austin_tice
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
● أخبار سورية ٣١ أكتوبر ٢٠٢٣

شرطة "الإنقاذ" تقتحم مشفى وتعتقل طبيبة في سلقين بريف إدلب

علمت شبكة "شام" من مصادر طبية في إدلب، أن عناصر من الشرطة التابعة لحكومة الإنقاذ، اقتحمت مشفى طبي في مدينة سلقين بريف إدلب، واعتقلت طبيبة من كوادر المشفى، بطريقة غير لائقة ومهينة، بناء على ادعاء باطل، دون التثبت أو التحقق قبل اتخاذ هذا الاجراء بحق مرفق طبي يقدم خدماته لآلاف المدنيين.

وقالت مصادر طبية لشبكة "شام"، إن القضية بدأت مع مراجعة سيدة حامل، تبين بعد معاينتها من قبل الطبيبة المختصة، أن الجنين قد فارق الحياة في أحشائها منذ عدة أيام، الأمر الذي يتطلب إنزال الجنين إما عبر عملية "كرتاج" أو عمل جراحي "قيصرية".

وأوضحت المصادر أن السيدة ذاتها، كانت خضعت لمعاينة وتصوير شعاعي في مشفى آخر بريف إدلب، وأكد لها أن الجنين متوفي، قبل مراجعتها مشفى سلقين المركزي صباح يوم الأحد الفائت صباحاً، ومن ثم العودة للمشفى ظهراً لذات السبب، برفقة زوجها.

ووفق مصادر "شام"، فإن الطبيبة المختصة، شرحت الحالة الطبية لزوج السيدة، وهو أحد كوادر "هيئة تحرير الشام" العسكرية ويعمل ضمن إدارة الحواجز، وأن الرجل تفهم الحالة، ووقع على ورقة بالموافقة على إجراء عملية "كرتاج" لإنزال الجنين، حفاظاً على حياة الأم كونها تعاني مع ارتفاع سكري، يجعل إجراء عملية "قيصيرية" لها أمراً خطراً.


وذكرت المصادر، أن الطبيبة المختصة في المشفى، شرحت للأب، تفاصيل دقيقة حول عملية إنزال الطفل، وأنها قد تضطر إلى فصل أجزاء من جسده في حال تعثر إنزاله، منعاً للجوء لعمل جراحي، وأن الأب أعطى الموافقة كاملة لأجراء العملية في ذات اليوم.


وبين المصدر الطبي، أن السيدة، خضعت للعملية وتم إنزال الجنين، ولكن كبر حجمه وكون السيدة مصابة بالسكري يجعل إجراء عمل جراحي قيصيرية خطراً عليها، اضطر الكادر الطبي لفصل رأسه، وأبلغت الطبيبة والد الجنين بالأمر بناء على موافقة مسبقة لاتخاذ الأجراء اللازم لإنزال الجنين المتوفي أصلاً، وسلمته جثة الجنين، ليقوم بدفنها على الفور.


وذكرت مصادر "شام" أن كادر "مشفى سلقين المركزي" فوجئ بدخول عدد من المسلحين إلى المشفى بعد ساعات المساء في ذات اليوم، بينهم قائد الشرطة التابعة لحكومة الإنقاذ في منطقة حارم، وقاموا بتوجيه ألفاظ نابية لكادر المشفى، والتعامل بطريقة وصفها المصدر بـ "التشبيحية"، متهمين الطبيبة بقتل الجنين.


وذكر المصدر، أن المسؤول في المشفى أوضح للمسلحين، أن الأب على علم بوفاة الجنين، وهو موافق على عملية إنزاله، إلا أن العناصر الأمنية رفضت الاستماع لهم، وأصرت على اعتقال الطبيبة التي قامت بإجراء العملية علماً أنها كانت في لحظة الاقتحام في غرفة العمليات، بتهم قتل الجنين، مهدداً باقتحام المشفى واعتقال الكوادر الطبية فيه.


وأشار المصدر إلى أن العناصر الأمنية، أصرت على توقيف الطبيبة وقابلتين تعملان في المشفى، وقامت بإعطائها مهلة "30" ثانية، لمرافقتهم، حيث طلبت منهم إعطائها مهلة لتبديل ملابسها، واضطرت لمرافقتهم، ليتم اقتيادها إلى أحد الأفرع الأمنية، قبل تدخل عدد من وجهاء المنطقة وتقديم كامل الثبوتيات التي تؤكد وفاة الجنين، والصور والوثائق التي وقع عليها الأب، ومقاطع الفيديو لكمرات المشفى، ليصار للإفراج عن الطبيبة بعد قرابة 3 ساعات من اعتقالها.


وأكد المصدر الطبي، أن هذا الإجراء هو اعتداء على مشفى طبي يقدم الخدمات لآلاف المدنيين، وإهانة للكوادر الطبية، وإساءة في التعامل، يتطلب محاسبة العناصر والمسؤولين الأمنيين الذين قاموا بهذا التعدي ومحاسبتهم بشكل علني، لمنع تكرار هذا الحالات التي سبق وأن سجلت في عدة مشافي طبية بريف إدلب.


وأعلن نشطاء وفعاليات مدنية، تضامنهم مع إدارة المشفى بقرارتها وقف خدماتها الطبية، احتجاجاً على هذا الاعتداء، وذلك حفاظا على كرامة العاملين في المشفى  بسبب استهتار أمني واقتحام المشفى بطريقة غير شرعية وغير قانونية وحمل السلاح بوجه الكادر الطبي.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
austin_tice

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ