النظام يقدر حصيلة حالات الانتحار في النصف الأول من العام الحالي
قدر رئيس "هيئة الطب الشرعي" لدى نظام الأسد "زاهر حجو"، تسجيل 84 حالة انتحار بينهم 72 ذكور، في النصف الأول من عام 2024 الجاري، ويزعم النظام أن الحالات ضمن الحدود الطبيعية في وقت يتجاهل الأسباب ومعالجتها.
ووفقاً لأرقام الطب الشرعي التابع للنظام، فإن دمشق وريفها تصدرت المحافظات التي شهدت حالات انتحار مع تسجيل 33 حالة، فيما سجلت أقل الحالات في الحسكة بمعدل حالة واحدة خلال الأشهر الستة الماضية.
ويعرف أن الأرقام التي يصدرها نظام الأسد تفتقر للدقة والمصداقية وحسب "هيئة الطب الشرعي" لدى نظام الأسد فإنه خلال العام الماضي بلغ عدد حالات الانتحار الكلي 146 حالة بينهم 99 ذكور، وسجلت وكانت حلب الأعلى عدداً في حالات الانتحار حينها.
هذا وتكثر الظواهر السلبية في مناطق سيطرة النظام التي يشرف عليها الأخير ويعد السبب المباشر بتزايدها، ويقدر الطب الشرعي عدد الأطفال مجهولي النسب الذين تم الكشف عنهم 2024 بلغ 19 طفلاً حتى شهر مارس/ آذار الماضي، بينما بلغ العدد العام الماضي 103 معظمهم بدمشق وحلب.
وصرح مصدر طبي لموقع موالي لنظام الأسد بأن الوضع الاقتصادي هو السبب الأساسي في معظم حالات الانتحار حيث يصنف الفقر كأحد العوامل الضاغطة بالإضافة إلى الأسباب العاطفية والخلافات الزوجية عند الإناث، بالإضافة إلى صعوبات الدراسة والرسوب عند بعض المراهقين.
ودعت الاختصاصية النفسية هبة موسى إلى إعادة التأهيل النفسي للأشخاص رغم الصعوبات والتصالح مع الأرقام الموجودة لحالات الانتحار مع التشديد على الخروج من الوصمة النفسية المرتبط بعائلة المنتحر، والتركيز على الدعم النفسي.
وأشارت في حديثها لوسائل إعلام تابعة لنظام الأسد إلى تأثير إدمان الحبوب المخدرة كحبوب الكبتاغون التي زاد انتشارها في السنوات الأخيرة بين الشباب وعلاقته بالانتحار، فالمدمن مهيأ للانتحار في أي وقت، وفق تعبيرها.
وصرح "نضال مسعود"، أخصائي الصحة النفسية، بأن من أبرز أسباب الانتحار الاكتئاب، وذكرت زميلته "آلاء علي"، أن أغلب الحالات حدثت بسبب تردي الوضع الاقتصادي وعدم تمكن الناس من مجاراة الأحداث والغلاء اليومي.
وكانت زعمت الهيئة العامة للطب الشرعي التابعة لنظام الأسد بأن سوريا الأقل عالميا في معدلات الانتحار وادعت سابقا انخفاض معدلات الانتحار، علما أنها قدرت أن عدد الحالات التي سجلت خلال من العام 2023 الماضي أكثر من 200 حالة.
ونقلت إذاعة محلية عن استشاري الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي "تيسير حسون"، قوله إن مراجعات العيادات النفسية ازدادت بشكل هائل، ولفت إلى أن هناك أطفال يعانون من الاكتئاب وأول كلمة على لسان المراجع "أريد السفر"، فيما قال إن نحو 300 ألف سوري يفكرون بالانتحار بمناطق النظام.
هذا وتعيش مناطق سيطرة النظام تصاعداً كبيراً في عدد الجرائم الجنائية التي استخدم في معظمها القنابل والأسلحة النارية، ما يعكس حالة الانفلات الأمني الكبير في مناطق النظام، ويكشف كذبة عودة الأمان التي تروج لها آلة النظام الإعلامية، وصولاً إلى تزايد التبريرات الرسمية حول هذه الظاهرة بما فيها استخدام القنابل المتفجرة.