جنرال أوكراني: روسيا تنتهج أسلوبها التدميري الذي طبقته بسوريا في مدينة "باخموت"
قال قائد القوات البرية الأوكرانية ألكسندر سيرسكي، خلال زيارة أجراها إلى إحدى جبهات باخموت بإقليم دونباس شرق البلاد، إن روسيا بدأت تنتهج في مدينة باخموت أسلوبها التدميري الذي طبقته بسوريا.
ووفق بيان صادر عن قيادة القوات البرية الأوكرانية، فإن "سيرسكي" تلقى معلومات من قادة الوحدات المقاتلة حول عملية الدفاع عن المدينة ضد الهجوم الروسي والمشاكل التي تتطلب حلًا عاجلا، وبين أن عمليات الجيش الأوكراني ساهمت في إضعاف قوة مجموعة "فاغنر" الروسية.
وأضاف الجنرال الأوكراني أن: "العدو بدأ بانتهاج أسلوبه التدميري الذي كان يمارسه بسوريا في باخموت، فقد بدأت القوات الروسية بقصف الأبنية والمواقع العسكرية بالطائرات والمدفعيات".
وسبق أن نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، تحليلاً، سلط فيه الضوء على سياسة الجنرال الروسي ألكسندر دفورنيكوف، والمعروف باسم "جزار سوريا"، في قيادة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، لافتة إلى أنه يعتمد سياسة "النفس الطويل" بعدما تعلم هذا الدرس في سوريا.
وكان اتهم "مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، القوات الروسية التي تغزو أوكرانيا باستخدام "قواعد اللعبة الوحشية ذاتها المستخدمة في سوريا".
وأوضح المكتب "عبر تويتر" أن روسيا "تستخدم في أوكرانيا، بقيادة جنرال يُعرف باسم جزار سوريا، قواعد اللعبة الوحشية ذاتها المستخدمة في سوريا، حيث تقتل المدنيين بقصف المدن"، داعياً إلى احترام حقوق الإنسان والمساءلة عن الفظائع التي تُرتكب في أوكرانيا.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن روسيا تستخدم نفس التكتيكات الوحشية التي استخدمتها في سوريا، خلال حربها التي تشنها على أوكرانيا، على كل الأصعدة من تضليل إعلامي وتدمير للبنية التحتية وحصار المدن لتجويع السكان.
ولفت المسؤولون إلى أنه بالرغم من اختلاف الوضع في الحربين، ففي سوريا تدخلت موسكو جويا فقط، بينما في أوكرانيا شنت حربا بريا تكبدت فيها خسائر فادحة، إلا أنها تستخدم نفس الاستراتيجيات الوحشية لإحداث تأثير مميت في المدن.
وحذر المسؤولون الأوكرانيون من أن ماريوبول "تتحول إلى حلب ثانية". في عام 2016، خلال حصار مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة، هاجمت القوات الروسية المصانع ومحطات المياه وقطعت خطوط الإمداد، تاركة 250 ألف ساكن يعانون من نقص حاد في الغذاء والأدوية والوقود، مما تسبب في كارثة إنسانية.
ففي ماريوبول الأوكرانية، حاصرت القوات الروسية المدينة وقصفتها، وقطعت الاتصالات والمياه والغاز والكهرباء، ومنعت قوافل الإغاثة من الدخول، وظهرت تقارير عن قيام السكان بإذابة الثلج من أجل مياه الشرب ونفاد الأدوية الحيوية، كما تواجه عدد من المدن الأوكرانية الأخرى، مثل تشيرنيهيف، نفس الظروف القاسية.
وهاجمت روسيا المنشآت الطبية في كل من حلب وماريوبول، فضلاً عن المدارس والمباني التي لجأ إليها المدنيون مثل المسارح في "انتهاك كامل" للمبدأ الدولي القائل بأن "الأطراف المتحاربة يجب أن تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية.
وكانت سوريا أيضًا ساحة اختبار للأسلحة التي تستخدمها روسيا الآن في أوكرانيا. ونقلت وسائل إعلام روسية رسمية عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، في أغسطس، قوله إن موسكو اختبرت أكثر من 300 سلاح في سوريا.
وقال بالسون: "كما هو الحال في سوريا، فإن الكثير من الإصابات بين المدنيين التي نوثقها [في أوكرانيا] سببها القنابل الغبية، وليس الأسلحة الموجهة". وأضاف "من المستحيل استخدام مثل هذه الأسلحة في هذه المناطق المكتظة بالسكان مع ضمان عدم فقدان أي مدنيين لأرواحهم".