بعد اعتقالهم لأشهر .. "تحـ ـرير الشـ ـام" تبدأ الإفراج عن كوادر من "حـ ـزب التحـ ـرير" في إدلب
علمت شبكة "شام" عبر مصادر مطلعة، أن قيادة "هيئة تحرير الشام"، بدأت بالإفراج عن المنتسبين لـ "حزب التحرير" في إدلب، والذين جرى اعتقالهم قبل قرابة تسعة أشهر، في سياق تخفيف حدة الاحتقان الشعبية التي تتصاعد في المنطقة، لاسيما من مناصري الحزب الذين يواصلون احتجاجاتهم منذ اعتقال أبنائهم حتى اليوم دون انقطاع.
وأوضحت مصادر "شام" أن الهيئة أفرجت عن "المهندس علي البيك" من السحارى بريف حلب، و "الشيخ أحمد فؤاد الجندي" من قرية الزوف بريف إدلب الغربي، في بداية للإفراج عن المزيد من كوادر الحزب المعتقلين دون تهمة واضحة أو محاكمة منذ أشهر وحتى اليوم.
ومنذ عدة أشهر، قامت "هيئة تحرير الشام" في إدلب، بحملات اعتقال منظمة لكوادر وقيادات الحزب في الشمال السوري، واتهمت "تحرير الشام"، حزب التحرير بارتكاب أفعال وممارسات معادية أبرزها، "تخوين مكونات الثورة السورية ومؤسساتها دون أدنى درجات المصداقية والمسؤولية بمنهجية يسعون من خلالها إلى شيطنة المناطق المحررة وتشويه صورتها وبث الفوضى وزعزعة الثقة بين مكوناتها المجتمعية".
ومنذ ذلك الحين، ينظم أهالي المعتقلين من كوادر الحزب، لاسيما النساء، تظاهرات يومية في أرياف حلب وإدلب وعدة مناطق مؤيدة للحزب، ويطالبون باستمرار بالإفراج عن أبنائهم وكشف مصيرهم، تصاعد حراكهم في الأسبوع الفائت مع موجة الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها عموم مناطق إدلب وريف حلب.
و"حزب التحرير" بفرعه السوري، يتبنى فكراً متشدداً يدعو إلى إحياء الخلافة الإسلامية، وينشط بشكل رئيس في مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام"، ظهر في سوريا مع السنة الثانية من بداية الثورة السورية، لم يشكل الحزب أي فصائل عسكرية، ويقتصر نشاطه على توزيع المنشورات في التظاهرات الشعبية وصل الأمر لتسميته بـ "حزب المناشير"، كونه لا يتمتع بحاضنة شعبية ويخالف في أفكاره جميع المكونات والتيارات الثورية.
ويتهم "حزب التحرير" بركوب موجات الحراك الثوري في سوريا بدءا من عام 2012، رغم أنه ليس حديث التأسيس، وكان تعرض أعضاؤه لاعتقالات وملاحقة من قبل النظام، وأفرج عن كثير منهم بداية الحراك الثوري، واتخذوا موقفاً دعماً للحراك، في حين اعتبر البعض منهم أنهم من فجروا هذا الحراك الشعبي ودعوا المتظاهرين إلى تبني "مشروع الخلافة".
وعارض "حزب التحرير" قتال تنظيم "داعش" رغم تكفيره لفصائل المعارضة، معتبراً قتال التنظيم "تنفيذاً لأجندة خارجية"، واتهم فصائل المعارضة بالتورط بالمال السياسي والانحراف عن أهداف الثورة، كما اتهم "هيئة تحرير الشام" بالخيانة معتبراً أنها رضخت للتفاهمات الأمريكية وأدخلت القوات التركية إلى إدلب وباتت "ذراعاً لها".
وتأسس الحزب في عام 1953 ويتخذ من لبنان مقرا له وينشط في 32 بلدا على الأقل بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، بحسب وزارة الداخلية البريطانية، والحزب محظور من العمل في ألمانيا ومصر وبنغلاديش وباكستان وعدة دول في آسيا الوسطى والعالم العربي.