اشتباه بتورط "أذرع الهيئة" .. انتهاء مهلة "البوشعبان" لتسليم قتلة أحد رموزها شرقي حلب
وجهت صفحات وحسابات محلية أصابع الاتهام إلى أذرع "هيئة تحرير الشام"، للوقوف خلف عملية اغتيال أحد شيوخ قبيلة البوشعبان، في حين انقضت مهلة القبيلة المعلنة بعد أن طلبت تسليم المتورطين بقتل أحد رموزها ووجهاءها أمام منزله وفي وضح النهار قرب مدينة الباب بريف محافظة حلب الشرقي.
ولم تقدم هذه الصفحات دليلاً واضحاً يكشف وقوف "تحرير الشام"، أو أذرعها خلف حادثة الاغتيال، إلا أنها استشهدت بحدوث مواجهات مسلحة بشكل مباشر بين "أحرار عولان" المتحالفة مع "الهيئة" وبين دورية الشرطة العسكرية بالباب التي قالت إنها كانت تلاحق الخلية التي قتلت شيخ القبيلة، وفق تعبيرها.
وحسب هذه المصادر المحلية التي فتحت المجال أمام الاشتباه بتورط الهيئة في تصفية الشيخ "أبو صطيف السبعاوي"، فإن "أحرار عولان" أوقعت دورية الشرطة العسكرية بكمين، ونشرت صوتية منسوبة لنائب الشرطة يؤكد ذلك، في وقت لم يصدر أي نفي أو تأكيد حول ملاحقة المشتبه بهم من قبل السلطات المحلية.
ولفتت إلى أن الشرطة العسكرية في مدينة الباب شرقي حلب كانت تلاحق الخلية التي قتلت الشيخ البو شعبان أبو صطيف السبعاوي، إلا أن عناصر من "أحرار عولان"، التابعين لهيئة الجولاني ساندوا الخلية واشتبكوا مع الشرطة من أجل حماية المشبه بهم ومنع اعتقالهم، مايرجح أن تكون الخلية تابعة لهم.
وقالت قبيلة "البوشعبان" إن اغتيال الشيخ "محمود العبد الرحمن" الملقب بـ"أبو صطيف السبعاوي"، هو اغتيال للقيم والمبادئ والأعراف القبلية والعشائرية والهدف منها خلط الأوراق القذرة التي تحاك للمنطقة من أعداء الثورة وأذرعهم في المحرر.
وأمهلت القبيلة في بيان، كلا من الجيش الوطني والشرطة العسكرية والمدنية مدة "48 ساعة لكشف ملابسات هذه العملية الخسيسة وتسليم المتورطين بالاغتيال"، وحملت كامل المسؤولية للجهات الرسمية والمؤسسات الأمنية عما حدث وسيحدث في المحرر.
وذكرت أن قبيلة أنها "ممثلة برموزها ووجهاءها كانت من القبائل السباقة إلى فعل الخير وحقن الدماء وتقريب وجهات النظر في جميع ما سبق من اقتتالات فصائلية وكانت مثالاً يحتذى بالتزام شبابها ومقاتليها بنهج الثورة واحترامهم للمؤسسات الثورية".
بالمقابل قالت معرفات تابعة لهيئة تحرير الشام، في محاولات لنفي التهمة عنها، إن عناصر من حركة أحرار الشام القطاع الشرقي، تعرضوا لما وصفتها "محاولة اغتيال" أمام مقر عولان، واتهمت "الشرطة العسكرية بالضلوع بتنفيذ أجندات مشبوهة لاستمرار التوتر وخلق النزاعات في المنطقة".
واتهمت تبعية الدورية قائد فرع الشرطة العسكرية لفصيل "جيش الإسلام"، وبلهجة التهديد والوعيد ذكرت بأن "استمرار هذه الأفعال والسلوكيات من قيادة جيش الإسلام وتغطيتها من الشرطة العسكرية سيجر مدينة الباب إلى اشكالات كبيرة، ولذا ندعو العقلاء والوجهاء من أهالي الغوطة الشرقية عامة وأهالي دوما خاصة وضع حد لهذه التصرفات"، وفق وصفها
وحسب نشطاء فإنّ رواية معرفات الهيئة تعد خطوة استباقية لاحتواء الاشتباه بتورطها، وتوقعت أن يكون هناك خطوات تصعيدية من جانب أذرع الهيئة، ويذكر أن حالات الاشتباه بتورط الهيئة بحوادث الاغتيال ليس حديث العهد، بل بدء منذ تغلغلها في المنطقة التي اخترقتها أمنياً بشكل كبير، وسط وتصاعدت حوادث التصفية للمعارضين لتوجهاتها بالمنطقة.
ومثالا على هذه الاختراقات الأمنية حادثة اختطاف المحامي "عصام الخطيب"، والشيخ "طلحة الميسر المعروف بلقب أبو شعبيب المصري"، اللذان جرى اختطافهما بمدينة إعزاز بعد صلاة الجمعة في 21/ تموز الماضي وسط معلومات جديدة حصلت عليها "شام" تشير لوصولهما ليد "هيئة تحرير الشام" بإدلب.
وظهر اليوم الجمعة 20 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، قُتل أحد شيوخ عشائر قبيلة البوشعبان العربية، برصاص مسلحين مجهولين، قرب مدينة الباب بريف محافظة حلب الشرقي، الواقعة ضمن منطقة عمليات "درع الفرات"، شمال سوريا، وبث ناشطون قيام شخصين على متن دراجة نارية بقتل الشيخ أمام منزله.
ومع عودة مسلسل الاغتيالات إلى الباب شرق حلب، التي تواصل وحصد أرواح الكثير من الشخصيات منها المدنية والعسكرية، تتصاعد وتتجدد المطالب بوضع حد للفلتان الأمني، وملاحقة خلايا قسد وداعش والنظام وغيرها من الجهات التي تعبث بأمن المنطقة وتواصل تنفيذ عمليات الخطف والاغتيال ليلا نهارا.