"الشبكة السورية" تُعلن مساهمتها في بناء دعوى ضد نظام الأسد في محكمة أمريكية
قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إنها ساهمت في بناء دعوى ضد نظام الأسد في محكمة أمريكية، تتعلق بتعرض المواطن الأمريكي "عبادة مزيك" للتعذيب على يد قوات النظام السوري أثناء تواجده في سوريا في عام 2012، حيث تم اعتقاله وتعذيبه في فرع المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري في عام 2012.
وقام المدعي بتوكيل مركز العدالة والمحاسبة CJA، وفي كانون الثاني/2022، رفع مركز العدالة والمحاسبة CJA دعوى قضائية في محكمة مقاطعة كولومبيا الأمريكية ضد الجمهورية العربية السورية بهدف محاسبتها على التعذيب في مراكز الاعتقال التابعة لها، وذلك استناداً إلى قانون الحصانات السيادية الأجنبية، وذلك على اعتبار أن نظام الأسد قام بتعذيب مواطن أمريكي.
وأكدت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" المساهمة في بناء ملف الدعوة عبر شراكتها مع مركز العدالة والمحاسبة، وزودت المركز بكمٍّ كبيرٍ من البيانات والأدلة على التعذيب الممارس في فرع المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري في عام 2012، وغير ذلك من معلومات.
ولفتت إلى أن "عبادة مزيك" هو شخص واحد من ضمن قرابة 135000 ما زالوا قيد الاعتقال التعسفي من بينهم قرابة 96000 مختفٍ قسرياً، وذلك وفق قاعدة بيانات الشبكة السورية، التي تتضمن تفاصيل هؤلاء بالاسم وتاريخ الاعتقال، والجهة التي قامت بالاعتقال، وغير ذلك من معلومات.
وأوضحت الشبكة، أن جميع هؤلاء يتعرضون لتعذيب وحشي، فقد وثقنا مقتل قرابة 15038 مواطناً سورياً تحت التعذيب بينهم 94 امرأة و190 طفلاً، ونؤكد أن التعذيب الممارس من قبل النظام السوري يشكل جرائم ضد الإنسانية.
وقالت الشبكة "على الرغم من أن هذه القضية مدنية، وليست جنائية، ولا نعتقد أن نظام الأسد سوف يدفع أي تعويضات أو يرضخ لحكم المحكمة، على الرغم من ذلك، فإننا نعتقد أن رمزية كبيرة لأنها دعوى مدنية ضد الجمهورية العربية السورية التي يحكمها النظام السوري الذي يمارس أبشع أنواع التعذيب في العالم، وقد أصدرنا تقريراً وثقنا فيه 72 أسلوباً من أساليب التعذيب التي مارسها النظام السوري ضد المعتقلين".
وعبرت الشبكة الحقوقية، عن أملها أن تصدر المحكمة حكماً لصالح المدعي، وأن يشير الحكم إلى منهجية نظام الأسد في التعذيب، والقتل تحت التعذيب، وتأتي هذه الدعوى الجديدة ضد ممارسات نظام الأسد المتوحشة بحق السوريين وبحق غير السوريين في ظل توجه بعض الدول العربية لإعادة العلاقات معه وإعادته إلى الجامعة العربية، على الرغم من أن نظام الأسد لم يغير شيئاً من ممارساته المتوحشة.
وأشارت الشبكة إلى أن النظام لم يطلق سراح 135 ألف معتقل، لم يوقف التعذيب، لم يحاسب أحداً من مرتكبي الجرائم، لم يفتح تحقيقاً واحداً في مقتل مئات آلاف السوريين، وقائمة الانتهاكات تطول، وإن إعادة العلاقات معه في ظل استمرار ارتكابه للانتهاكات تعتبر بمثابة مساهمة فيها، وتشجيعاً له على الإفلات من العقاب.