ضغط روسي لإحياء ملف نقل النفط العراقي عبر سوريا
ضغطت روسيا عبر سفارتها في العاصمة العراقية، بغداد، لإحياء ملف نقل النفط العراقي عبر سوريا، على الرغم من وجود أنبوب نفط يعبر من تركيا إلى البحر المتوسط.
وأشارت مصادر سياسية لقناة "سكاي نيوز عربية" الإماراتية أن السفير الروسي في بغداد "إلبروس كواتراشين"، التقى خلال الأيام الماضية، عددًا من الزعامات السياسية وقادة الكتل، وبحث معهم، آفاق إعادة تأهيل هذا الأنبوب، ضمن خطة موسكو لتعزيز الجوانب الاقتصادية في المجال السوري".
وحسب المصدر، فإن "كتلًا سياسية من قوى الإطار التنسيقي، رحّبت بالفكرة، لكنها اشترطت تسهيلات من الجانب السوري، أو المساهمة في عملية إعادة التأهيل،
والجدير ذكره أن قوى الإطار التنسيقي هو تجمع لأحزاب شيعية عراقية تشكلّ في شهر آذار سنة 2021م، في بيت رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي حين اجتمع في بيته زعماء وممثلو الكتل الشيعية البرلمانية.
وخلال الأيام الماضية، أجرى سفير روسيا لدى بغداد عدة حوارات؛ إذ التقى الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وغيرهما.
وروسيا تمتلك ما نسبته 60% من من الانبوب النفطي الذي يمر عبر تركيا إلى البحر المتوسط، ووجود أنبوب أخر عبر سوريا حيث تسيطر هي على اقتصاد سوريا كله، سيدر عليها أموال طائلة، خاصة أن هذا النفط سيتوجه إلى الدول الاوروبية والافريقية.
وتحاول روسيا عبر هذه اللقاءات الضغط لإلغاء مشروع "عراقي-اردني" لمد انبوب نفطي عبر الأردن إلى ميناء العقبة، وتقدر كلفته بنحو 9 مليارات دولار، حيث تعارض قوى الإطار التنسيقي، والمجاميع المسلحة، هذا المشروع، ضمن سياستها الحادة تجاه الأردن، متذرعين على عادتهم بتخوفهم من ذهاب النفط العراقي إلى اسرائيل، لذلك لجأت موسكو لإحياء ملف نقل النفط العراقي إلى ميناء بانياس السوري.
وقال ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي في بيان الجمعة "ندعم ضمن تعدد منافذ التصدير مشروع نقل النفط عبر ميناء طرطوس في سوريا، بعد استتباب الأمن هناك، والعمل على إصلاح الأنبوب الناقل عبر الأراضي السورية".
ويوجد انبوب نفط يربط العراق بميناء طرطوس إلا أنه متوقف من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وهذا الانبوب موجود بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث أنشأته شركة بريطانية أنذاك، وتوقف أكثر من مرة جراء توتر العلاقات بين الأنظمة السياسية المتعاقبة.
ولكن هذا الابنوب يحتاج لصيانة وتوسيع لأنه يسع لـ 700 ألف برميل فقط، بينما تريد العراق زيادة انتاجها، لذلك فإن تكلفة صيانته فقط دون توسعته تقدر ب8 مليارات دولار أمريكي.
وتسعى روسيا، لتعزيز مصالحها باعتبارها تسيطر على الاقتصاد والقرار السوري، وبهذا يمكنها التحكم أيضا والسيطرة على الصادرات النفطية إلى الدول الاوروبية، وبهذا تتحكم أكثر في أوروبا المحتاجة لمصادر الطاقة.