النظام يجدد رفع أسعار الأسمدة.. مسؤول يتوقع مغادرة 50% من الفلاحين للعمل الزراعي
قرر ما يسمى بـ"المصرف الزراعي التعاوني"، التابع لنظام الأسد، رفع أسعار الأسمدة لمرة جديدة بقرار دخل حيز التنفيذ يوم الخميس الماضي، وطال القرار مادتي "يوريا، وسوبر فوسفات".
وحدد المصرف التابع للنظام، سعر طن "يوريا" بسعر 8900000 ليرة سورية، اعتباراً من تاريخ 21 كانون الأول/ ديسمبر الحالي، كما حدد سعر طن "سوبر فوسفات" بسعر 6000000 ليرة سورية.
وأعلن المصرف عن تعميمٍ جديد على فروعه، قضى فيه باستئناف بيع الأسمدة للفلاحين ولمحصول القمح حصراً وفق التعليمات المبلغة بهذا الخصوص حسب الأسعار الجديدة المعدلة.
وكانت الأسعار الجديدة كالتالي: مبيع طن سماد اليوريا 8.9 ملايين ليرة بدلاً من 8 ملايين ليرة وطن سماد السوبر فوسفات 46 بسعر 6 ملايين ليرة على أن يتم بيع هذا النوع من الأسمدة من المخزون الموجود.
وعدم بيع أي كمية من مادتي سماد السوبر فوسفات 46 بالمئة وسماد الكالينترو 26 بالمئة التي سيتم شحنها من معامل الأسمدة في حمص لحين إصدار التعليمات الجديدة حول ذلك.
وأكدت وسائل إعلام تابعة للنظام عن تهرب مسؤولي النظام في المصرف الزراعي من التصريح حول الأسباب التي دفعت لهذه الزيادة في الأسعار وهي الزيادة الثانية في أقل من شهرين وحساسية توقيتها وخطورته أنها تتزامن مع زراعة محصول القمح الإستراتيجي".
وبررت شخصيات في حكومة النظام أن أسباب زيادة الأسعار تعود لتبدلات سعر صرف الليرة خلال الفترة الأخيرة، في حين بعض المتابعين واعتبرت أن قرار رفع الأسعار له علاقة بدراسة كلف الإنتاج في معمل الأسمدة بحمص والتوافق على استجرار الكميات المتاحة في المعمل.
وتقدر تلك الكميات بنحو 15 ألف طن من اليوريا و10 آلاف طن من سماد الكونتر ونحو 2500 طن من سماد السوبر فوسفات وأن هذا الإجراء لضرورة تأمين مادة الاسمدة خلال فترات الزراعة وخاصة محصول القمح الإستراتيجي".
وكانت زراعة النظام صرحت أن حاجة محصول القمح وحده تتجاوز 100 ألف طن من أسمدة اليوريا وكل ما تم تأمينه أو التوافق على تأمينه هو إبرام عقد المقايضة مع إحدى الدول لتوريد 50 ألف طن من أسمدة اليوريا في حين ما تم توريده فعلياً حتى الآن من هذا العقد هو 10 آلاف طن فقط.
وصرح "محمد الخليف" عضو المجلس العام لاتحاد الفلاحين، لدى نظام الأسد، أن تداعيات عدم توافر مستلزمات الإنتاج الزراعي وخاصة الأسمدة والمحروقات سيكون لها أثر سلبي على الإنتاج وقدرة الفلاح على الزراعة.
وتوقع أن يغادر العمل الزراعي 50 بالمئة من الفلاحين بحال لم يتم إيجاد حلول لمشكلات الزراعة التي تسببت في ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم استطاعة الكثير من الفلاحين على مجاراة هذه التكاليف والعجز عن تأمينها وهو ما يسهم في عزوفهم عن العمل والتحول نحو مهن وأعمال أخرى وبالتالي فقدان وتراجع جزء مهم من الإنتاج الزراعي.
وكان اعتبر مسؤول في المصرف الزراعي لدى نظام الأسد أنه رغم رفع أسعار الأسمدة مؤخرا لا تزال مدعومة مقارنة مع السوق السوداء التي وصلت بها أسعار طن اليوريا لأكثر من 10 ملايين ليرة وفي بعض مناطق سيطرة النظام لـ 13 مليون ليرة.
من جانبه حذر مدير مكتب الشؤون الزراعية بالاتحاد العام للفلاحين لدى نظام الأسد في تصريح صحفي من أن قرار رفع أسعار الأسمدة للموسم الحالي ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي، سيكون له منعكسات سلبية.
هذا وأصدر "المصرف الزراعي التعاوني"، التابع لنظام الأسد خلال الفترة الماضية قراراً برفع أسعار الأسمدة بمختلف أنواعها، إضافة لتعميم باستئناف بيعها للفلاحين، فيما قال مدير المصرف إن رفع سعر الأسمدة سيساهم بتأمين المادة بشكل أكبر، وفق تعبيره، في الوقت الذي تستحوذ فيه قوات الاحتلال الروسي على موارد سوريا ومناجم الفوسفات.