الأوقاف تشدد على قدسية المساجد وتدعو لنبذ الخلاف وتوحيد الصف الوطني
الأوقاف تشدد على قدسية المساجد وتدعو لنبذ الخلاف وتوحيد الصف الوطني
● أخبار سورية ٣ نوفمبر ٢٠٢٥

الأوقاف تشدد على قدسية المساجد وتدعو لنبذ الخلاف وتوحيد الصف الوطني

أكدت وزارة الأوقاف السورية في بيان رسمي على حرمة المساجد وقدسيتها، وضرورة تجنيبها أي خلافات داخلية بين أبناء الشعب السوري، مشددة على وجوب احترام العلماء والمشايخ وطلاب العلم، وصون مكانتهم الدينية والاجتماعية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد الحلاق في بيان صدر يوم الأحد إن المساجد بيوت الله ومواطن السكينة والإيمان والهدى، داعياً إلى الحفاظ على مكانتها وقدسيتها وعدم تحويلها إلى ساحة لأي جدال أو انقسام، بحسب ما نقلت وكالة "سانا".

ودعا الحلاق جميع العلماء والمشايخ إلى التنسيق المسبق مع إدارة شؤون المساجد عند إقامة الدروس أو الأنشطة الدعوية، بما يضمن حسن التنظيم وفاعلية العمل الدعوي، ويعزز التكامل بين الجهود العلمية والإدارية في إطار من الاحترام والانضباط.

وشدد البيان على أن العلماء وطلاب العلم يحظون بمكانة رفيعة في الدين والدولة، وأن أي اعتداء عليهم أو مساس بمكانتهم مرفوض تماماً، مؤكداً أن وزارة الأوقاف والجهات الرسمية هي الجهة الوحيدة المخوّلة بمتابعة شؤونهم، وأن أبوابها مفتوحة لتلقي الملاحظات والمقترحات بروح من المسؤولية والتعاون.

وأكدت الوزارة في بيانها أهمية تأليف القلوب وتوحيد الجهود ونبذ الفرقة والخلاف، والدعوة إلى فتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا يشارك فيها جميع أبنائها في البناء والعطاء، في مناخ يسوده الاحترام المتبادل والمسؤولية المشتركة، وذلك في إطار مرحلة البناء والتمكين بعد التحرير.

ولفت الحلاق إلى أن وزارة الأوقاف تعمل على تحقيق رؤية الدولة وتوجيهات الرئيس السوري أحمد الشرع في جمع الكلمة وتوحيد الصف الوطني، وتجنيب المساجد أي خلاف داخلي حفاظاً على وحدة البلاد واستقرارها الاجتماعي والفكري.

واختتم المتحدث الرسمي تصريحه بالتأكيد على أن رسالة وزارة الأوقاف في عهد سوريا الجديدة هي رسالة الإسلام السمحة التي تقوم على الرحمة والتسامح والأخلاق الرفيعة، والسعي إلى نشر الخير والسلام في ربوع الوطن، تعزيزاً لقيم المحبة والوحدة بين أبناء المجتمع السوري.

بعد طرده من مساجد ريف دمشق.. "الشعّال" يعتذر للمكلومين والثوار
أصدر الشيخ محمد خير الشعّال بياناً عبر صفحته الشخصية على منصة "فيسبوك"، قدّم فيه اعتذاراً علنياً بعد موجة احتجاجات شهدتها بلدات عدة في ريف دمشق، رفضاً لمحاضراته واتهامات له باتخاذ مواقف رمادية خلال فترة حكم نظام الأسد البائد.

وقال الشعّال في بيانه: "عذراً لكل مكلومٍ ثائر ومرابطٍ صابر آلمه يوماً قولي أو فعلي، فما أردت إيلامهم، وهم إخواننا على العين والرأس، ولهم علينا يدٌ لا تُنسى." وأضاف: "لقد كنا نُخْرِس النظام البائد – تحت الضغط والتهديد – بما لا نرتضيه من كلمات معدودة أو لقاءات، وما كنا في ذلك إلا كالمضطر لأكل لحم الميتة."

وأوضح أن الدعاة في مناطق النظام واجهوا مخاطر كبيرة خلال الحرب، كاشفاً أن شقيقه اعتُقل، وعدداً من أقاربه قُتلوا في أقبية المخابرات، كما فُخخت سيارته وصدر بحقه قرار اعتقال من فرع فلسطين. وأضاف أنه فقد طلاباً من أنصار الثورة بين شهيد ومعتقل، وساعد كثيرين منهم على السفر لتجنب الالتحاق بجيش النظام، مشيراً إلى أنه اختار البقاء في دمشق لمواساة الناس وخدمتهم رغم المخاطر التي واجهها.

وبيّن الشعّال أن الجمعية التي أسسها خدمت آلاف الأسر المتضررة، خصوصاً من عائلات الثوار والمرابطين، كما استفاد من برامجه في تأهيل الزواج آلاف الشباب والفتيات، مؤكداً أنه لم يعلن هذه التفاصيل إلا بعد أن اضطره الظرف العام لذلك، قائلاً: "أستغفر الله من هذا البوح الذي كتمته سنوات، ولكن الضرورة ونصيحة الإخوان دفعتني إليه."

واختتم بيانه بالقول: "إن أصبت فمن الله وحده، وإن أخطأت فأستغفر الله وأتوب إليه. أبرأ إلى الله من كل جريمة ارتكبها النظام المجرم، وحاشا لله أن أكون ظهيراً للمجرمين. والشام موعودة بخير، تحتاج منا لمّ الشمل ورص الصف وتآلف القلوب، أليست هي شام الرسول صلى الله عليه وسلم؟"

ردود الفعل على الاعتذار
جاء بيان الشعّال بعد أيام من احتجاجات متتالية في ريف دمشق، أبرزها في مدينتي حرستا وقارة، حيث طُرد الشيخ من مساجد عدة أثناء محاولته إلقاء محاضرات دينية، في ظل رفض شعبي لظهور شخصيات دينية ارتبط اسمها بمرحلة النظام البائد.

وفي تعليقه على الجدل، كتب الدكتور عبد الكريم بكار منشوراً دعا فيه الشعّال إلى المصارحة والاعتذار، معتبراً أن مثل هذا الموقف من العلماء يمكن أن يسهم في "تبريد القلوب وتطييب الخواطر ورأب الصدع". وقال بكار: "لو كنت مكانه لقلت: ناصرتُ الثورة والثوّار في نطاق ظروفي، واجتهدتُ في البقاء لتحقيق مصلحة لا تتحقّق إلا بذلك، وأسأل الله أن يغفر لي ما وقع مني."

وأوضح بكار أن قول الحقّ يقتضي التمييز بين العلماء الذين جهروا بمواقفهم وهاجروا نصرة للثورة، وبين من آثروا البقاء داخل البلاد تحت سلطة النظام، مؤكداً أن جراح السوريين لم تلتئم بعد، وأن الاعتذار والاعتراف يمثلان شجاعة تُعيد الثقة وتفتح الطريق للمصالحة بعد الانقسام.

مواقف متباينة حول الشيخ الشعّال
وكان رأى الكاتب عمر إدلبي أن موقف الأهالي في ريف دمشق يأتي في سياق رفض أي نشاط لشخصيات ارتبطت بالنظام البائد، مؤكداً أن الشعّال تجاهل دعوات مراجعة مواقفه السابقة، فيما اعتبر الإعلامي علاء الدين أبازيد أن الجدل حول الشيخ لا ينفصل عن سياق أوسع يتعلق بدور العلماء خلال الحرب، مشيراً إلى أن بقاءه في دمشق قد تكون له جوانب إيجابية إذا أحسن توظيفها لخدمة المجتمع.

تاريخ من الجدل والاتهامات
ويُذكر أن الشيخ محمد خير الشعّال اتُّهم سابقاً بمساندة نظام الأسد البائد وظهر في مناسبات رسمية إلى جانب الإرهابي الفار بشار الأسد، قبل أن يُستقبل لاحقاً من قبل الرئيس السوري أحمد الشرع ضمن وفد ضم عدداً من علماء الدين. كما زاره محافظ ريف دمشق عامر الشيخ في وقت سابق، في لقاء أثار تفاعلات متباينة داخل الأوساط الدينية والشعبية.

ويُعد بيان الشعّال الأخير أول اعتذار علني يصدر عنه منذ بداية الجدل حول مواقفه من الثورة، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لإعادة بناء الثقة بينه وبين الرأي العام في الداخل السوري، ولفتح صفحة جديدة مع جمهورٍ طال انتظاره لموقف واضح وصريح من أحد أبرز الوجوه الدينية في دمشق.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ