فاغنر.. ظل بوتين وخزينة انتهاكاته السرية
خمسة رجال يرتدون الزي العسكري أحدهم ينحر رأس ضحية بالسكين، ثم ينكلون بجثته، ويحرقونها. الضحية هو "محمد طه إسماعيل العبد الله" من مواليد دير الزور، والمجموعة التي نفذت تلك الحادثة وغيرها من الانتهاكات بحق الشعب السوري هي مجموعة "فاغنر" الروسية. كان حقل الشاعر النفطي أرضا شاهدة على تلك الجريمة عام 2017 بحق المدني "محمد". والتي تعد شاهدا أبديا على وقوف موسكو خلف انتهاكات مرتزقتها. فمن هي فاغنر؟ ومتي تأسست؟ ولماذا اعتمد عليها بوتين؟
تأسست فاغنر في حرب جزيرة القرم من قبل الضابط السابق في الجيش الروسي "دميتري أوتكين". ديمتري أسس مجموعة تضم حوالي 400 شخص وانخرط بالقتال في جزيرة القرم، ثم بدأت تتوسع لتصل سوريا، والسودان (مع عمر البشير)، وساهمت مجموعته باغتيال صحفيين روس في أفريقيا، وانخرطت في ليبيا لصالح حفتر، ولاحقا انتقلت إلى أوكرانيا.
روسيا تروج أنها لا علاقة لها بمجموعات فاغنر، لكن لو نظرنا إلى تسلسل القيادة فيها، لوجدنا بوتين على رأسها بشكل غير مباشر.
لم تكتف روسيا بوضع ديميتري كقائد عسكري لمجموعتها، بل ربطتها بصديق بوتين وطباخه "يفغيني بريغوجين" والذي أصبح على رأس هرم التسلسل القيادي لها، وهذا كان واضحا في فيديو ظهر فيه الأخير خلال تجنيده سجناء روس متفاخرا بهم على الحدود الأوكرانية.
مع اندلاع الحرب الأوكرانية وجدت روسيا نفسها في ورطة تحت الضغط العسكري، ما جعلها تبدأ بسحب قواتها العسكرية إلى جبهاتها، ومن هذه القوات كانت مجموعات فاغنر، التي أخلت بعض مواقعها من دير الزور وبدأت تخفض قواتها من سوريا ودول عدة لحفظ ماء الوجه في أوكرانيا.
وفي هذا السياق بدأت روسيا تعتمد على فصائل سورية، مثل لواء القدس، وميليشيات الدفاع الوطني، والفيلق الخامس. لكن معظم هذه الفصائل ترتبط مع موسكو بشرط قوتها ونفوذها وسلطتها ومالها، وما أن لمست فيها ضعفا، ستجنح حالا عن ظلها إلى جهات أخرى.
وأخيرا.. ربما تغادر فاغنر نهائيا من سوريا، لكن سجل انتهاكاتها باقي، وستحاسب عليه مع المسؤولين الروس عاجلا غير آجل. حيث بدأت عائلة إسماعيل الذي نحرت المجموعة رأسه بإجراءات محاكمة الجناة، وتوجهت إلى محاكم دولية بعد أن رفضت موسكو محاكمة مرتزقتها على هذه الجريمة البشعة في ذاكرة السوريين.