارس ودور العبادة والعاملين الإنسانيين والصحفيين، وسلسلة جرائمَ طويلة كانت شاهدةً وضمن دائرة القرار/ وشريكاً في هذه الإبادة.

مئات التقارير رصدتها الشبكات الحقوقية ومنظمات الأمم المتحدة، لحصائلِ الموت والقتل والتدمير في سوريا، مارسه الأسد وشركائه بأياد طائفية وحقد مستمر على الشعب السوري، يحاول مسؤوليه إغفالها والتركيزَ على جرائم الاحتلال التي لم تصل لمستوى بسيط من جرائمهم المستمرة في سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
austin_tice

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ