محتجو السويداء يؤكدون رفضهم لبعض البيانات والمواقف التي لاتمثل حراكهم السلمي
مع تصاعد الحراك الشعبي في محافظة السويداء، ودخولها الأسبوع الثالث بوتيرة وزخم شعبي أكبر، بدأت التحركات من بعض القوى والأطراف لضرب الحراك، من خلال تبني بيانات أو مواقف تسيئ للحراك السلمي وتحرفه عن مساره، في وقت عبرت الفعالات المنظمة عن رفضها تلك البيانات وأي مطالب تتضارب مع مطالب الجماهير في الساحات.
ونقل موقع "السويداء 24" المحلي، رفض العديد من المشاركين في الاحتجاجات الشعبية في السويداء، البيان الذي أُذيع يوم أمس باللغة الإنجليزية، معتبرين أنه يمثل فئة محددة من الشارع لها الحق في قول رأيها، لكنه لا يمثل الحراك الشعبي بأكمله.
وقال منظمو الاحتجاجات والمشاركين فيها، إن البيان الذي طلب تدخلاً دولياً، لا يعكس رغبة الشارع، سيما أن كثيرين منهم عبّروا عن فقدان ثقتهم بالمجتمع الدولي، وأن لا خلاص لسوريا من محنتها إلّا من الداخل، وبجهود السوريين أنفسهم.
ومع اختلاف الآراء والتوجهات، يجمع الشارع المنتفض بجميع مكوناته، على التمسك بمطالب التغيير السياسي، والانتقال السلمي للسلطة، كمخرج وحيد للمحنة التي تعيشها البلاد، وكان البيان الذي أُذيع باللغة الإنجلزية، قد طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، لوضع القرار 2254 تحت بند الفصل السابع، واللجوء للجمعية العامة للأمم المتحدة في حال لاقى رفضاً من روسيا والصين. وهذا ما اعتبره ممثلون عن الحراك يمثّل رأي فئة محددة، ولا يمثل الحراك بأكمله.
في السياق، نشرت صفحة وزارة الإعلام التابعة للنظام على فيس بوك بياناً زعمت أنه صادر عن عائلات جبل العرب، مضمونه موجهٌ ضد الحراك الشعبي في السويداء. وتضمن المنشور ورقتين تحتوي إحداهما على تواقيع عدد من وجهاء العائلات.
ومن خلال الاستعانة بـ“عدّة المستفسر الرقمي” (Digital Enquirer Kit)، تبيّن أن ثلاثة من الأسماء التي نُسبت التواقيع لها، نفوا معرفتهم بالبيان، وقالوا في منشورات على صفحاتهم وصفحات أقاربهم شخصية، إن التواقيع المرفقة مع اسماءهم مزورة، وهم: السيد بهيج الطويل حسب منشور لابنه، والسيد رياض قرعوني، والسيد كمال بكري، كما نفت صفحة لآل الصحناوي توقيع العائلة على البيان.
وواصلت الأبواق الإعلامية والدعاية الداعمة لنظام الأسد، هجمة التخوين والتحريض على المتظاهرين، وكان انتقد الناشط "بشار برهوم"، الحراك الشعبي في السويداء، ووصف المشاركين فيه بالمغرر بهم معتبرا أن المطالب "الاقتصادية" محقة، وهاجم المعارض السوري "ماهر شرف الدين" لدعمه الحراك الشعبي وتحذير السوريين ومشايخ العقل من غدر النظام السوري.
إلى ذلك اتهم الإعلامي الموالي لنظام الأسد، "رفيق لطف"، المشاركين في المظاهرات المنادية برحيل الأسد في السويداء بالحصول على أموال من الخارج، قائلا: "هل تعلمون أنهم يوزعون 20 دولار للشاب و25 للفتاة؟ إسألوا أهل السويداء يجيبون" وفق تعبيره، وخرج "لطف"، مؤخرا داعيا إلى سحق المتظاهرين واعتبر أن النملة لا تستطيع أن تصارع الفيل، وهدد توعد السوريين بالحل الأمني والقمع.
هذا ولم يكتفِ النظام باتهام المتظاهرين الغاضبين بالارتباط بجهات تدعمهم إعلامياً، بل قال صراحة وعبر التلفزيون السوري الرسمي إن "هناك مئات الملايين من الدولارات التي تصرف على المتظاهرين من أجل التظاهر والكذب والفبركة الإعلامية مستغلين الضعف والحاجة المادية للمواطن والتحريض داخل البيئة الحاضنة في الدولة السورية"، وجاء ذلك على لسان المحلل السياسي الموالي له "كمال الجفا"، وذلك رغم كذبة النظام الأخيرة بأنه يتعامل مع المعارضة المصنعة داخليا وليس خارجيا.