"الإنقاذ" تُنذر منظمة بعد "تجاوزات" بفعالية بإدلب.. تنصل أم استجابة لشرعيي الهيئة؟!
قررت وزارة التنمية والشؤون الإنسانية في "حكومة الإنقاذ السورية" العاملة في مناطق إدلب وغرب حلب، توجيه إنذار لمنظمة بنفسج للإغاثة والتنمية، على خلفية ما قالت إنها "تجاوزات" حدثت خلال حفل رياضي في إدلب شمال غربي سوريا.
واعتبر ناشطون بأن هذا القرار جاء بعد حملة تحريض وفتاوى شرعية أطلقها رجال دين وشرعيين مقربين من هيئة تحرير الشام، عبر مواقع التواصل لا سيّما قنوات التلجرام، معتبرين أن هناك مخالفات شرعية حدثت، ونوه نشطاء على ضرورة بوجود حملات تطالب بمكافحة الفقر والظلم والفساد.
ونقلت وكالة أنباء الشام التابعة لـ "الإنقاذ"، عن مدير العلاقات العامة في وزارة التنمية والشؤون الإنسانية الأستاذ "طارق العلي"، قوله إن منظمة بنفسج تقدمت للوزارة بمشروع إقامة "أنشطة رياضية لذوي الإعاقة"
وذكر أن المنظمة أخذت الموافقة عليه أصولا كفعالية رياضية، وأثناء تنفيذ المشروع قامت بتنفيذ مهرجان احتفالي خارج تخصصها، واعتبر أن هذا المهرجان "يتطلب إجراءات خاصة وإحالة إلى الجهة المختصة في إدارة الشؤون السياسية".
وتابع أن خلال المهرجان "وقوع العديد من التجاوزات التي تخالف ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا"، وأضاف: "وجراء ما حصل تم استدعاء المنظمة وإنذارها بسبب ما حصل منها من تجاوزات"، وختم "أنه تم التوجيه بتعليق الأنشطة وإعادة ضبط مثل هذه الفعاليات".
وقاد عدد من الشرعيين المقربين من هيئة تحرير الشام، حملة إعلامية ضد ما وصفوها بمخالفات تستوجب المحاسبة ومنهم من اعتبر أن الشعلة التي ظهرت في الفعالية تشير إلى معتقدات وثنية مثل الشيخ السعودي مصلح العلياني.
الأمر الذي دفع حكومة الإنقاذ إلى التنصل من هذه الفعاليات التي كانت ستعتبرها إنجاز يضاف لها لولا حملة شرعيي الهيئة التي يبدو أنها رضخت لها، ضمن تجاذبات داخلية بين شخصيات إدارية تعمل ضمن الإنقاذ والهيئة تمت ترجمتها على شكل بيان توضيحي من قبل جهة رسمية تتبع لحكومة "الإنقاذ".
وتحت شعار (بالعزيمة نحقق المستحيل)، أقامت “بنفسج” -وهي منظمة مجتمع مدني إغاثية وتنموية- دورة للألعاب البارالمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في الملعب البلدي بمدينة إدلب بمشاركة أكثر من 330 لاعبًا بإعاقات مختلفة.
وشارك في البطولة لاعبون من كل مناطق الشمال السوري مثل جرابلس وعفرين ومناطق ريف حلب وغيرها، وأسهم ذوو الهمم بإشعال شعلة البداية وانطلاق الألعاب، كما تضمنت الدورة مشاركة نسائية، وذلك يوم الاثنين 26 من أغسطس/آب الجاري، الذي يسبق دورة باريس للألعاب البارالمبية بيوم واحد.
ويذكر أن البارالمبية هي ثاني أكبر حدث دولي متعدد الرياضات، يشارك فيه رياضيين بدرجات إعاقة متفاوتة، هذا وقال المنسق في منظمة بنفسج "إبراهيم سرميني" في حديثه لموقع الجزيرة نت إن الألعاب البارالمبية بطولة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتأتي قبل يوم واحد من انطلاق دورة الألعاب البارالمبية في باريس، وتضم 11 لعبة.