مستبعداً قطع العلاقات .. "ريبورن": الأسد "لن يبتعد أبداً عن إيران"
استبعد "جويل ريبورن" المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، أن يقوم "بشار الأسد" بقطع علاقاته مع إيران، لأنه برأيه "مستثمر بعمق في علاقته مع طهران ومع حزب الله (اللبناني)"، مؤكداً أن الأسد "لن يبتعد أبداً عن إيران".
وقال ريبورن، إن الأسد "خبير في عرض نفسه سراً للبيع للدول العربية أو للغرب، لكن هذا ليس حقيقياً أبداً"، مشيراً إلى أن نظامي البلدين "مرتبطان معاً بشكل دائم، وإذا ما سقط أحدهما سيسقط الآخر معه".
ولفت إلى أن قطع العلاقات بين الجانبين، في حال حدوثه، سيكون من جانب طهران، وهو الأمر الذي سيكون أكثر احتمالاً بعد رحيل المرشد الإيراني علي خامنئي.
ولم يستطع "بشار الأسد" الحفاظ على شكل العلاقات مع إيران كما كانت سابقا، حيث أتاح لطهران التحكم في الكثير من الشؤون الداخلية للبلاد، حتى أصبحت طهران راغبة في تغيير كل شيء في سوريا، بما في ذلك نشر التشيع، والدفع ببقية الطوائف لتصبح أقلية في البلاد، بحسب "فورين بوليسي".
وكانت قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن إيران خصت نظام الأسد بدعم كبير، لافتة إلى أنها لم تقدم موارد لحكومات إقليمية أكثر مما قدمته لحكومة دمشق خلال الحرب التي تعيشها سوريا وحظيت الأخيرة بالحصة الأكبر، عبر دعم الجماعات المسلحة الحكومية والأخرى غير الحكومية.
وأوضحت الصحيفة، أن إيران دعمت بشار الأسد بطرق عديدة، من خلال قروض بمليارات الدولارات، وإمدادات نفط بأسعار مخفضة، ومدفوعات للمساعدة في دعم قوات حكومة دمشق.
وأضاف التقرير أن حكومة دمشق أعادت تجهيز بعض منشآت الأسلحة لديها وتحويلها إلى مراكز إنتاج لتحديث الصواريخ متوسطة المدى والقذائف، باستخدام أنظمة التوجيه الدقيقة على مدار 12 عاماً، بناء على طلب طهران.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الميليشيات التابعة لإيران في سوريا تعمل على تعديل وتصنيع وتخزين الأسلحة التي توزعها طهران بعد ذلك على الجماعات الموالية لها في جميع أرجاء المنطقة، وعلى رأسها "حزب الله" اللبناني.
وأشار التقرير، إلى أن إيران وبالرغم من العقوبات، وإحاطتها بدول تختلف عنها مذهبياً ولغوياً، إلا أنها مع ذلك، نجحت في إبراز قوتها العسكرية عبر مساحة كبيرة من الشرق الأوسط.
وقالت صحيفة "فرهيختكان" الإيرانية، إن سوريا "أصبحت ساحة لتآكل الردع الإيراني"، متسائلة ما إذا كانت معادلة الردع بحاجة إلى إعادة النظر؟، وعبر النائب الإيراني أحمد نادري، عن أسفه لعدم الرد على هجوم إسرائيلي سابق استهدف مقراً للمستشارين العسكريين في دمشق، مؤكداً أن استهداف القنصلية يجب أن يقابله "رد متناسب وواضح وحازم ومباشر"، وفق وسائل إعلام إيرانية.