مركز أمريكي يُحذر من خطر "الذخائر غير المتفجرة" على المدنيين والأمن الغذائي في سوريا
مركز أمريكي يُحذر من خطر "الذخائر غير المتفجرة" على المدنيين والأمن الغذائي في سوريا
● أخبار سورية ١٦ سبتمبر ٢٠٢٣

مركز أمريكي يُحذر من خطر "الذخائر غير المتفجرة" على المدنيين والأمن الغذائي في سوريا

قال "مركز كارتر" الأمريكي، في تقرير له، إن التلوث بالذخائر غير المنفجرة في سوريا لا يشكل فقط خطراً على السلامة الجسدية المباشرة، بل يقوض أيضاً الأمن الغذائي في البلاد، لافتاً إلى أن ما بين 100 ألف إلى 300 ألف قطعة من الذخائر لا تزال غير منفجرة في جميع أنحاء سوريا.

وأوضح المركز، أن هناك تقديرات تتحدث عن استخدام أكثر من 972 ألف ذخيرة متفجرة منذ أواخر 2012 وحتى منتصف عام 2021، مع معدل فشل انفجارها يقدر بين 10% و30%، ولفت إلى أن الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في كل مكان تمنع الوصول إلى الأراضي الصالحة للزراعة ومصادر المياه والبنية التحتية، مما يؤدي إلى تفاقم الاعتماد على المساعدات.

وبين المركز، أن الذخائر غير المنفجرة تفاقم تدهور الأراضي من خلال المساهمة بالإفراط في زراعة الأراضي غير الملوثة، مما يؤدي إلى ممارسات زراعية مكثفة يمكن أن تؤدي إلى تدهور التربة واستنفاد مغذياتها.

وحذر المركز الأمريكي في تقريره، من أن الإفراط في الزراعة يستنزف موارد المياه ويؤدي إلى تآكل التربة، مشيراً إلى أن العوامل السابقة كافة تزيد من الضغط على قدرات الإنتاج الغذائي الضعيفة بالفعل في سوريا.

وكان أصدر "التحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC)" تقريره السنوي الرابع عشر لرصد استخدام الأسلحة العنقودية في العالم، ويقود التحالف جهود المجتمع المدني العالمي لصالح حظر الذخائر العنقودية، ومنع وقوع المزيد من الضحايا ووضع حد للمعاناة التي تسببها هذه الأسلحة. 

وسجل "مرصد الذخائر العنقودية" 1172 ضحية (قتلوا أو أصيبوا) بالذخائر العنقودية خلال الفترة الممتدة بين آب 2022 حتى حزيران 2023 في ثماني دول بينها سوريا، وهذا هو أعلى عدد من الضحايا السنوية المسجلة منذ بدأ المرصد إصدار التقارير في عام 2010.

سجل المرصد 1172 ضحية ( قتلوا أو أصيبوا) جديدة للذخائر العنقودية في ثمانية بلدان خلال الفترة التي يغطيها التقرير (من آب 2022 إلى حزيران 2023) وهو أعلى عدد سنوي من الأشخاص الذين قتلوا أو أصيبوا بسبب الذخائر العنقودية، سجله مرصد الذخائر العنقودية منذ أن بدأ تقديم التقارير لأول مرة في عام 2010.

وأكد التقرير أن هذه النتيجة المرتفعة بسبب الخسائر البشرية الناجمة عن استخدام روسيا المتكرر للذخائر العنقودية في جميع أنحاء أوكرانيا، وهجمات الذخائر العنقودية في سوريا خلال عام 2022، والزيادة الكبيرة في عدد الضحايا من مخلفات الذخائر العنقودية في اليمن.

وفي عام 2022، كان 95% من ضحايا الذخائر العنقودية التي سجلها المرصد من المدنيين، ومن بين جميع الضحايا المسجلين في عام 2022، كان ما مجموعه 987 ضحية بسبب هجمات بالذخائر العنقودية، بينما نتجت 185 حالة بسبب مخلفات الذخائر العنقودية، وتم تسجيل ضحايا مباشرة من هجمات الذخائر العنقودية في ثلاث دول خلال عام 2022، هي ميانمار (لأول مرة)، وسوريا، وأوكرانيا، ويمثل إجمالي الضحايا السنوي لمخلفات الذخائر العنقودية في عام 2022 زيادة كبيرة من 149 ضحية مسجلة في عام 2021.

ومن بين 916 ضحية من الذخائر العنقودية المسجلة في أوكرانيا خلال عام 2022، كانت 890 منها بسبب هجمات بالذخائر العنقودية، كانت الضحايا الـ 26 المتبقية من مخلفات الذخائر العنقودية، لقد تجاوزت أوكرانيا الآن سوريا من حيث الخسائر السنوية الناجمة عن الذخائر العنقودية، وخلال السنوات الماضية شهدت سوريا مراراً وتكراراً أعلى إجمالي سنوي للضحايا مقارنة بأي دولة أخرى، كل عام من عام 2012 إلى عام 2021.

وفي عام 2022، تم تسجيل ما مجموعه 185 ضحية من مخلفات الذخائر العنقودية على مستوى العالم، مع مقتل 50 شخصًا وإصابة 134 آخرين، يمثل هذا زيادة من 149 ضحية ناجمة عن مخلفات الذخائر العنقودية في عام 2021، ومع ذلك، من المرجح أن يكون العدد الإجمالي لعام 2022 أعلى بكثير بحسب التقرير.

وقال التقرير إن قوات النظام استخدمت الذخائر العنقودية على نطاق واسع في الفترة من 2012 إلى 2020، قبل أن تنخفض التقارير عن الاستخدام الجديد في عام 2021 وتم استخدام الذخائر العنقودية مرة أخرى في تشرين الثاني 2022، في هجمات وثقتها الأمم المتحدة .

وأدى الضرر الذي لحق بالمدنيين الناجم عن استخدام الذخائر العنقودية في سوريا إلى إدانات من أكثر من 145 دولة، منذ أيار 2013، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة 10 قرارات تدين استخدام الذخائر العنقودية في سوريا، و منذ 2014، اعتمدت الدول أيضا أكثر من 18 قرارا لمجلس حقوق الإنسان يدين استخدام الذخائر العنقودية في سوريا. وأصدرت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا تقارير عديدة تتضمن تفاصيل هجمات بالذخائر العنقودية من قبل نظام الأسد.

وشكل المدنيون 94.5% (1109) من إجمالي الضحايا المسجلين خلال عام 2022، حيث تتوافق النسبة المرتفعة للضحايا المدنيين بسبب الذخائر العنقودية في عام 2022 مع النتائج المستندة إلى تحليل البيانات التاريخية، ويعود هذا التأثير المستمر والمتوقع وغير المتناسب على المدنيين إلى الطبيعة العشوائية لهذه الأسلحة.

في عام 2022، استمرت نسبة الضحايا من الأطفال بسبب مخلفات الذخائر العنقودية في الارتفاع، حيث بلغت 71% ، وقد شكل الأطفال ثلثي (66%) من ضحايا مخلفات الذخائر العنقودية في عام 2021 و44% في عام 2020، وفي عام 2022، شكل الأطفال غالبية الضحايا من مخلفات الذخائر العنقودية في العراق ولبنان وسوريا وأوكرانيا واليمن.

وبحسب تقرير مرصد الذخائر العنقودية يوجد 26 دولة وثلاث مناطق ملوثة بمخلفات الذخائر العنقودية منها 12 دولة منضوية ضمن اتفاقية الذخائر العنقودية وعليها التزامات بإزالة الذخائر العنقودية، في حين يوجد 14 دولة غير موقعة وثلاث مناطق أخرى ملوثة بالذخائر العنقودية وظل عدد الدول والمناطق التي أدرجها المرصد على أنها ملوثة أو متأثرة بمخلفات الذخائر العنقودية دون تغيير منذ عام 2021.

وفي سوريا، تم استخدام الذخائر العنقودية على نطاق واسع بين عامي 2012 و2020، في 13 محافظة من أصل 14 محافظة، الاستخدام انخفض في عام 2021، ومع ذلك، تم الإبلاغ عن استخدام جديد للذخائر العنقودية في تشرين الثاني 2022 في مخيمات النازحين داخليًا في سوريا بعد شن قوات النظام هجمات استهدفت المخيمات، وفي أوكرانيا، تم الإبلاغ عن هجمات واسعة النطاق بالذخائر العنقودية في عام 2022 والنصف الأول من عام 2023 بعد الغزو الروسي، مما أدى إلى تلوث واسع النطاق.

وتشكل القنابل العنقودية تهديداً كبيراً على حياة المدنيين في شمال غربي سوريا، نظراً لعدم إمكانية حصر النطاق المكاني الملوث بهذه القنابل واستخدامها المتواصل من قوات النظام وروسيا في هجماتهم ضد المدنيين.

ولا تستهدف الذخائر العنقودية هدفا محدداً، فهي تنتشر بشكل عشوائي في مناطق واسعة، وقد تصل نسبة القنابل التي لا تنفجر مباشرة بعد ارتطامها بالأرض لنحو 40% بحسب الأمم المتحدة، ما يؤدي إلى نتائج مدمرة لأي شخص يصادفها لاحقاً، فرق الدفاع المدني السوري وثقت استخدام نظام الأسد وروسيا لأكثر من 11 نوعاً من القنابل العنقودية (جميعها صناعة روسية).

ومع استمرار الحرب وتعمّد قوات النظام وروسيا القصف بالقنابل العنقودية وغيرها من الذخائر، يعيش السوريين خطراً طويل الأمد على حياة الأجيال القادمة وخاصة الأطفال لجهلهم بماهية هذه الذخائر وأشكالها وخطرها على حياتهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ