بتهم إحداها "تحقير الرئيس".. حقوقي يكشف ملابسات اعتقال طالب جامعي في اللاذقية
كشف المحامي "أيمن شيب الدين"، عن قرار قضائي يؤكد أن اعتقال الأجهزة الأمنية للطالب الجامعي داني عصام عبيد، من أهالي السويداء، كان على خلفية الرأي السياسي، مؤكداً أنه تعرض للتعذيب والضرب المبرح، وهو بحاجة ماسة لطبيب.
ونشر الاستاذ أيمن صورة القرار الصادر عن قاضي الإحالة الثاني في اللاذقية، الذي يتضمن تحريك دعوى الحق العام بحق داني عبيد، بناء على ضبط نظّمه قسم مكافحة جرائم المعلوماتية في فرع الأمن الجنائي باللاذقية، بعد نشر عبيد "حالات ستوري" على فيس بوك، "تسيء إلى سمعة السيد الرئيس"، وفق موقع "السويداء 24".
ويوضح القرار القضائي أنه بعد اعتقال عبيد وتحري جواله، تم العثور على مقاطع فيديو للمظاهرات في السويداء، وأنه مشترك في مجموعة السويداء 24 و"هي معارضة للدولة". وأيد القرار أدلة هذه القضية باعتراف المعتقل بوجود حساب باسمه على فيس بوك، ومقاطع فيديو للمظاهرات، وباشتراكه في موقع السويداء 24.
وأكد الحقوقي، أن أجهزة الأمن اعتقلت داني عبيد من غرفته داخل حرم السكن الجامعي في اللّاذقية، و(أوسعوه ضرباً أمام رفاقه، واقتادوه إلى الأمن الجنائي في اللّاذقية، ومن ثمّ الأمن السّياسي، ومن ثمّ قاضي التّحقيق في اللّاذقية، وهذا الأخير للأسف رأى بداني قد ارتكب جرم "النيل من هيبة الدولة" داني الذي لم يبلغ العشرين من عمره، فأمر بتوقيفه).
وأضاف المحامي المهتم في شؤون المعتقلين، أنه خلال أقل من شهر كان قد صدر قرار من قاضي التّحقيق بلزوم المُحاكمة بهذا الجرم، وقرار من قاضي الإحالة باتهام داني بجناية النيل من هيبة الدولة، ولزوم مُحاكمته أمام محكمة الجنايات في اللاذقية. وأكد أن قاضي التحقيق وقاضي الإحالة رفضا جميع إخلاءات السّبيل التي قُدّمت له.
كما أشار إلى أن داني تعرّض للضّرب المُبرح وبحاجة إلى طبيبٍ لعلاجه، "فطبابة السّجن بحاجة إلى طبابة"، مضيفاً أن داني طالب جامعيّ لم يرفّ للقُضاة جفن عدالة، بأن يُخلو سبيله للالتحاق بجامعه. "تلك الدّولة الأمنيّة التي نال من هيبتها طالب جامعي بينما لم يَنل من هيبتها كل الاحتلالات التي تنتهكها ليل نهار، ورئيسها يلعب لُعبة شدّ الحبل مع زوجته"، بحسب وصفه.
وشهدت مدينة السويداء يوم الخميس تصعيداً على إثر استمرار اعتقال داني عبيد لأكثر من شهرين، حيث ردت فصائل محلية باحتجاز ما لا يقل عن 6 ضباط وعناصر من الأجهزة الأمنية والجيش السوري وجيش التحرير الفلسطيني، أبرزهم رئيس فرع الهجرة والجوازات في السويداء، وقائد كتيبة في الجيش السوري.
وبحسب مصادر موقع "السويداء 24"، فإن مفاوضات سريعة بدأت بعد التصعيد واحتجاز الضباط والعناصر اليوم الخميس، وقد تم الإفراج أحد الضباط، في بادرة "حسن نية"، بعد تلقي وعود بالإفراج عن داني، على أن يتم الإفراج عن بقية الضباط بعد إطلاق سراح المعتقل.
وفي وقت سابق، أكدت مواقع إعلام محلية في محافظة السويداء، الإفرج عن ثلاثة ضباط من قوات النظام بعد احتجازهم من قبل مجموعات أهلية، رداً على استمرار اعتقال الأجهزة الامنية للطالب الجامعي داني عبيد منذ أكثر من شهرين.
وأفاد موقع "السويداء 24"، أن وساطة تقدم بها سليم حميد ومحمود جزان، تقضي بالإفراج عن الضباط الثلاثة، مقابل وعود بإطلاق سراح المعتقل داني عبيد، يوم الاثنين القادم، وذلك بعد عمليات احتجاز نفذتها المجموعات الأهلية لأكثر من ستة ضباط وعناصر.
ولفت المصدر، إلى أن الضباط الثلاثة الذين تم الإفراج عنهم، هم: العميد ركن مازن القصاص، والعميد محمود محمد، والملازم ويس فارس، وبين أن الوساطة قامت بتسليمهم إلى السلطات، وسبق لها التواسط لضابط برتبة مقدم وعنصر قبل ساعات، تم الإفراج عنهما أيضاً.
وكانت المجموعات الأهلية قد أفرجت أيضاً عن العقيد منار محمود، رئيس فرع الهجرة والجوازات في السويداء، بعد احتجازه خلال ساعات الصباح، نتيجة تدخل وساطات عديدة في سبيل الإفراج عنه.