الخوذ البيضاء في ذكرى تأسيسها التاسع : كانت سنة مليئة بالتحديات والكوارث التي غيرت وفرضت واقعا صعبا
الخوذ البيضاء في ذكرى تأسيسها التاسع : كانت سنة مليئة بالتحديات والكوارث التي غيرت وفرضت واقعا صعبا
● أخبار سورية ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٣

الخوذ البيضاء في ذكرى تأسيسها التاسع : كانت سنة مليئة بالتحديات والكوارث التي غيرت وفرضت واقعا صعبا

لم تكن السنة التاسعة من عمر مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عادية أبداً، لقد كانت مليئة بالتحديات والكوارث التي غيّرت معالم المنطقة وفرضت واقعاً صعباً احتاج لأعمال كبيرة تتواءم مع متغيرات الواقع واحتياجات المدنيين، وكان زلزال 6 شباط أكبر كارثة طبيعية تشهدها سوريا منذ عقود وعمّق الجراح وكسر الأرواح التي بقيت صامدة لسنوات.

وجاءت هذه الكارثة في ظل حرب مستمرة يشنها نظام الأسد وروسيا منذ 12 عاماً أدت لفجوات كبيرة في البنية التحتية والاقتصادية، ما أدى إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل في المجتمعات التي مزقتها الهجمات الممنهجة من قبل نظام الأسد وروسيا وتهجيرهم السكان، و لم يقتصر العمل على استمرار جهود الاستجابة لحالات الطوارئ فحسب، بل أدى أيضاً إلى تحول كبير في أعمال المؤسسة وتوسيع المهام والأعمال إلى ما هو أبعد من الاستجابة الفورية والطارئة للأزمات، عبر مشاريع البنية التحتية طويلة الأجل التي تهدف إلى دعم قدرة المجتمع على الصمود والتعافي.

ويحيي الدفاع المدني السوري اليوم الأربعاء 25 تشرين الأول "يوم الدفاع المدني السوري"، و يصادف هذا اليوم ذكرى الاجتماع التأسيسي الأول في مدينة أضنة التركية، في 25 تشرين الأول عام 2014، وحضره نحو 70 من قادة الفرق التطوعية في سوريا والذين كانوا يعملون منذ نهاية عام 2012، ووضع المجتمعون ميثاقاً للمبادئ الخاصة بالمنظمة لتعمل تحت مظلة القانون الدولي الإنساني، وتم الاتفاق على تأسيس مظلة وطنية لخدمة السوريين، وإطلاق اسم "الدفاع المدني السوري" عليها، وشعاره من الآية في القرآن الكريم،"ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".

وجرت العادة خلال السنوات السابقة إجراء استعراض جاهزية للفرق وقدراتها ومهاراتها في هذا اليوم، لكن هذا العام لم يتم إجراء هذا الاستعراض لتتمكن الفرق من تكريس جميع جهودها في المشاريع والأعمال الخدمية للتعافي بعد كارثة الزلزال ودعم صمود المجتمعات، وأيضاً بسبب طبيعة الظروف في شمال غربي سوريا وحملة التصعيد والقصف الممنهج من قبل قوات النظام وروسيا.

الاستجابة للزلزال المدمر في 6 شباط 20233

ضرب زلزال مدمر شمال غربي سوريا فجر 6 شباط ومع اللحظات الأولى من الزلزال أعلنت فرقنا حالة الطوارئ القصوى لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، إضافة للعمل على إزالة الأنقاض، وفتح الطرق وتسويتها، وتأمين المباني، وتجهيز مخيمات إيواء وتقديم الرعاية الطبية للمدنيين فيها، والتوعية بالتصرف السليم أثناء الزلزال.

وعملت فرق الدفاع المدني السوري ضمن خطة عمل شملت ثلاث مراحل للاستجابة للزلزال، المرحلة الأولى تتعلق بالاستجابة الطارئة وانتهت بانتهاء عمليات البحث عن ناجين وانتشال جثامين الضحايا، ونفذ برنامج الصمود المجتمعي في المؤسسة المرحلتين الثانية والثالثة من الاستجابة، وتشمل المرحلة الثانية فتح الطرقات وتأمين مخاطر الجدران الآيلة للسقوط للحفاظ على أرواح المدنيين وتسهيل عمليات الاستجابة للطوارئ وفتح شرايين الحياة التي أغلقها الركام، والمرحلة الثالثة تشمل إزالة الأنقاض وهي خطوة حاسمة نحو إنعاش المجتمعات المتضررة واستعادة البنية التحتية لبدء السكان بإعادة بناءِ حياتهم.

المرحلة الأولى: عمليات البحث وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض

وهي المرحلة التي كانت متعلقة بعمليات البحث والإنقاذ، إذ وصلت فرق الدفاع المدني السوري إلى أولى مواقع العمليات بعد نحو 7 دقائق من حصول الزلزال لتبدأ بعدها عمليات البحث والإنقاذ في بقعة جغرافية واسعة شملت 182 موقعاً ضمن 60 مجتمعاً فيها أكثر من 580 مبنى مهدم كلياً وأكثر من 1578 مبنى تهدم بشكل جزئي. واستطاع متطوعو الدفاع المدني السوري إنقاذ 2950 شخصاً من تحت الأنقاض بينما انتشلوا 2172 ضحية للزلزال.

وشارك في هذه العمليات أكثر من 3000 من كوادر الخوذ البيضاء منهم 2500 متطوع و 300 متطوعة و 200 موظف إداري، مع تعبئة كاملة للآليات الثقيلة والمعدات اللازمة، بالإضافة إلى استئجار عدد من الآليات الثقيلة من الأسواق المحلية.

كما عززت مساهمة المدنيين وسكان المناطق المتضررة من قدرة الدفاع المدني السوري على الاستجابة بشكل أفضل في ضوء التقاعس الدولي وتأخير وصول المساعدات الأممية، التي كان من المفترض أن تصل بعد الكارثة بشكل عاجل وفوري للمساعدة في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض.

المرحلة الثانية: فتح الطرق وإزالة الأسقف والجدران المعرضة للانهيار للحفاظ على أرواح المدنيين وتسهيل عمليات الاستجابة للطوارئ بعد الانتهاء من عمليات البحث والإنقاذ باشرت فرق الدفاع المدني السوري مباشرة بالمرحلة الثانية من استجابتها لكارثة الزلزال في شمال غربي سوريا، وضمن هذهِ المرحلة قامت الفرق المعنية بعمليات رفع الأنقاض وفتح الطرقات وإزالة الأسقف والجدران المعرضة للانهيار وتأمين الأبنية المتضررة للحفاظ على أرواح المدنيين وتسهيل عمليات الاستجابة للطوارئ.

المرحلة الثالثة: رفع الأنقاض والتعافي وإعادة التأهيل: أعلن الدفاع المدني السوري في التاسع من آذار عن خطة عمل شاملة لإزالة الأنقاض على نطاق جغرافي تشمل جميع المدن والبلدات المنكوبة في شمال غربي سوريا وبالتعاون مع الإدارات المحلية بما يحفظ حقوق مالكي العقارات المهدمة وممتلكاتهم، وشكّلت الخطة الشاملة التي أعلن عنها الدفاع المدني السوري لإزالة الأنقاض خطوة حاسمة ومهمة في مساعدة المجتمعات المنكوبة على التعافي من الدمار الذي خلفه الزلزال، كما تساهم هذهِ الخطوة في إصلاح البنية التحتية الأساسية والمباني والمرافق العامة المتضررة في محاولة لإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة وتسهيل عودة المدنيين إلى حياتهم الطبيعية في أقرب وقت ممكن.

إنشاء مخيمات الإيواء:

كما تضمنت عمليات الاستجابة للزلزال خدمات لوجستية عامة تساهم في تعزيز صمود المجتمع المحلي، بما في ذلك المساعدة في إنشاء وتجهيز المخيمات المؤقتة والملاجئ الجماعية لمنكوبي الزلزال، بالتوازي مع تكثيف أعمال الصرف الصحي في محاولة لتجنب كارثة تلوح في الأفق مع خطر زيادة انتشار الكوليرا في شمال غربي سوريا، والمساعدة في إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي وإزالة القمامة وتحسين إمدادات المياه.


مشاريع البنية التحتية وتأهيل الطرقات

في أعقاب الزلزال، بدأت مؤسسة الدفاع المدني السوري سلسلة من مشاريع البنية التحتية، ولم تكن هذه المشاريع تهدف إلى إعادة بناء مرافق أساسية وإعادة تأهيل طرقات وشبكات مياه وصرف صحي فحسب، بل كانت تهدف أيضاً إلى تأمين الاستقرار للسكان وكان هذا الانتقال من الاستجابة الطارئة إلى التخطيط طويل الأجل، ورغم أن المؤسسة كانت تعمل خلال السنوات السابقة على مشاريع خدمية لدعم الصمود المجتمعي والتعافي المبكر للمجتمعات، لكن الاختلاف بعد الزلزال كان كماً ونوعاً بهذه المشاريع والأعمال.

أولاً: مشاريع دعم البنية التحتية (المياه والصرف الصحي)

مشاريع الإصحاح لها نتائج بعيدة المدى من خلال ضمان الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، وتساهم في رفع مستوى الصحة العامة، وتقلل من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه، وانتهت فرقنا من مشاريع الصرف الصحي ومياه الشرب التي تنفذها خلال هذه الفترة.

ـ مشروع تنفيذ شبكات مياه الشرب والصرف الصحي في تجمعات مخيمات كفركرمين ـ الكمونة: ويعتبر أول المشاريع الخدمية التي أطلقها الدفاع المدني السوري في الفترة التي أعقبت الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في شباط الماضي، وهو الأكبر من نوعه في عمل المؤسسة بتأهيل البنى التحتية شمال غربي سوريا ويخدم نحو 7500 منزل في تجمعات مخيمات كفر كرمين ـ الكمونة، على مساحة 20 ألف متر مربع، عبر مد شبكات المياه النظيفة لكل منزل ضمن تجمع المخيمات، ويبلغ طول شبكة المياه أكثر من 50 ألف متر، إضافة لمد شبكات الصرف الصحي ويبلغ إجمالي طول الشبكة نحو 90 ألف متر.

ـ تجهيز شبكة للصرف الصحي بطول 1650 متراً على طريق سرمدا - البردقلي شمالي إدلب، يوفر المشروع خدمة الإصحاح لأكثر من 6000 مدني، كما نفذت فرقنا تمديد شبكة الصرف الصحي لمشفى منشأ حديثاً في بلدة بنش شرقي إدلب.

ـ مشروع توسيع شبكة الصرف الصحي في قرية حوار النهر قرب مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، ويأتي المشروع في إطار الجهود التي تبذلها المؤسسة لتحسين البنية التحتية وتعزيز صمود المجتمعات في شمال غربي سوريا، يبلغ طول الشبكة التي تم تنفيذها 2100 متر طولي.

ثانياً: تأهيل وتزفيت طرق المواصلات

تلعب إعادة تأهيل الطرق دوراً محورياً في دعم قدرة المجتمع على الصمود والتعافي المبكر، وإن تحسين شبكات المواصلات وتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية وتعزيز الأنشطة الاقتصادية أمر حيوي لإعادة بناء الحياة، لتحقيق نتائج هادفة ودائمة، وتساهم هذه الجهود بشكل كبير في طريق التعافي في سوريا وتضع الأساس لمستقبل أكثر استقراراً.

ـ طريق سرمدا – مفرق كفر دريان وتم بالتعاون بين الدفاع المدني السوري و مؤسسة الشام الإنسانية، ويبلغ طول الطريق 3150 متراً ونفذ الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) 70% من المشروع و مؤسسة الشام الإنسانية 30% منه، وللطريق أهمية حيوية لكونه عقدة مواصلات بين منطقة سرمدا ومناطق حارم وسلقين يستخدمه الآلاف من المدنيين يومياً للوصول إلى مناطق عملهم في ريفي إدلب الشمالي والغربي وريف حلب الغربي، وانتهى العمل بهذا الطريق بشكل كامل بما في ذلك الأرصفة والتخطيط وأعمدة الإنارة.

ـ مشروع تأهيل وتزفيت طريق الجسر الثالث وطريق عفرين كفرجنة، في عفرين بطول أكثر من 11 كم: أطلق التحالف العملياتي (المنتدى السوري، الدفاع المدني السوري، الجمعية الطبية السورية الأمريكية) مشروع إعادة تأهيل وتزفيت الطريقين ويستخدم الطريقين يومياً آلاف المدنيين للوصول من ريف إدلب ومدينة جنديرس ومدينة عفرين باتجاه مدينة اعزاز وباقي مناطق ريفي حلب الشمالي والشرقي، ويشمل المشروع إعادة تأهيل وتزفيت طريق الجسر الثالث في مدينة عفرين بطول 1650 متراً وطريق عفرين – كفرجنة بطول 9500 متراً

ويعتبر هذا المشروع واحداً من عدة مشاريع ينفذها التحالف العملياتي لإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة بسبب الحرب المستمرة منذ 12 والكوارث الطبيعية، والمساهمة في إعادة تأهيل المرافق الحيوية لتقديم الخدمات الأساسية للمدنيين على مستوى الصحة والتعليم والطرقات والمرافق العامة والخدمات المعيشية الأساسية، وخطوة مهمة ضمن مشاريع التعافي المبكر ودعم صمود المجتمعات.

وانتهى العمل في طريق الجسر الثالث بشكل شبه كامل من تزفيت وأعمدة إنارة وتخطيط، ويجري الآن وضع اللمسات الأخيرة لتجهيز حماية الجسر، وشارف أيضاً طريق عفرين كفرجنة على الانتهاء وتجري اللمسات الأخيرة فيه.

ـ مشروع إعادة تأهيل وتزفيت طريق العامود ـ سرمدا بطول نحو 5 آلاف متر: و هو طريق حيوي يخدم آلاف المدنيين في بلدة سرمدا يومياً أثناء تنقلهم وذهابهم لأداء أعمالهم اليومية وتأمين احتياجاتهم الأساسية، ويعتبر طريقاً حيوياً للوصول للخدمات الطبية كونه يخدم ثلاثة مراكز طبية (مركز الرعاية الأولية في سرمدا ومشفى الإيمان النسائي، مشفى الأمراض النفسية).

يقوم الدفاع المدني السوري بإعادة تأهيل الطريق بطول 4790 متراً وذلك بتأسيس الطريق وبمد طبقة من الأسفلت وتخطيط الطريق وتركيب أعمدة إنارة ليلاً وأرصفة من الأنترلوك وحجر رديف على جانبي الطريق، وشارف أيضاً الجزء الأكبر من المشروع على الانتهاء.

ـ شارع السوق في جسر الشغور: عملت فرقنا على إعادة تأهيل شارع السوق في مدينة جسر الشغور، من خلال رصف الطريق بالأنترلوك وتجهيز منصف تركيب إنارة في الطريق على طول 250 متراً ، وانتهى العمل بالطريق بشكل كامل، ويعد الطريق مهماً لكونه رئيسياً ومدخلاً للمدينة وذو طابع أثري وجمالي لمدينة جسر الشغور.

ـ مشروع تجهيز مدخل خاص بسيارات الإسعاف في مستشفى اعزاز الوطني شمالي حلب، لتخفيف معاناة الإزدحام في مدخل المستشفى الرئيسي بسبب كثرة المراجعين، والأعداد الكبيرة لسيارات الإسعاف الوافدة إليه في كل يوم، ولتأمين سهولة حركة سيارات الإسعاف أثناء الدخول والخروج عن طريق مدخل خاص لا يتعارض مع المدخل الرئيسي للمستشفى.

ـ ترميم مدخل مدينة إدلب الغربي: يشمل المشروع ترميم مدخل مدينة إدلب الرئيسي من جهة الغرب عن طريق أعمال الرصف والطلاء والتشجير والإنارة، بطول 1500 متراً، ما يساهم في تنظيم حركة السير وتقليل المخالفات المرورية وحوادث السير بسبب الفتحات العشوائية فيه، بالإضافة إلى تفعيل الطريق المخصص للمشاة من الجهتين، كممر آمن للمدنيين والأطفال، وإنارة الطريق ليلاً، وإضفاء منظر جمالي للمدينة، ومازال العمل مستمراً في هذا المشروع.

ـ مشروع تأهيل وتزفيت طريق القندرية ـ عين البيضا في ريف جرابلس بطول نحو 8500 متراً: أطلق الدفاع المدني السوري المشروع بالتنسيق مع المجلس المحلي في المدينة لإعادة تأهيل وتزفيت طريق القندرية ـ عين البيضا في منطقة جرابلس شرقي حلب، بطول 8500 متراً، يربط قرى جرابلس الجنوبية بين بعضها البعض، ويقع على عاتق الدفاع المدني مسؤولية تنفيذ 100% من أعمال تأهيل الطريق وذلك بإشراف فريق هندسي مختص من مكتب المشاريع الخدمية في الدفاع المدني السوري بدأ عمله في المشروع بتاريخ 21/9/2023 ومن المتوقع أن ينهي جميع أعماله بتاريخ 20/9/2024، وينفذ المشروع على ثلاثة مراحل.

ثالثاً: مشاريع دعم العملية التعليمية.

ـ مشروع بناء سور وتجهيز باحة للثانوية الشرعية في مارع: في إطار دعم العملية التعليمية وتأمين بيئة آمنة للطلاب، تنفذ فرقنا مشروعاً في "المدرسة الشرعية سابقاً" في مدينة مارع شمالي حلب، يشمل المشروع في المرحلة الأولى بناء سور للمدرسة، وفي المرحلة الثانية تسوية أرضية لباحة المدرسة ورصفها بحجر الأنترلوك، واقترب المشروع من نهايته.

ـ مشروع ترميم كلية التربية في عفرين: ويشمل مشروع إعادة التأهيل والترميم، بما في ذلك الإصلاحات الهيكلية، واستبدال المعدات المتضررة، وترميم المرافق التعليمية، وخلق بيئة تعليمية آمنة ومناسبة، إضافة لبناء استراحة للطلاب، وانتهى العمل ضمن البناء فيما لا تزال الأعمال جارية في بناء الاستراحة.

رابعاً: مشاريع المرافق عامة.

ـ أطلق الدفاع المدني السوري مشروعاً لبناء مسجد قرية الملند في ريف إدلب الغربي، بعد أن دمر زلزال 6 شباط مسجد القرية، يعتبر مشروع إعادة بناء المسجد حالةً ملحّة لأهالي البلدة الذين كانوا يؤدون الصلوات في الساحات العامة بعد دمار المسجد أثناء الزلزال وسيكون المشروع حلاً ناجعاً مع قدوم فصل الشتاء.

ـ مركز تمكين مجتمعي في جسر الشغور: يهدف المشروع إلى توفير مساحة آمنة للنساء والفتيات وتوفير مكان للتواصل الاجتماعي وبناء الشبكات الاجتماعية وتلقي الدعم الاجتماعي والتوعوي وللقيام بأنشطة تمكين المرأة لمساعدتها على تطوير الثقة والمهارات التي تحتاجها لتحقيق أهدافها ودعمها لتصبح فاعلة أكثر في المجتمع، ومن المتوقع أن ينتهي تأهيل المركز قبل نهاية العام الحالي.

خامساً: مشاريع قيد التخطيط

ويوجد مشاريع تأهيل وبناء مرافق طبية وتعليمية قيد التخطيط ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذها خلال الفترة القريبة القادمة، وتأتي هذه المشاريع بمختلف مستوياتها تحقيقاً لرؤية المؤسسة في واقع ومستقبل أفضل لسوريا والسوريين وتوفير المقومات التي تمكّنهم من التعافي سواء من الكوارث أو حرب روسيا والنظام المستمرة عليهم منذ 12 عاماً، وتلعب دوراً مهماً في طريق التعافي، ولها آثار بعيدة المدى لتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية.

تعزيز دور المرأة

تخوض النساء في سوريا معركة حقيقية سببتها الحرب المستمرة منذ 12 عاماً للحفاظ على المجتمعات ولإنقاذ الحياة، في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية قد لا تقل صعوبة عن ضغوط الحرب، في كل لحظة كانت المرأة السورية بالخطوط الأمامية، في السلم وفي الحرب، وكانت رائدة في التعليم والقيادة وبناء الأجيال، والدفاع المدني السوري يؤمن بهذا الدور الحقيقي الذي يمكّن المرأة من المشاركة في العمل والتضحية من أجل المجتمع والمشاركة بكل مجالات الحياة، ولم يقتصر عمل المتطوعات في الخوذ البيضاء على الجوانب الخدمية، وكان لهن دور مباشر في البحث والإنقاذ والاستجابة كارثة الزلزال إضافة إلى الجوانب الإدارية.

وبعد انضمام متطوعات في الخوذ البيضاء للمرة الأولى في شمال غربي سوريا، إلى فرق الذخائر غير المنفجرة (UXO) في العام الماضي ضمن اختصاص المسح غير التقني وذلك في مهمة جديدة يؤدينها في معركتهن للحفاظ على المجتمعات ولإنقاذ الحياة، تم توسيع دورهن هذا العام ليشمل فرق الإزالة، لتثبت المرأة السورية في كل لحظة أنها بالخطوط الأمامية، في السلم وفي الحرب، وكانت رائدة في التعليم والقيادة وبناء الأجيال، واليوم هي رائدة في حماية المجتمعات وإنقاذ الأرواح.

وتم توسيع عمل مراكز صحة النساء والاسرة هذا العام لتشمل للخدمات السابقة (إسعافات أولية والصحة الإنجابية ، والتمريض والضماد) لتشمل خدمات الدعم النفسي الإجتماعي، والمعالجة الفيزيائية، وخدمات الصحة المجتمعية (التوعية الصحية)، وفي خطوة لتعزيز الخدمات والوصول للرعاية الصحية، تم تفعيل خدمة المناوبات 24 ساعة في مراكز صحة النساء والأسرة خلال هذا العام.

الاستجابة الطارئة:

وفي الوقت الذي كانت فرقنا تكرّس جهودها للتعافي من آثارِ كارثة الزلزال، استمرت في الاستجابة الطارئة والأعمال أخرى واستجابت للحرائق الحراجية التي تهدد البيئة وحمت السكان في المخيمات من خطر الحرائق، وكانت حاضرة للإنقاذ في المسطحات المائية، واستمرت في إزالة مخلفات الحرب غير المنفجرة التي تهدد حياة السكان وتمنع الأنشطة الزراعية.

ولقد أدت ظروف الحرب والزلزال لزيادة الأعباء الصحية، ودعمت فرقنا فرق الإسعاف سواء عبر تدريبات متقدمة للكوادر أو عبر سيارات مجهزة، فيما تكثف مراكز صحة النساء والأسرة عملها لتخديم المجتمعات المحلية وتقديم الإسعافات الأولية ورعاية الحوامل وتقديم الرعاية الصحية للأطفال وكبار السن.

وكثفت الفرق أنشطة التوعية وركزت على طرق الإخلاء الآمن أثناء حدوث الزلازل، إضافةً لطرق الوقاية من الكوليرا واللشمانيا والأمراض الأخرى والتوعية بمخلفاتِ الحروب والحرائق.

الاستجابة للهجمات القاتلة وإنقاذ الأرواح

رغم الفاجعة التي حلت بالسوريين لم تتوقف هجمات نظام الأسد وروسيا القاتلة استجابت فرقنا لمئات الهجمات التي استهدفت التجمعات السكانية والمرافق العامة والمدارس والمساجد والمخيمات وراح ضحيتها عشرات الأبرياء أغلبهم أطفال وهددت هذه الهجمات سبل العيش وحرمت السكان من مصادر رزقهم وسببت موجات نزوح ضخمة.
واستجابت فرقنا منذ بداية العام الحالي 2023 وحتى يوم 22 تشرين الأول لـ 995 هجوماً من قوات النظام وروسيا على شمال غربي سوريا من بينها 52 هجوماً جوياً بالطائرات الحربية الروسية، أدت مجموع الهجمات لمقتل 119 مدنياً بينهم 31 طفلاً و 16 امرأةً، وإصابة 531 مدنياً بينهم 169 طفلاً و84 امرأةً.

بعد سنوات من الحرب، كنا نكافح لإعادة بناء حياتنا من جديد، ثم حدث الزلزال لكننا لم نيأس، نعلم تماماً أن الطريق ليس سهلاً وهناك الكثير والكثير من العمل لاستعادة الحياة وسبل عيش المجتمعات، سوريا بلد مدمر تماماً تحتاج لجهود كبيرة، ما تركه الزلزال من جراح، والآثار التي خلفتها الحرب تحتاج ربما لزمن يتجاوز مدة الحرب بأضعاف حتى يتم التعافي منها، في البنية التحتية والمرافق العامة والطرقات وفي الجانب الصحي، و في مجالات كثيرة ترى المؤسسة أن لها دوراً كبيراً حتى في الجانب الاجتماعي، وجانب العدالة والمحاسبة الذي لن يكون سهلاً لا سيما في ظل الدعم الروسي لنظام الأسد وتباطؤ المجتمع الدولي عن اتخاذ اجراءات حقيقية للبدء بتحقيق العدالة للضحايا، العدالة للضحايا وعدم إفلات نظام الأسد من العقاب، هي الطريق الوحيد لتعافي سوريا والسوريين وتضميد جراحهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ