أمنية "تحـ ـرير الشـ ـام" تواصل حملات الاعتقال وكم أفواه المناهضين لها بإدلب
واصلت القوى الأمنية التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، اليوم الاثنين، حملات الاعتقال التي بدأت بها يوم أمس الأحد في عدة مناطق بريف إدلب، طالت شخصيات مناهضة لها، ومن منسقي الحراك الشعبي في ريف إدلب، بعضهم سبق اعتقاله ومن ثم الإفراج عنه، في سياسة مستمرة لكم الأفواه وكسر إرادة الحاضنة الشعبية.
وقالت مصادر "شام"، إن أمنية الهيئة اعتقلت الأستاذ "عبد الله ملندي" من أمام منزله في إسقاط قرب سلقين إضافة لرجل آخر، كما اعتقلت "عماد الدالاتي" من محله في مدينة معرة مصرين، وهو من مدينة الزبداني ويعتبر من أول الثائرين في البلدة، وكان أول من اعتقله النظام سابقاً قبل سنوات من بلدته قبل خروجه بحملات التهجير.
واعتقلت عناصر أمنية تابعة للهيئة الناشط الثوري "طارق بكري الخلف"، من أبناء قرية إبلين، وتم الاعتقال بعد مداهمة منزل كان فيه في قرية جوزف بريف إدلب الجنوبي، واستطاع أهالي القرية بداية منع اعتقاله وتم نقله إلى منزل آخر، حيث حاصرت القوى الأمنية المنزل، لحين تدخل عائلة الشاب التي قامت بتسليمه للقوة الأمنية مع وعود بالإفراج عنه.
هذا وتشهد مناطق ريف إدلب - جبل الزاوية تحديداً، حالة استنفار كبيرة لأمنية الهيئة، وسط توارط أنباء عن محاولة اعتقال أحد الفعاليات المدنية المناهضة لها في المنطقة، في تتوارد معلومات حصلت عليها "شام" بأن الهيئة تنوي إجبار المناهضين لها الخروج إلى مناطق عفرين وشمالي حلب، ضمن سياسة تهجير واضحة، لمنعهم من المشاركة في المظاهرات المناهضة لها بإدلب.
وكانت شنت عناصر أمنية تابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، اليوم الأحد 23 حزيران 2024، حملات دهم واعتقالات طالت العديد من منظمي الحراك الشعبي المناهض ضدها والمشاركين فيه في عدة مناطق بإدلب وأريحا وسلقين، بينهم معتقلين مفرج عنهم مؤخراً من سجون الهيئة.
وقالت مصادر شبكة "شام"، إن عناصر أمنية وأخرى من شرطة الإنقاذ في سلقين، اعتقلت رجلاً مسناً يدعى "وليد ديبو" إضافة لعدد من أبنائه، على خلفية إشكالية حصلت بينه وبين عناصر من شرطة الإنقاذ لتجاوزهم الدور في شركة الكهرباء، ومعروف عن المعتقلين أنهم من أشد المعارضين للهيئة والمشاركين في التظاهرات الاحتجاجية ضدها.
ووفق المعلومات، فإن إشكالية حصلت بين "وليد ديبو" وعنصرين من شرطة الإنقاذ، تجاوزا الدور لمدنيين أمام شركة الكهرباء، ورفض إضافة لعدة مدنين تجاوزهم وطلب منهم الوقوف على الدور إسوة بباقي المدنيين، لتقوم عناصر الشرطة بالتعدي عليه وتهديده بالاعتقال، قبل الادعاء عليه في المخفر واعتقاله.
وأضافت المصادر، أنه لدى محاولة أبنائه ومقربين منه، وعدد من الفعاليات المدنية في سلقين، الاحتجاج أمام مخفر المدينة للإفراج عنه، قامت عناصر الشرطة باعتقال ثلاثة من أبنائه وقريب له، وهددت باقي المحتجين بالاعتقال قبل تفريقهم.
وفي مدينة أريحا، اعتقلت عناصر أمنية تابعة لـ "تحرير الشام"، الناشط الثوري "محمد قيطاز" الذي أفرج عنه قبل أيام قليلة من سجون الهيئة، وهو من منسقي الحراك المناهض ضدها، إضافة لقريب له وهو من أشهر رماة التاو في إدلب يدعى "بسيم قيطاز"، ورجل مدني يدعى "سمير العلي" بسبب مشاركتهم في التظاهرات المناهضة للهيئة في المدينة.
وفي مدينة إدلب، علمت شبكة "شام" من مصادر محلية في إدلب، أن أمنية "هيئة تحرير الشام"، اعتقلت اليوم الأحد 23 حزيران 2024، الشيخ "أبو شعيب المصري"، وأحد أبنائه، من أمام مسجد الروضة في مدينة إدلب، بعد قرابة أسبوعين من الإفراج عنه، جاء ذلك بعد فضحه ممارسات التعذيب والاعتقال لنساء وأطفال في سجون الهيئة.
وقالت المصادر، إن دورية أمنية اعتقلت الشيخ "طلحة الميسر المعروف بلقب أبو شعبيب المصري"، في مدينة إدلب، إضافة لأحد أبنائه، في حين طوقت عناصر أمنية منزله في المدينة، وقامت باقتحامه، وطلبت جميع الأجهزة الخلوية والأجهزة الخاصة به.
ويأتي اعتقال "المصري" بعد حديثه أمام عدد من الشخصيات عن صنوف التعذيب والاعتقال التي تمارسها الهيئة في سجونها، لاسيما النساء والأطفال، لاسيما في المنفردات، وعن المعاملة التي يتلقونها من قبل سجاني الهيئة، الأمر الذي اعتبرته الأخيرة أنه خرج للتعهد الذي وقع عليه "المصري" قبيل الإفراج عنه.
وتغص سجون "الأمن العام" بآلاف المعتقلين، منهم مضى على اعتقاله سنوات عديدة، ولايزال مصيره مجهول لعائلته، فيما يتم الكشف بين الحين والآخر عن تنفيذ أحكام إعدام ميدانية بحق عدد من المعتقلين بتهم الاحتطاب والعمالة، دون أن تسلم جثث أؤلئك لذويهم، في جرائم متتالية، تحاول قيادة الهيئة اليوم إنهائها من خلال تغير شكلي في الجهاز الأمني وإلحاقه بحكومة الإنقاذ المدنية.
وسبق أن نشرت شبكة "شام" الإخبارية تقريراً بعنوان (روايات صادمة عن التعذيب في سجون "هيـ ـئة تحـ ـرير الشـ ـام" وهذه أبرز أشكالها)، تطرقت فيها عما كشفته الأحداث الأخيرة المتعلقة باعتقال المئات من كوادر "هيئة تحرير الشام"، بتهم العمالة بينهم قادة بارزون، ومن ثم الإفراج عنهم، لتكشف عن استمرار النهج لدى الذراع الأمني في الهيئة، في تطبيق شتى أنواع الممارسات في تعذيب المعتقلين، حتى عناصر الهيئة أنفسهم لم يسلموا منها.
وتحدث التقرير عن روايات متعددة وصلت لشبكة "شام" عبر عدد من المفرج عنهم من كوادر "هيئة تحرير الشام" في قضية العملاء، أكدوا تعرضهم للتعذيب والإهانة بأصناف شتى، من قبل أمنيين في غالبيتهم مجهولي الهوية، خلال فترة اعتقالهم، كما كشفت المقاطع التي روجت لاستقبال المفرج عنهم من قيادات عدة، عن تعرضهم للضرب والتعذيب، وهذا ما أقره أيضاً "أبو محمد الجولاني" وقال إن هناك أخطاء حصلت في التحقيقات.
ليس الضرب والشبح وحده، والاحتجاز في ظروف غير إنسانية فحسب، بل هناك أصناف عديدة مورست بحق المعتقلين من قيادات الهيئة وعناصرها منهم قادة كبار معروفين، وفق ماقال أحد المفرج عنهم لشبكة "شام"، متحدثاً عن ضرب وتعنيف بالكرباج والشبح والسلاسل، بالتوازي مع إهانات لفظية تطعن في الدين والأعراض، وتهدد بالقتل والتنكيل حتى الموت، أو الاعتراف.
وفي تقرير حقوقي سابق، قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إن الهيئة تمكنت من ابتكار أساليب تعذيب مميزة، وسجلت 22 أسلوب تعذيب، وقد يتعرض المحتجز غالباً لأزيد من أسلوب تعذيب واحد، وزعتها الشبكة إلى ثلاثة أصناف رئيسة وهي( 13 من أساليب التعذيب الجسدي - 8 أساليب تعذيب نفسي - أعمال السخرة).
وأشارت الشبكة إلى أن "هيئة تحرير الشام" تستخدم أساليب تعذيب متعددة ضمن مراكز الاحتجاز التابعة لها، مؤكدة أنها تشابهت إلى حدٍّ ما مع أساليب التعذيب التي يمارسها النظام في مراكز احتجازه، وأن هناك تشابهاً حتى ضمن استراتيجية التعذيب التي تهدف إلى إجبار المحتجز على الاعتراف، وتتم محاكمته بالتالي بناءً على اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب.