"منصة القاهرة" تُقاطع اجتماعات "هيئة التفاوض" في جنيف و"منصة موسكو" تؤكد حضورها
كشف "فراس الخالدي" منسق "منصة القاهرة" المحسوبة على المعارضة السورية، في بيان نشره عبر صفحته على "فيسبوك"، عن مقاطعة اجتماعات مكونات "هيئة التفاوض السورية"، المقرر عقدها في جنيف يومي السبت والأحد، في وقت أكدت "منصة موسكو" مشاركتها باللقاءات للمرة الأولى منذ نحو أربع سنوات.
وقال "الخالدي" إنه "ردّاً على الدّعوة الأخيرة التي تلقّيناها في منصّة القاهرة لحضور جلسات جديدة لهيئة التّفاوض في جنيف، تعلن منصّة القاهرة مقاطعة اجتماع هيئة التفاوض المزمع عقده في جنيف".
وعلل قرار المقاطعة نتيجة ما أسماه "استمرار العزوف عن أيّ نشاط يخصّ الهيئة نتيجة استمرار الأسباب التي أدّت لقرارنا هذا وعلى رأسها عدم الالتزام الفعلي بآليّة توافقيّة وطنيّة لاتّخاذ القرارات التي من شأنها إظهار وجود نواة صلبة في المعارضة السوريّة قادرة على فرض نفسها أمام المجتمع الدّولي كشريك أساسي في تقرير مصير سوريا وشعبها وكشريك حتمي في تطبيق القرار ٢٢٥٤ وفق "مرجعيّة بيان جنيف" التي توافقت حولها جميع الأطراف المعنيّة في الصّراع السوري ( الشّعب السّوري والدّول المنخرطة في هذا الصّراع )".
وأضاف أن "الفشل في إيجاد هذه النواة الصّلبة أَفْقَدَنَا القدرة على مقاومة حالة الاستقطاب الدّولي والإقليمي وإمكانيّة رفض سياسة المحاور التي تفرّقت حولها تيّارات وشخصيّات المعارضة السّوريّة التي شكّلت بمجملها هيئة التّفاوض السّوريّة التي قامت أساساً على مبدأ التّفاوض مع النّظام لإيجاد حلّ حقيقي للقضيّة السّوريّة من خلال القرار ٢٢٥٤".
وشدّد "الخالدي" على ضرورة توضيح الموقف المُلتبس لهيئة التّفاوض من الدّعوات لعقد جلسات اللّجنة الدّستورية في دمشق دون ضمانات دوليّة ودون أدنى معرفة أو اطّلاع حول مستقبل اللّجنة الدّستوريّة أصلاً ومدى ملاءمة مخرجاتها لتطلّعات الشّعب السّوري وانسجام هذه المخرجات مع مضمون القرار ٢٢٥٤.
وتحدث عن "حالة التّخبط الإداري في الهيئة من خلال سياساتها غير المتّزنة فيما يخصّ فصل الأعضاء لأسباب معيّنة وإعادتهم بعد سنوات "رغم استمرار أسباب فصلهم" من دون أدنى توضيح وبقرارات فرديّة لا تختلف كثيراً عمّا يقوم به النّظام الذي نُعارضه"، وفق تعبيره.
واعتبر ان "ما يزيل الاستغراب هو أنّه قد سبق لهؤلاء منذ أن كانوا في الائتلاف ( وهو الرّحم الذي خرجت منه قيادات هيئة التّفاوض المتعاقبة ) أن سلخوا الائتلاف عن المكان الذي تأسّس فيه وعن المبادئ التي قام عليها وغرّدوا في مكانٍ آخر بعيداً عن دولة المقرّ وعن الأجندة الوطنيّة السّوريّة ، بل وساهموا أيضاً بإخراج غالبيّة الأعضاء المؤسّسين للائتلاف".
وقال: "ونؤكّد اليوم ورغم ملاحظاتنا على ما سبق بأنّه لم يعد أمامنا الكثير من الفرص لتوحيد أنفسنا والخروج بمبادرة وطنيّة (في إطار القرار ٢٢٥٤) تُعيد الأَلَق لمؤسّسات المعارضة خاصّةً في ظل التّطوّرات الإقليميّة الأخيرة التي لا تصبّ في صالحنا أبدا".
وأشار إلى أنه على "كلّ القوى الوطنيّة التي تعفّفت عن الاستمرار في نشاطاتها بسبب سيطرة طُغمة معيّنة على قرار المعارضة وحَرْف الثّورة عن مسارها أن تعود للعمل بالسّرعة القصوى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان وإنّ أبوابنا في منصّة القاهرة مفتوحة لتقبّل أصحاب النّوايا الطّيّبة حال توفّر الإرادة لذلك".
من جهتها، قالت "منصة موسكو" في بيان، إنها ستشارك في اجتماعات "هيئة التفاوض"، بعد انقطاع لسنوات بسبب "قضايا خلافية عالقة"، بينها إسقاط عضوية ممثلها في الهيئة واللجنة الدستورية المصغرة مهند دليقان، "بعد دعوة المنصة لنقل أعمال اللجنة الدستورية إلى دمشق.. وهو الموقف الذي ما نزال نراه صحيحاً".
وكانت كشفت "هيئة التفاوض السورية"، عن نيتها عقد اجتماع في مدينة جنيف، يومي السبت والأحد المقبلين، لبحث ملفات عدة "على وقع المستجدات السياسية والإقليمية والدولية"، وقالت مصادر إن الاجتماع سيضم غالبية مكونات الهيئة، بعد خلافات عطلت اجتماعاتها العامة منذ نحو أربع سنوات.
وقالت الهيئة على "تويتر"، إن الاجتماع يهدف إلى بحث "التنسيق والعمل المشترك تحت مظلة هيئة التفاوض لإعادة تنشيط العملية السياسية"، وتأكيد أن "الحل السياسي في سوريا هو وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254".
وقال رئيس الهيئة بدر جاموس، إن اللقاء "سيكون بمثابة نقطة تحول كبيرة في عمل هيئة التفاوض، ورسالة واضحة للجميع بأن المعارضة السورية موحدة بوجه محاولات التجاوز عليها لصالح إعادة تعويم النظام".