هدنة مؤقتة في السويداء لاستئناف المفاوضات مع النظام حول إزالة حاجز دوار العنقود
هدنة مؤقتة في السويداء لاستئناف المفاوضات مع النظام حول إزالة حاجز دوار العنقود
● أخبار سورية ٢٤ يونيو ٢٠٢٤

هدنة مؤقتة في السويداء لاستئناف المفاوضات مع النظام حول إزالة حاجز دوار العنقود

قالت مواقع إعلام محلية في السويداء، إن هدوء حذر ساد في مدينة السويداء، بعد ليلة من التوتر شهدت اشتباكات عنيفة بين الفصائل المحلية من جهة، وقوى الأمن والجيش من جهة أخرى، أدت لإصابات من الجانبين، فضلاً عن خسائر مادية في ممتلكات المدنيين.

وأوضح موقع "السويداء 24"، أن وسطاء من أهالي المحافظة، طلبوا هدنة مؤقتة من الفصائل المحلية، لاستئناف المفاوضات مع الأجهزة الأمنية، وسط وعود من الوسطاء بالسعي لاتفاق يضمن انسحاب الحاجز الأمني الجديد من جانب دوار العنقود، وهو المطلب الذي تصرّ عليه الفصائل.
 
وتحدث مصدر مطلع على المفاوضات، عن مطالبات بضمانة الجانب الروسي لانسحاب الحاجز الأمني، وعدم إنشاء أي حاجز جديد للسلطات الأمنية السورية داخل المحافظة، لانعدام الثقة بدور هذه الحواجز.

ولفت المصدر إلى تفاوت الردود التي نقلها الوسطاء عن لسان المسؤولين، بين رفض بعض الأصوات في السلطة طلب إزالة الحاجز، والمحاججة بأن نشره كان بطلب من بعض أهالي مدينة السويداء، وبين أصوات أخرى من السلطة تدعو للتهدئة وتطلب مهلة للتوصل إلى اتفاق لسحب الحاجز من مدخل المدينة. 

مصدر من الفصائل المحلية، قال إن الحل الذي ينزع فتيل الأزمة، هو إعادة كافة عناصر الحاجز الجديد إلى ثكناتهم. وأضاف أن عدم التجاوب مع هذا المطلب، سيفتح الباب أمام تصعيد أكبر في الساعات القادمة، يفوق ما شهدته المدينة من اشتباكات مساء الأحد، وفق موقع "السويداء 24".

وتركزت اشتباكات الأحد، في محيط الحاجز الجديد، والمراكز الأمنية القريبة منه، قسم المخابرات الجوية، ومبنى قيادة فرع حزب البعث، كما امتدت المواجهات إلى بلدة قنوات، وتعرض فرع أمن الدولة على طريق قنوات لعدة ضربات بالقذائف الصاروخية. 

وأسفرت الاشتباكات عن إصابة عنصر من الفصائل بطلق ناري استقر بالفخذ، إضافة إلى إصابة عدة عناصر أمن في مبنى قيادة فرع الحزب، بشظايا ناجمة عن القذائف. فيما أكدت مصادر طبية، عدم صحة الشائعات التي انتشرت عن مقتل سبعة عناصر من الجيش السوري في الاشتباكات. 

وأشار الموقع إلى أن المفاوضات ستتواصل خلال الساعات القليلة القادمة، وإما ان تفضي لاتفاق ينهي حالة التوتر بإزالة الحاجز من مكانه وسحب العناصر إلى ثكناتهم، أو أن المحافظة ستدخل في دوامة عنف غير محسوبة النتائج، في حال استمر تعنت مسؤولي الأجهزة الأمنية بعدم سحب الحاجز.


وكان تجمع العشرات من عناصر الفصائل المحلية في السويداء مساء اليوم الأحد، بمحيط دوار الباسل رفضاً لإقامة عناصر النظام حاجز على دوار العنقود شمال المدينة، مطالبين بإلغاء الحاجز وعودة العناصر إلى ثكناتهم، تطور الأمر لإطلاق نار متبادل، مع تحديد مهلة لإزالة الحاجز.


وقالت مصادر محلية في السويداء، إن أصوات رشقات نارية متقطعة سمعت بين دوار الباسل ودوار العنقود، في ظل تصاعد حالة التوتر، وإصرار الفصائل على انسحاب الجيش والأمن من حاجز العنقود.

في المقابل، شهدت المنطقة استنفار شديد لدى كافة الأفرع الأمنية والثكنات العسكرية في مدينة السويداء، وعناصر قسم المخابرات الجوية بالقرب من دوار العنقود طالبوا المدنيين القاطنين بجانب القسم، الابتعاد عن الشرفات والنوافذ، والالتزام بالبقاء داخل البيوت.

وتوجه وفد من الفصائل يرافقه رجال دين إلى الحاجز الجديد عند دوار العنقود في المدخل الشمالي لمدينة السويداء بهدف إعطاء إنذار أخير للعناصر المتواجدين هناك للانسحاب من الحاجز الليلة وتجنب المواجهة، وسط استنفار كبير للفصائل المحلية في المنطقة.

ونقل موقع "السويداء 24" عن مصدر مقرب من الرئاسة الروحية بأن "الشيخ حكمت الهجري" تواصل عبر السفارة الروسية مع قيادة القوات الروسية في سوريا، موجهاً رسالة استنكار للتحركات الأمنية والعسكرية الأخيرة في السويداء. 

وأكد "الشيخ حكمت الهجري" أنه لا مبرر لنصب سلطات النظام، حواجزاً في محافظة السويداء التي تشهد حراكاً سلمياً منذ العام الماضي يطالب بالدفع في الحل السياسي عبر تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، مشيراً بالذات الوقت إلى عدم ثقة الشارع بهذه التحركات الأمنية. 

واستفسر "الهجري" من الجانب الروسي إن كانوا موافقين على مثل هذه التحركات، والجانب الروسي ردّ بعدم وجود أي توجيه من روسيا للسلطات السورية بإنشاء الحواجز، وأشار إلى أن الرسالة وصلت، وأنهم حريصون على منع أي مواجهة مع المدنيين والمتظاهرين.


وتشهد محافظة السويداء حراكًا سلميًا مستمرًا منذ الصيف الماضي، يطالب بالتغيير السياسي والانتقال من الفوضى إلى دولة العدالة والقانون، حيث فشلت السلطات الأمنية خلال الفترة الماضية في كبح هذا الحراك الذي يعبر عن واقع قاسٍ يعانيه البلد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ