"مسرحية الرد الإيراني" انتهت ... لم تقتل حتى "دجاجة" في "إٍسرائيل"
"مسرحية الرد الإيراني" انتهت ... لم تقتل حتى "دجاجة" في "إٍسرائيل"
● أخبار سورية ١٤ أبريل ٢٠٢٤

"مسرحية الرد الإيراني" انتهت ... لم تقتل حتى "دجاجة" في "إٍسرائيل"

يبدو أن تأخير الرد الإيراني لقرابة 14 يوماً بعد استهداف "إسرائيل" قنصليتها في دمشق، وقتل عدد من كبار قادتها، لم يكن عبثياً، بل كان فرصة إيرانية لخوض غمار "بازار سياسي" مع الدول الغربية، وأثبت الرد الذي نفذته إيران لأول مرة من أراضيها ضد "إٍسرائيل" حقيقة التسريبات التي نُشرت عن كواليس المفاوضات والتطمينات التي تمت تحت الطاولة.

ولعل الرد الإيراني على قصف قنصليتها - وفق متابعين - لم يتعد (استعراض العضلات الإيرانية  وكسب المعركة إعلامياً) بهجوم واسع النطاق بالمسيرات والصواريخ التي لم يصل الجزء الأكبر منها لهدفة، قبل أن تسارع بعثة إيران في الأمم المتحدة لطمأنة المجتمع الدولي وتُعلن انتهاء الرد قبل وصل طائراتها وصواريخها لحدود الأراضي المحتلة.

وخلال 14 يوماً بعد الهجوم الإسرائيلي على قنصلية طهران في دمشق ومقتل قادة كبار، نشرت عدد من وكالات الإعلام الغربية، تسريبات عديدة عن مفاوضات تجري وراء الكواليس بين طهران والدول الغربية لاسيما إمريكا، وعن تطمينات إيرانية يوضح ماهية وردها، والذي أثبت بعد تنفيذه أنه ليس أكثر من "حفظ ماء الوجه" والظهور بمظهر العدو لإسرائيل وفق ماينتهج "محور المقاومة" من خطاب زائف.

وسبق أن قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن إيران أوقفت رداً عسكرياً كبيراً على إسرائيل في اللحظات الاخيرة، بعد تحذير أمريكي لطهران بأن واشنطن ملزمة بالدفاع عن تل أبيب، في ظل حديث عن "حوار تهدئة" يدور وراء الكواليس تقوم به طهران وتل أبيب، عبر رسائل تؤكد عدم الرغبة في التصعيد لدرجة نشوب حرب مباشرة.

وقالت الصحيفة إن إيران أجلت في اللحظة الأخيرة تنفيذ الرد، أو أنها قررت تغيير طبيعة العملية، نتيجة لتحذير صريح من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، ولفتت إلى أن الغارات الأمريكية الإسرائيلية رداً على أي هجوم إيراني محتمل، ستركز على صناعة النفط والسدود في ايران، لإلحاق أضرار كبيرة باقتصادها.

وسلم المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكغورك رسالة إلى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مفادها بأن واشنطن ملزمة بالدفاع عن إسرائيل، بما ذلك قصف أهداف داخل إيران إذا تعرضت إسرائيل للهجوم.

في السياق، قالت مصادر دبلوماسية إسرائيلية، إن "حوار تهدئة" يدور وراء الكواليس تقوم به طهران وتل أبيب، عبر رسائل تؤكد عدم الرغبة في التصعيد لدرجة نشوب حرب مباشرة.

وذكرت تلك المصادر، أن إسرائيل وجّهت رسالة إلى إيران، مفادها أنها مستعدة لامتصاص "ضربة انتقامية" محدودة، بموازاة التهديدات المتصاعدة بينهما، لافتة إلى أن واشنطن ترغب بإيجاد صيغة تفاهم تضع سقفاً لطهران وتل أبيب، لا يتجاوزانه، شبيهة بالصيغة التي توصلت إليها لمنع توسيع نطاق حرب غزة إلى لبنان، وفق صحيفة "الشرق الأوسط".

وكانت كشفت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر إيرانية، عن أن طهران أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية، بأن الرد الإيراني على استهداف "إسرائيل" للقنصلية الإيرانية في دمشق "سيكون بطريقة تسمح بتجنب التصعيد".

وقال مصادر الوكالة، إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان نقل رسالته هذه لواشنطن في أثناء زيارته لسلطنة عمان، وذكرت أن عبداللهيان ألمح خلال زيارته لعمان إلى استعداد إيران لوقف التصعيد في حال تلبية مطالبها، بما في ذلك مطلب الوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

ولفتت أيضا إلى أن الوزير، ألمح إلى استعداد طهران لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي، بعد تعثر تلك المفاوضات منذ نحو عامين، وقال مصدر آخر مقرب من الاستخبارات الأمريكية، إنه لم يكن على علم بأي رسالة من إيران عبر سلطنة عمان، لكن إيران "كانت واضحة جدا" حول أن ردها على هجوم دمشق سيكون "تحت السيطرة" و"غير تصعيدي".

وأضاف المصدر أن إيران "لا تريد أن تتدخل الولايات المتحدة" في الوضع، ولذلك لن توجه حلفاءها في سوريا والعراق لمهاجمة القواعد الأمريكية، وأنها تخطط "لاستخدام الوكلاء في المنطقة لشن عدد من الهجمات على إسرائيل".

وسبق أن كشفت وكالة "رويترز"، عن طلب وساطة قدمه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكغورك، لعدة دول عربية منها (السعودية والإمارات وقطر والعراق)، لحث إيران على خفض التوتر مع إسرائيل، في أعقاب استهداف قنصلية طهران في دمشق.

ونقلت عن مصدر لم تسمه، أن ماكغورك اتصل بالمسؤولين العرب، ليطلب منهم نقل رسالة إلى نظيرهم الإيراني حسين أمير عبداللهيان، مفادها أنه يجب على إيران "التهدئة" مع إسرائيل، وكانت أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن وزراء خارجية الدول الأربع، تحدثوا هاتفياً مع عبداللهيان، وناقشوا التوتر في المنطقة.

وسبق أن اعتبرت صحيفة "تلغراف" البريطانية، في تقرير لها، أن استهداف "إسرئيل" لقنصلية طهران في دمشق، التي وجهتها إلى "الحرس الثوري" الإيراني ووكلائه في سوريا، كشفت عن "ضعف قادة طهران المخادعين".

وقال محرر شؤون الدفاع والشؤون الخارجية في الصحيفة كون كوغلين، إن أحد الحسابات الرئيسة لإسرائيل في استعدادها لمهاجمة أهداف إيرانية في سوريا "هو قناعتها بأن طهران ليست لديها رغبة كبيرة في مواجهة مباشرة مع تل أبيب، وتفضل استخدام وكلائها، للقيام بذلك".

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ