بين التطبيع مع أنقرة والمماطلة.. إيران وروسيا تمارسان "ضغوطاً متضاربة" على نظام الأسد
سلطت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها، الضوء على الاتصال الهاتفي بين وزيرَي الدفاع الإيراني والسوري، لافتة إلى أنه جاء بعد ساعات من تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن "موسكو مهتمة بتطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا"، مؤكّداً أنّ "اجتماعاً جديداً سيُعقد في المستقبل القريب".
ورأت مصادر الصحيفة أن "طهران، ومع كل تطور إيجابي تحققه موسكو فيما يخص ملف التقارب السوري ـ التركي، تبعث برسائل تؤكد نفوذها في سوريا، وتذكّر الجانب السوري بـ(وجوب تنفيذ الاتفاقيات المشتركة وتسديد الديون المستحقة عليه)، في نوع من الضغوط على دمشق حتى لا تمضي في ملف التقارب بعيداً عن المصالح الإيرانية".
ولفتت المصادر إلى أن ضغوطاً قوية تمارَس على دمشق من الحليفين: الروسي؛ للدفع باتجاه التقارب مع تركيا، والإيراني؛ للتريث واستثمار هذا الملف في إعادة صياغة التوازنات في المنطقة؛ لا سيما مع الجانب الأميركي.
ورجحت المصادر تصدير دمشق موقفين لحليفيها: الأول إظهار التجاوب مع مساعي موسكو وبث رسائل إيجابية تجاه التقارب مع تركيا، والموقف الثاني يهادن الضغوط الإيرانية ويظهر التمسك بثبات الموقف من "محور المقاومة" والالتزام بسياساته، وإظهار التريث تجاه التقارب مع تركيا.
ولفتت المصادر إلى ما سبق أن تناولته وسائل إعلام عربية عن "زيارة سرية من رئيس الأركان السوري، العماد عبد الكريم محمود إبراهيم، إلى إيران دون إبلاغ بشار الأسد، وذلك في الأسبوع الأول من أغسطس (آب) الماضي. ورغم خطورة تلك المعلومات، فإنه لم يصدر رد فعل من دمشق؛ بل جرى تجاهلها تماماً. وهذا يضعنا أمام احتمالين: إما وجود انقسام داخل القيادة في سوريا، وإما هي (عملية توزيع أدوار، وتصدير مواقف عدة للتحايل على ضغوط الحليفين)".
وكان قال العماد "علي محمود عباس" وزير الدفاع لدى نظام الأسد، إن سوريا ودول محور المقاومة في "القارب نفسه" وعلى "الجبهة نفسها" يقاتلون إسرائيل، وإن "التعاون المشترك" سيجعلهم أقوى في مواجهة "المحور المتغطرس"، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إيرانية.
وأوضحت المصادر الإيرانية أن وزير دفاع النظام هنأ، في اتصال هاتفي نظيره الإيراني، العميد عزيز نصير زاده، بتعيينه وزيراً للدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية، في حين أن وسائل إعلام النظام الرسمية لم تنشر أي معلومان عن الاتصال.
وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية أن الوزير الإيراني أكد دعم بلاده "إرساء الأمن واحترام وحدة الأراضي السورية"، مشيراً إلى القواسم المشتركة بين البلدين، لا سيما دعم سوريا محور المقاومة، لافتاً إلى أنه "يجب تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين؛ بما في ذلك نتائج زيارتكم إلى طهران".
وعبر الوزير الإيراني عن أسفه لعدم رؤية بلاده "أي رد فعل مناسب من المجتمع الدولي تجاه جرائم الكيان الصهيوني"، مشدداً على أنه يجب أن يستمر التعاون بين إيران وسوريا، وأن هذا "التعاون سيؤدي حتماً إلى هزيمة الكيان الصهيوني".
ووفق الوكالة الإيرانية، فإن وزير دفاع النظام أبدى تطلعه إلى استمرارية العلاقات بإيران، وبذل القوات المسلحة في البلدين "مزيداً من الجهود بما يتماشى مع أهداف البلدين"، وقال: "نحن معكم، وعلى الجبهة نفسها. إن أمن البلدين واحد".
وأضاف أن "محور المقاومة في القارب نفسه، ويقاتلون كيان الاحتلال الذي ارتكب كثيراً من الجرائم ضد الإنسانية في غزة وسوريا واليمن"، وشدد على أن التعاون المشترك "سيجعلنا أقوى في مواجهة هذا المحور المتغطرس" متمنياً تطوير هذا التعاون والاتفاقيات، والاستمرار على "هذا المنوال في مواجهة قوى الشر".