بحديث يخلو من التطرق لسوريا.. "بشار" يُنّظر في غرامه للروس بعيداً عن هموم السوريين
طرح الإرهابي "بشار الأسد"، نظريات فلسفية جديدة، ورغم معرفة حتى الموالين للنظام ممن لا يملكون أدنى مستوى فكري ومعرفي سوى التشبيح وتمجيد القاتل، بأنّ الحديث والظهور الإعلامي المتكرر لم ينعكس على واقع المعيشية، ولم يتطرق رأس النظام للأوضاع في سوريا، رغم زيادة تعقدها على الصعيد المعيشي والأمني وتردي وغياب الخدمات، وظهر كأنه صانع محتوى روسي في ظل تجاهل الملف السوري.
ومن المعلوم بأنّ نظام الأسد يبرر تدهور الأحوال المعيشية بالعقوبات الاقتصادية المفروضة عليه إلا أنه ذكر أن العقوبات تثير سخريته مقللا من تأثيرها ما ينسف رواية النظام المشروخة وتأتي باعتراف رسمي من أعلى الهرم الذي يقوم على نهب وتدمير وتهجير الشعب السوري بكافة الطرق المنهجة.
ولوحظ خلال مقابلة جديدة نشرها إعلام النظام مع صحفي روسي، عدم الحديث عن الأوضاع المعيشية والأمنية في مناطق سيطرة النظام، كما لم يتحدث عن التطورات الميدانية التي تعيشها المنطقة ولا تزايد الغارات الإسرائيلية المتكررة التي يعد سببها الأول استجلابه للاحتلال الإيراني وتحويل أحياء سورية لمربعات أمنية إيرانية.
وخلال لقاء تلفزيوني امتد إلى 29 دقيقة و46 ثانية، لم يأتي على ذكر كلمة سوريا إلى في مواضع قليلة ولم تكن في صلب الحديث، أولها عندما أشاد بالاحتلال الروسي في عبارة جاء فيها، "روسيا دولة تقف معنا في سوريا بحربنا ضد الإرهاب"، وذكرها في عبارة أخرى عندما قلل من تأثير العقوبات قائلاً "الحصار على سوريا بدأ في عام 1979".
وذكر رأس النظام الإرهابي سوريا في موضع ثالث عندما عدد الدول التي تم احتلالها ومهاجمتها من قبل الغرب قائلا: هجموا واحتلوا العراق فأفغانستان وليبيا وسوريا ولا بحق لهم الحديث عن الديمقراطية، ولم ينس أن يجدد تعمد إهانة بعض حكام الدول العربية التي طبعت معه مزاودا عليهم بالوطنية معتبرا أنه لم يتنازل مقابل دعم خارجي لا غربي أو عربي.
هذا وفي ظل عدم تطرق نظام الأسد للأوضاع في سوريا رغم أنها يجب أن تتصدر حديثه تلخصت كلمته في الترويج للرئيس الروسي بوتين، ومهاجمة الغرب والتنظير في كلمته التي تطرق خلالها للحرب على غزة، والانتخابات الروسية والأمريكية، والعقوبات، والغرب، والتطبيع العربي، وغيرها من المواضيع، ولم يغب عن حديث رأس النظام المعتاد السماجة وطرح النظريات المقيتة والمحاضرة بالشرف والوطنية والمبادئ.
وتجدر الإشارة إلى تكرار الإعلام الروسي إجراء مقابلات صحفية مع رأس النظام، ويعد اللقاء الأخير من أبرز اللقاءات منذ بداية العام الحالي، واجتمع رأس النظام مع فعاليات روسية في شباط الماضي، وكان صرح إن لديه "الكثير من المعارك التي يجب أن نخوضها والتي لا ينفصل فيها السياسي عن الاقتصادي والإيديولوجي والاجتماعي"، وتحتوي مقابلات وتصريحات رأس النظام الكثير من النقاط المثيرة للجدل والسخرية لا سيّما مع محاولة تصوير نفسه بشكل فلسفي متعالٍ محاولاً الخروج من وصفه الحقيقي بأنه مجرد قاتل وسفاح وضيع.