لا صلح أو حوار مع القتلة .. الأحرار يقولون كلمتهم ضد تصريحات وزير الخارجية التركي
تظاهر المئات من الثوار الأحرار في عدة مناطق شمال سوريا، وسط دعوات لتظاهرات حاشدة يوم غد الجمعة، رفضاً لما صدر عن وزير الخارجية التركية "مولود تشاووش أوغلو"، حول لقاء مع نظام الأسد، وحديثه عن مصالحة بين "النظام والمعارضة"، الأمر الذي أثار موجة رفض واستنكار كبيرة لدى فعاليات الثورة السورية.
وخرجت تظاهرات احتجاجية في عدة مدن وبلدات بريف حلب الشمالي، رفعت أعلام الثورة السورية، ولافتات عبرت فيها عن رفضها للموقع التركي الرامي للتواصل مع نظام القتل في سوريا، أو أي صفقة مصالحة أو تفاوض على حساب دماء وتضحيات الشعب السوري، وسط دعوات لتظاهرات كبيرة يوم غد رفضاَ لتلك التصريحات ولأي محاولة للتطبيع مع نظام الأسد.
وكان قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، إنه التقى بوزير خارجية نظام الأسد "فيصل المقداد"، ممثل قاتل الشعب السوري، في العاصمة الصربية بلغراد أواخر العام الماضي، لافتاً إلى أنه أجرى معه محادثة قصيرة خلال اجتماع دول عدم الانحياز ببلغراد".
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول" اليوم قبل أن تقوم بتعديل تقريرها، إن "علينا أن نصالح المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما وإلا فلن يكون هناك سلام دائم"، معتبراً أن الاتصال بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبشار الأسد غير وارد حالياً.
وأوضح أوغلو: "يجب أن تكون هناك إدارة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف"، واعتبر أن "هناك نظام وهناك معارضة، ومع مرور 11 عاماً، مات الكثير من الناس، وترك العديد من الناس بلادهم، ويجب أن يعود هؤلاء الناس إلى بلدهم".
ووفق وكالة "الأناضول" في تقريرها المعدل، قال تشاووش أوغلو: "في هذا اللقاء أكدت أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو الحل السياسي والقضاء على الإرهابيين دون أي تمييز بينهم وتحقيق اتفاق بين النظام والمعارضة، وتركيا تدعم هذه الخطوات".
وأردف: "علينا تحقيق اتفاق بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، وإلا فلن يكون هناك سلام دائم"، وأضاف: "يجب أن تكون هناك إدارة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف".
وردا على سؤال عما إذا كان هناك تواصل بين تركيا والنظام السوري على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، أكد تشاووش أوغلو أن التواصل بين الجانبين يقتصر حاليا على أجهزة الاستخبارات.
وأضاف: "الرئيس أردوغان أجاب عن هذا السؤال أثناء عودته من مدينة سوتشي الروسية، الجانب الروسي أبدى رغبته منذ فترة طويلة في عقد لقاءات بين الجانبين التركي والسوري، والرئيس بوتين سعى للقاء بين أردوغان و(بشار) الأسد، لكن الرئيس أردوغان قال له إن اللقاءات الجارية بين أجهزة الاستخبارات ستكون مفيدة".
وأردف: "أجهزة الاستخبارات كانت تتواصل فيما بينها، والآن عاد هذا التواصل مجددا بعد فترة من الانقطاع، وخلال هذه اللقاءات يتم تناول مواضيع مهمة"، وأكد أن تركيا لا تطمع في اقتطاع أجزاء من سوريا، وتدعم وحدة أراضي هذا البلد أكثر من كافة الدول الأخرى، مشيرا أن أنقرة تدعم دائما أي كفاح ضد التنظيمات الانفصالية".
وسبق أن صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بأن تركيا "ستقدم كل أنواع الدعم السياسي لعمل النظام (السوري) في هذا الصدد"، الأمر الذي أثار لغطاً كبيراً في ماهية التصريح وطبيعة العلاقة التي ستقوم بها تركيا مع النظام السوري.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن أوغلو قوله إنه "من الحق الطبيعي للنظام (السوري) أن يزيل التنظيم الإرهابي من أراضيه، لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابيين".
يأتي ذلك في وقت كانت نشرت صحيفة تركية تقريراً تحدثت فيه عن احتمالية إجراء اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والإرهابي والمجرم "بشار الأسد"، وقالت الصحيفة إن أردوغان والإرهابي بشار قد يجريان اتصال هاتفي باقتراح من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي قال في تصريحات صحفية بعد عودته من مدينة سوتشي الروسية بعد لقائه نظيره الروسي، إن بوتين لمح أنه "في حال سلكت تركيا طريق التعاون مع النظام السوري لحل هذه المسائل (التنظيمات الإرهابية) فإن ذلك سيكون أكثر صوابا، طالما كان ممكنا".
ولطالما صرحت تركيا بعدائها لنظام الأسد، وأدانت جرائمه وممارساته، وتعتبر الدولة الأبرز التي تدعم فصائل المعارضة، وتنشر قواتها العسكرية ضمن المناطق المحررة شمال غرب سوريا وشرقي الفرات، ليأتي هذا التقارب في ظل أزمة سياسية كبيرة داخل تركيا مع استغلال قوى المعارضة ورقة اللاجئين لمحاربة الحزب الحاكم، والتصريح بنواياها إعادة العلاقات مع الأسد، وإعادة اللاجئين.