المطلوب رقم واحد للأردن.. من هو "مرعي الرمثان" الذي طالته الغارات الأردنية جنوبي سوريا
أعلن نشطاء ومعرفات إعلامية عدة جنوبي سوريا، عن مقتل "مرعي رويشد الرمثان"، الذي يصنف بأنه (المطلوب الأول للأردن)، وذلك جراء غارة جوية طالت منزله في قرية الشعاب بريف محافظة السويداء فجر اليوم الاثنين 8/ أيار/ 2023.
وتشير المعلومات إلى أن "الرمثان" الذي قضى بالغارة الجوية مع عائلته، هو المسؤول الأول عن كافة عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن، وينحدر من قرية الشعاب جنوب السويداء والملاصقة للأراضي الأردنية.
ويعتبر "الرمثان"، رجل ميليشيا "حزب الله" الأول بتجارة وتهريب المخدرات في المنطقة الجنوبية، تربطه علاقة قوية مع تاجر الحشيش المعروف في لبنان "نوح زعيتر" وعلاقات واسعة مع نظام الأسد.
كما يعتبر، المسؤول الأول عن تهريب المخدرات للأردن بعد أن تم تكرر ذكره على لسان كل مهرب يتم ضبطه، ويتولى "الرمثان" مهمة تخزين المخدرات التي تصله من "حزب الله" بمساعدة المليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة.
ويعمل "الرمثان" على استقطاب شباب العشائر في المنطقة وزجهم في شبكة التهريب التي يديرها، وبحقه عشرة أحكام قضائية من محكمة أمن الدولة الأردنية والعقوبة تتراوح في كل قرار حكم بالأشغال الشاقة 20-25 عاماً، وفق ماذكرت مصادر أردنية في وقت سابق.
وكانت وردت أنباء في أواخر عام 2022 عن قيام قوات أمن النظام بإعتقال الرمثان ووضعه في السجن، إلا أن هذه الأنباء كانت كاذبة تهدف لإعطاء صورة أن النظام يحارب تجارة المخدرات وصناعتها، وأكدت مصادر في ذاك الوقت أن الإعتقال "إن جاز تسميته كذلك" قد دام لأقل من ساعة ومن ثم تم إطلاق سراحه فورا.
وفي تطور هو الأول من نوعه، شنت طائرة حربية (يعتقد أنها أردنية) اليوم الاثنين 8/ أيار، غارات جوية، استهدفت معامل لإنتاج المخدرات بريفي درعا والسويداء جنوبي سوريا، أدت لسقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال، في تطور لافت في العمليات العسكرية ضد تهريب المخدرات على الحدود السورية الأردنية.
وقال نشطاء لشبكة "شام"، إن طيران يعتقد أنه أردني، شن فجر اليوم غارة جوية استهدفت محطة لتنقية المياه في بلدة خراب الشحم بريف درعا الغربي، كما أغارت أيضا على منطقة الشعاب بريف السويداء الشرقي تسبب بسقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال.
وأكد النشطاء، أن الغارة التي وقعت في ريف درعا الغربي، استهدفت محطة تنقية للمياه، ما أدى لتدميرها بالكامل، حيث يعتقد أنها كانت مصنع لإنتاج المخدرات، ولم ترد معلومات عن سقوط أي ضحايا في الغارة.
في حين أكد نشطاء السويداء، أن الغارة التي استهدفت منزل "مرعي رويشد الرمثان"، في قرية الشعاب أدت لمقتله مع أطفاله الستة وأمهم، حيث يتهم الرمثان بالعمل في تجارة المخدرات وتهريبها.
وأوضح النشطاء، أن الرمثان يعد أحد كبار تجار المخدرات في المنطقة، ومدعوم من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد وحزب الله اللبناني، وهو المسؤول الأول عن عمليات تهريب المخدرات الى الأردن.
ونوهت المصادر، إلى أن منطقة الشعاب تعتبر نقطة تهريب وعبور للمخدرات إلى الأردن، كما أن الحدود السورية الأردنية يوجد فيها عشرات من نقاط التهريب، ويوجد على كل نقطة هناك مسؤول فيها يتبع بشكل كامل لحزب الله أو للفرقة الرابعة ونظام الأسد.
وكان قال وزير الخارجية الأردني، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن العديد من الأشخاص عانوا من عواقب الأزمة السورية بما في ذلك الأردن، مشددا على أنهم سيحرصون على القيام بكل ما يلزم للتخفيف من أي تهديد لأمن الأردن.
وأضاف "نحن لا نتعامل مع تهديد تهريب المخدرات باستخفاف، إذا لم نشهد إجراءات فعالة للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا للقضاء على هذا التهديد الخطير للغاية ليس فقط في الأردن، ولكن عبره نحو دول الخليج والدول العربية الأخرى في العالم".
وأوضح الصفدي أن "سياسة وحالة الوضع الراهن لم تؤد إلا إلى المزيد من المشاكل والمزيد من الألم والمعاناة للشعب السوري، وتهديدات متزايدة للمنطقة، بما في ذلك الأردن"، واعتبر أن جل التحرك في العالم العربي لمحاولة إنهاء الأزمة السورية سياسيا حدث على خلفية غياب جهد فعال لحل الأزمة.
في السياق، رجح الكاتب والمحلل السياسي غازي دحمان، بإمكانية التعاون بين واشنطن وعمان، في معرض تعليقه على تلويح وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، باحتمالية شن الأردن عملية عسكرية داخل سوريا في حال فشل دمشق بالإيفاء بتعهداتها بوقف تدفق المخدرات نحو دول المنطقة.
وتوقع الكاتب أن يجري تنسيق بين الولايات المتحدة والأردن من أجل تحرك عسكري يوقف تدفق المخدرات من سوريا، وذلك بموجب "قانون الكبتاغون" الذي أقرته واشنطن نهاية العام الماضي، والقاضي بمنح الجهات الأمريكية المعنية مهلة ستة أشهر للتحرك، حيث تنتهي مع نهاية شهر أيار الجاري.
وقال دحمان، لموقع "العربي الجديد"، إنه "من الممكن في حال لم يتقيد النظام السوري بتعهداته في اجتماع عمان الأخير، توجيه ضربات عسكرية أردنية أو أردنية - أميركية منسقة ضد أهداف تشمل القطعات العسكرية والأمنية والمليشياوية جنوبي سوريا المتورطة في إنتاج وتهريب المخدرات، وفي مقدمتها الفرقة الرابعة".
واعتبر دحمان، أن اجتماع عمان، وقبله اجتماع جدة الوزاري، وأيضاً قانون الكبتاغون الأميركي، "كلها تشكل منطلقات للتحرك ضد النظام، في حال لم يبذل جهوداً حقيقية لمكافحة المخدرات"، متوقعاً أن يحاول النظام خلال هذه الفترة اتخاذ بعض الخطوات "الشكلية" لإظهار جديته في التعامل مع الأمر.
واستبعد المحلل السياسي أن تتخذ دمشق في هذه المرحلة قراراً حاسماً بالسيطرة على عمليات إنتاج وتهريب المخدرات، لسببين: الأول أن هذه التجارة تدر أموالاً طائلة، والثاني أنها ورقة ضغط ومساومة مع الدول العربية، اقتصادياً وسياسياً.