"الجـ ـولاني" يحشد قواته في إدلب لرد اعتباره شمال حلب
علمت شبكة "شام" من مصادر داخل "هيئة تحرير الشام"، أن العملية الأمنية الأخيرة لـ "هيئة تحرير الشام" شمالي حلب، والتي أفضت لاعتقال القيادي "أبو أحمد زكور"، ومانتج عنا من تدخل المخابرات التركية، ومنع نقله إلى إدلب، سببت هزة كبيرة في بنية "هيئة تحرير الشام" وموقفها، وهيبتها التي اعتبرها "الجولاني" تحد كبير لنفوذه هناك.
وقالت المصادر (التي تتحفظ شام على ذكرها لدواع أمنية)، إن "الجولاني" وبعد سلسلة الاختراقات والعمليات والحملات العسكرية التي نفذها في مناطق الوطني شمالي حلب، أعطته صورة المسيطر، أمام القوى الخارجية، والفصائل المناوئة له داخلياً والحاضنة الشعبية، لكن العملية الأخيرة لاعتقال "زكور" كانت ضربة موجعة له، وهزت صورته ونفوذه.
واعتبرت المصادر، أن سياسة الهيئة التي تقوم على إخضاع الفصائل التي تتمتع بنفوذ وسيطرة شمالي حلب، عبر اختراقها، وبناء تحالفات مع "فصائل فاسدة" أخرى ضدها، كان سياسة طويلة الأمد يعمل عليها "الجولاني" لتمكين سيطرته الفعلية في المنطقة، قبل إعلانه السيطرة الكلية رسمياً على المنطقة وفرض نفسه كقائد وحيد للشمال السوري المحرر.
وقالت مصادر "شام" إن "الجولاني" مستاء من الموقف التركي الأخير، ومن تعاطي بعض المكونات التابعة للجيش الوطني، التي لم تسانده في حملته الأمنية الأخيرة، وبالتالي فإنه أوعز لقواته العسكرية والأمنية في إدلب، للاستنفار والتجهيز، في نية منه لشن حملة عسكرية ضد بعض المكونات، تستهدف الدخول لمناطق عفرين وشمالي حلب على غرار المرات السابقة في سياق "رد الاعتبار" وفق وصف المصادر.
ولفتت المصادر، إلى أن هناك تغييرات جذرية قد تطرأ على بنة المكونات العسكرية المتحالفة مع "الجولاني" شمالي حلب، بعد تمكين نفوذ "أبو أحمد زكور" الذي ظهر بأنه يتمتع بحماية تركية واضحة، وهو الذي يملك النفوذ والحضور الواسع في المنطقة، لإعادة ترتيب الاصطفاف العسكري المناوئ للجولاني هناك، وهو مايخشاه الأخير.
وسبق أن نفذت "هيئة تحرير الشام" سلسلة عمليات أمنية شمالي حلب، منها عمليات خطف طالت مؤخراً "المحامي عصام الخطيب و الشيخ أبو شعيب المصري"، علاوة عن سلسلة حملات أمنية ضد مكونات عسكرية من الجيش الوطني السوري، في محاولة إخضاعها لسيطرته بعد اختراقها وتفكيك بنيتها.
ويعتقد "الجولاني" أنه القائد الذي يستطيع إدارة المنطقة أمنياً وعسكرياً، وتقديم نفسه للدول الغربية أنه قيادي معتدل قادر على ضبط المنطقة وتنظيمها، عبر سياسة "البغي" التي بدئنا منذ الأعوام الأولى للثورة، وساعدته قوته التي تملها عسكرياً وشرعياً عبى فتاوى "سفك الدم" إنهاء عشرات المكونات العسكرية وإخضاع من تبقى، في طموح لحكم المنطقة والتفرج بها، في وقت يبقى النظام وتحرير المناطق التي خسرتها الثورة آخر اهتماماته لايخلوا الأمر - وفق متابعين - من بعض العمليات التي تنفذها الهيئة بين الحين والآخر لتسكين الحاضنة الشعبية.