ماذا الأن؟.. لجنة درعا المركزية تحل نفسها ومصدر خاص يوضح الأسباب
أعلنت لجنة درعا المركزية عن حل نفسها لأسباب لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي، في ظل توتر متصاعد تشهده المحافظة خاصة في مدينة طفس التي تشهد حصارا لليوم الثامن على التوالي.
قال نشطاء لشبكة شام أن اللجنة التي تتخذ من منطقة البلد في مدينة درعا مركزا لها، أنها قد حلت نفسها وبات أعضائها في حل من أي التزامات سابقة قدموها للنظام وروسيا، ما قد يعني انزلاق المنطقة لتصعيد عسكري خطير.
مصدر خاص لشبكة شام قال أن قرار الحل تم بالإجماع من قبل أعضاء اللجنة، بعد مشاورات عديدة استمرت لأسابيع، انتهت بالإتفاق على أن اللجنة لم يعد لها سبب لبقائها بهذه الصورة، خاصة أنهم لا يملكون من امر مناطقهم شيء، حسب وصف المصدر.
وأضاف المصدر أن قرار الحل جاء بعد فشل اللجنة في إخراج وطرد من أسمائهم "المخربين"، وفشل اللجنة في السيطرة على كامل منطقة درعا البلد، خاصة مع تحول بعض الأحياء لثكنات لهؤلاء المخربين، حسبما أطلق عليهم المصدر.
وعن الخطوات التالية، قال المصدر الخاص لشبكة شام "والذي رفض الكشف عن اسمه" أن المرحلة التالية ستكون للاسف مناطقية، بحيث تكون كل عشيرة أو عائلة مسؤولة عن أبنائها فقط، وهم من يتحملون وزر ما يقومون به.
ونوه المصدر الخاص أن اللجنة المركزية كانت تفاوض النظام وروسيا وتدافع عن كل أبناء درعا البلد الجيد منهم والسيئ، وهو ما أدى لاحقا لاستفحال السيئين منهم وهم من جميع العشائر ومعروفون للجميع، كما سيطر السيئون على بعض المناطق.
المصدر الخاص قال لشبكة شام أن من أسماهم بالسيئين، يشنون هجمات على عناصر الأسد والافرع الأمنية انطلاقا من درعا البلد أو من مناطق أخرى ما يسبب بردة فعل من النظام الذي يقوم بإعتقال وقتل المدنيين، وتابع المصدر أن هذا السبب ليس الرئيسي بل استفحلت أعمالهم وطالت المدنيين من خلال قطع الطرق والخطف والسرقات والإغتيالات بحق من يخالفهم الرأي لأي سبب.
وأشار المصدر أن بعض هؤلاء السيئيين يحملون الفكر الداعشي، ويكفرون الجميع على أتفه الأسباب، حيث توعدوا أعضاء اللجنة بالقتل والموت أكثر من مرة، ولهذا حلت اللجنة نفسها حتى لا تكون واجهة لحماية هؤلاء.
وشن النظام حملة عسكرية على درعا البلد العام الماضي، وانتهت بالإتفاق بين لجنة درعا المركزية وروسيا والنظام على وقفها بعد أن وضع النظام عدة شروط من بينها إخراج وطرد المطلوبين من المنطقة من بينهم محمد المسالمة الملقب بـ"الهفو" ومؤيد حرفوش، إلا أن اللجنة لم تتمكن من طردهم لغاية اليوم.
مصدر أخر طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لشبكة شام أن هناك ضغوط من قبل النظام السوري على أعضاء اللجنة لتنفيذ هذه الشروط، والتي لم تتمكن من تنفيذها، لأنه اذا ما حاولت ذلك بالقوة فإن درعا البلد ستتحول لساحة حرب بين أبنائها، وهو ما لا تريده اللجنة بالتأكيد، ولم تتمكن من تنفيذها بالطرق السلمية لرفض هؤلاء الاشخاص الخروج، ولذلك رأت أن قرار حل نفسها هو الأفضل، ووضع النظام وهؤلاء الأشخاص أمام قراراتهم بأنفسهم ولا علاقة لأعضاء اللجنة بأي شيء من الأن وصاعدا.
وذكر المصدر الخاص لشبكة شام أن على عوائل وعشائر هؤلاء الأشخاص تحمل مسؤولياتهم ومنع أبنائهم من جر المنطقة لحرب جديدة مع النظام وروسيا، وعدم وضع أي ذرائع للأسد و قواته لشن أي عمليات عسكرية جديدة على المنطقة.
واشار المصدر أن محافظة درعا قادرة على القتال مرة أخرى وحماية كرامة أبنائها امام أطماع النظام وايران وروسيا، ولكن هناك بعض الاشخاص من يسعون لحرب شاملة وتحويل درعا لساحة حرب سيكونون أول من يهرب منها، حسب وصفه.
وعن لجان درعا المركزية الأخرى في ريف درعا الغربي والشرقي، لم يصدر أي قرار منها بحل نفسهم بعد، وسط حديث أنها ستقوم بنفس الخطوة أيضا، خاصة أن النظام يطالب بطرد بعض الأشخاص من مدينة طفس، حيث رفضت لجنة ريف درعا الغربي التفاوض مع النظام بشأن المطالب بطرد هؤلاء من المدينة وطالبت النظام بمفاوضة عوائلهم، وهو ما تم فعليا حيث اجتمع النظام مع وجهاء من عائلة الزعبي.
وتتألف لجنة مدينة درعا المركزية من وجهاء العشائر في المنطقة بالإضافة لقياديين سابقين في الجيش الحر، وتشكّلت عقب سيطرة نظام الأسد على المحافظة عام 2018، ومهمتها التفاوض على ملفات تخص المنطقة مع الروس والنظام الأسدي.
وتصدرت اللجنة المشاهد في العديد من الأحداث، ولا سيما خلال الهجمة الهمجية التي شنتها الفرقة الرابعة قبل عام من الآن، على أحياء درعا البلد وطريق السد ومنطقة المخيمات، حيث عملت على التفاوض مع نظام الأسد من أجل إيقاف العمليات العسكرية بغية تجنيب المدنيين ويلات القصف والدمار.
وواجهت اللجنة في الرابع عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 2020 فاجعة باغتيال العديد من القياديين البارزين فيها، حيث تم إطلاق النار على كل من "أدهم أكراد" قائد فوج الهندسة والصواريخ، و "أبو طه المحاميد" القيادي في لواء أحفاد الرسول، التابعين للجيش الحر سابقا، بالإضافة لـ "راتب أحمد الأكراد"، و "أبو عبيدة الدغيم"، و "عدنان مسالمة أبو محمود"، على الطريق الدولي "دمشق - درعا"، حيث توجهوا حينها للعاصمة دمشق لمطالبة القوات الروسية بجثامين الشهداء الذين ارتقوا خلال معركة الكتيبة المهجورة شرقي مدينة داعل بريف درعا، والتي بدأت في آواخر شهر تشرين الأول من عام 2016.