"الاتحاد العربي للتطوع" يُتوج مبادرة "مسارات" بجائزة (أفضل المبادرات التطوعية) في الوطن العربي
"الاتحاد العربي للتطوع" يُتوج مبادرة "مسارات" بجائزة (أفضل المبادرات التطوعية) في الوطن العربي
● أخبار سورية ١ فبراير ٢٠٢٣

"الاتحاد العربي للتطوع" يُتوج مبادرة "مسارات" بجائزة (أفضل المبادرات التطوعية) في الوطن العربي

نالت "مبادرة مسارات" التطوعية، المعنية بنشر التعليم المجاني في مناطق شمال غرب سوريا، جائزة (أفضل المبادرات التطوعية) على مستوى الوطن العربي، عن فئة "التعليم والقضاء على الجهل ومحو الأمية"، كأول مبادرة سورية، ضمن مسابقة ينظمها "الاتحاد العربي للتطوع" ضمن النسخة الرابعة لقلادة مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية لأفضل الأعمال التطوعية في الوطن العربي.

وأعلن "الاتحاد العربي للتطوع" عن اسماء الفائزين في النسخة الرابعة من قلادة مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية لأفضل الأعمال التطوعية في العالم، والتي ينظمها الاتحاد العربي للتطوع بالتعاون مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية بالمملكة العربية السعودية، وبرعاية جامعة الدول العربية، وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين بمصر، وصندوق الأمم المتحدة للسكان المكتب الإقليمي للدول العربية، والاتحاد من أجل المتوسط، والمعهد العربي للتخطيط بدولة الكويت.

وحظيت "مبادة مسارات" التطوعية، جائزة "التعليم والقضاء على الجهل ومحو الأمية"، كأول مبادرة سورية تحقق هذا الانجاز، ومبادرة "مسارات"، هي مبادرةٌ تطوعية غير ربحية، تهتم بنشر المعرفة عن بعد بين السوريين، وتستخدم أفضل المنصات الالكترونية لتحقيق ذلك.

وتطمح المبادرة لتقديم مفهوم جديد لنشر المعرفة دون قيود زمانية أو حدود مكانية أو مادية، عبر طرح نموذج تعليمي وتجربة تعليمية بمعايير عالمية، وكانت انطلاقتها الفعلية في السادس والعشرين من شهر كانون الأول لعام 2019، بجهود عدةٍ من المتطوعين، بعد اجتماعاتٍ واستشارات مكوكية مع المتخصصين في مختلف الجوانب المتعلقة بالمشروع من تكنولوجيا التعليم وبناء المنصات.

وصل عدد المتطوعين في المبادرة حتى اليوم إلى 150 متطوع موزعين حول العالم، ما يقارب ال 40 منهم في الداخل السوري من المعلمين والتقنيين والتربويين، وتطبق مسارات نموذج من الحوكمة ذو معايير عالمية باستشارة مختصين في المجال من أجل ضبط اختيار الكفاءات وقبول طلبات التطوع، واختيار الأكفأ في إيصال المعلومات.

وتتنوع الخدمات التي تقدمها المبادرة لتشمل مساراتٍ عدة، كمسار التعليم المدرسي، مسار الأنشطة الطلابية ومسار الإرشاد الأكاديمي، وتتهيئ المبادرة لإطلاق مسار التعليم المهني، واستطاعت الوصول لـ  16 ألف طالبِ من الأيتام والنازحين وأصحابِ الهمم والأمهات المنقطعين عن التعليم، خلال السنوات الثلاثة الماضية، وتقديم خدماتها لهم، لتمكّنهم من العودة مجدداً إلى المنظومة التعليمية، وتغيير مسار حياتهم.

كما أتاحت المبادرة قناتها على اليوتيوب لتكون وقفاً معرفياً لجميع السوريين في أي مكان وزمان، ويعد الإرشاد الأكاديمي محوراً رئيسياً في العملية التعليمية كونه يوفر العديد من التسهيلات للطلاب التي تؤثر إيجاباً في نمو الطالب معرفياً وأكاديمياً ومهنياً.

وتسعى مسارات لتغطية هذا الجانب الهام تفادياً لدخول الطالب في المتاهات العديدة وحتى لا يكون ضحية لبعض مكاتب السمسرة الربحية، ويتم في هذا المسار تقديم ندوات تعريفية وورشات عمل حول التقديم على الجامعات واختيار التخصص المناسب وصياغة الطلبات وتزويد الطلاب بالاقتراحات والنصائح التي تساهم في تحسين تحصيلهم العلمي.

كما يتم مساعدتهم في التغلب على مشكلاتهم الأكاديمية والإدارية ومعرفة ميولهم وتنمية القدرات الخاصة لكل فرد منهم وأيضاً تذليل وتحضير اختبارات القبول الجامعي إن وجدت، مع تشجيع ودعم المتفوقين والموهوبين ومساعدة المتعثرين في الارتقاء وتحسين مستواهم العلمي بالإضافة إلى السعي الحثيث للحصول على منح جامعية ما أمكن.

وقد أتاح التطور في عالم التكنولوجيا للشركات وأصحاب العمل حول العالم فرصة توظيف المحترفين عن بعد، وأهم ما يميز العمل عن بعد هو مرونته العالية في تجاوز حواجز الزمان والمكان فضلاً عن إضافته فرصاً للفئات الهشة في المجتمع.

وكانت أطلقت "مسارات"، مسار التدريب المهني الذي تطمح من خلاله لتيسير حصول الطالب ممن لم تتح له الفرصة أن يلتحق بالتعليم الجامعي على تدريب مهني يحترف في نهايته مهنة يستطيع ممارستها لاكتساب الرزق، مستعينة بكوادرها المحترفة في مختلف مجالات التعليم والعمل عن بعد وببنيتها التحتية من برمجيات وأدوات تمكنها من إدارة هذه المهمة بكفاءة.

وسيتيح هذا المسار الفرصة لأي متعلم حول العالم يطمح لتطوير مهاراته المهنية وعبر إطلاق هذا المسار تسعى مبادرة مسارات إلى تأمين تدريب احترافي لمهن عدة مع إيلاء الأهمية للمهن التي يمكن ممارستها عن بعد مثل مجالات الإعلام والتسويق والبرمجة والتصميم وغيرها، وذلك باتباع منهجية علمية توازن بين تخطيط مهني يضعه متخصصون في كل مجال للمتدرب.

متبوع بإشراف تربوي يؤديه متطوعو مسارات لمتابعة تطور المتعلم في رحلته التدريبية حتى الاحتراف تؤمن مبادرة مسارات أنها ومع كل متدرب يحترف معها مهنة فإنها تضيف فرداً فاعلاً للمجتمع وتسهم في إنشاء سوق احترافي في المهن المذكورة بين السوريين لتنمو عبر السنين وترقى بهم مستقبلاً إلى مصاف الدول الفاعلة الرائدة في هذه المجالات.

ويعد مسار الأنشطة الطلابية ركيزة أساسية لتنمية جميع جوانب شخصية الفرد الجسمية والعقلية والثقافية والاجتماعية والنفسية والفنية، وتعمل "مسارات" على أن يتيح هذا المسار البرامج والفرص العملية والأنشطة أمام الطلاب لمي يمارسوها ميدانياً أو عن بعد ( بطريقة تفاعلية أو غير تفاعلية ) وفقاً لإمكاناتهم وميولهم واستعداداتهم.

وسواء أكانت تلك البرامج مرتبطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالمنهج المدرسي، وذلك تحت إشراف وتوجيه الكادر التعليمي وبما يخدم ويحقق أهداف العملية التربوية، ويهدف هذا المسار إلى ممارسة التفكير العلمي وتنمية قدرات الطالب ومهاراته في التجديد والابتكار والتعبير عن الرأي واحترام آراء الآخرين في التعامل.

كما يهدف إلى إبراز القدرة على العمل التعاوني والتخطيط والمشاركة في توزيع العمل والمسؤوليات، إبراز القدرة على القيادة من خلال إتاحة الفرص للتلاميذ لريادة الأنشطة، وتقرير العمل اليدوي واحترام العاملين فيه والتشجيع على ممارسته.  تذوق الفن والاحساس بالجمال والمساهمة في حل مشكلات البيئة المحيطة والتفاعل معها.

أما عن مسار التعليم المدرسي، فقد تم تأسيس هذا المسار لتيسير وصول التعليم المدرسي إلى الطلاب الذين وجدو أنفسهم خارج المنظومة التعليمية على ضوء النزوح والتهجير القسري في الداخل السوري.

ويهدف هذا المسار لمساعدة طلاب التعليم بجميع مراحله مع التركيز علي طلاب الشهادة الأساسية ( الصف التاسع ) والتعليم الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي على إكمال المقررات المدرسية واجتياز الامتحانات النهائية .

وحصلت المبادرة على اعتماد من شركة ميكروسوفت 𝓜𝓲𝓬𝓻𝓸𝓼𝓸𝓯𝓽 كمؤسسة تعليمية، وعليه تم أنشاء حساب ميكروسوفت لمبادرة مسارات يتضمن باقة كبيرة من برامجها المستخدمة في العملية التعليمية .

يتم في هذا المسار شرح المقررات المدرسية من قبل الكادر التدريسي بطريقة مباشرة وتفاعلية عبر منصة التعليم الإلكتروني (teams Microsoft)، كما يقوم فريق تكنلوجيا التعليم باستخدام الدروس التفاعلية في صناعة كورسات تعليمية للمواد ترفع على منصة إدارة التعلم مما يتيح للطلاب متابعة الدروس بشكل غير متزامن ودون الحاجة لتواجد المعلم مما يتيح إيصال المعرفة والتعليم إلى أعداد أكبر من المتعلمين.

وفي 2018 اطلقت مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع الاتحاد العربي للتطوع في مملكة البحرين جائزة باسم "قلادة مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية لأفضل أعمال تطوعية" وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتطوع الذي يصادف الخامس من ديسمبر من كل عام، وتعزيزاً لمكانة القلادة الدولية تم توسيع نطاق المشاركة لتتحول من النطاق العربي الى العالمي بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين-مصر، وصندوق الأمم المتحدة للسكان-المكتب الإقليمي للدول العربية والمعهد العربي للتخطيط -الكويت.

وخلال سنوات الثورة السورية كان قطاع التعليم أحد أهم القطاعات التي تأثرت وبشكل كبير، حيث استهدف نظام الأسد وروسيا وإيران المدارس طيلة عشر سنوات، وارتكب في بعضها المجازر التي راح ضحيتها طلابٌ ومعلمون، لتتفاقم المأساة في آخر عامين، بعد الحملة العسكرية التي شنها النظام مدعوماً من روسيا وإيران، على أرياف إدلب وحلب وحماة، خلفت مئات الآلاف من النازحين الذين تشردوا في المخيمات الحدودية، والقرى والمدن الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.

ولتكتمل المأساة، كان فيروس كوفيد_19 بدأ بالانتشار في مختلف دول العالم، ومع وصوله إلى الشمال السوري، أصدرت مديرية التربية في إدلب قراراً يقضي بإغلاق المدارس، ضمن الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس، منتصف العام الماضي.

قاعدة هشّة ومحطمة بالأساس لدى طلاب المدارس في الشمال، دفعت الكثيرين للبحث عن بدائل حقيقية تنقذ ما يمكن إنقاذه من مستقبل أجيال كاملة، قد تقودها الظروف والعوامل الحالية إلى مستنقعات تنعكس سلباً على المنطقة، فكان أحد تلك الخيارات والبدائل هو المنصة التعليمية الإلكترونية عن بعد، والتي تقدم خدماتها التعليمية في المناهج المدرسة عبر مدرسين مختصين عبر الإنترنت.

وما بين الحاجة الملحة لمتابعة التعليم، والعمل على إنقاذ ما تبقى من الأجيال، كانت البداية، وفق ماقال "ياسر ياسين مدللة" مدير منصة "مسارات" التعليمية في وقت سابق لشبكة "شام"، والتي تتخذ من مدينة إدلب مقراً ومنطلقاً لعملها، في خدمة طلاب الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي، وبشكل مجاني: "مع سنوات العمل التطوعي لسوريا وأهلنا، ترسخت لديّ قناعة أن أكثر مشاكلنا سببها الجهل. فأولى أولوياتنا يجب أن تكون في محاربته".

وأضاف "مدللة" الذي يقيم في المملكة العربية السعودية، في حديث سابق لشبكة "شام": "ومع طبيعة عملي والتجارب التي خضتها في الغربة، فكرت أن حجم الاحتياج الضخم في المناطق المنكوبة لا يحله إلا جلب الخبرات السورية من كل مكان، وتوجيهها لمن يحتاجها، فولدت فكرة منصة معرفية تقدم فيها أنواع المعارف التي يحتاجها الفتى أو الفتاة، ويسهم في صناعتها المحترفون السوريون من كل أصقاع الدنيا وتحفظ المعرفة فيها وقفاً عنّا جميعاً ١٠٠ عام أو تزيد".

فانطلقت الفكرة لتصبح واقعاً، اعتمد خلالها الفريق على دعم المغتربين السوريين الذين يحملون هم أهلهم في الداخل، يقول مدللة حول هذا الموضوع: "تؤمَّن التعويضات المالية للمعلمين ووسائلهم التعليمية من اسهامات المغتربين السوريين المؤمنين بالفكرة وواجبهم تجاه أهلهم".

وحظيت المنصة بمتابعة واسعة من قبل الطلاب والمهتمين بالشأن التعليمي والتربوي، فقدمت خلال ما يزيد عن عامين، دروساً تعليمية خاصة بطلاب الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي، إضافة إلى دروس تربوية وإرشادات ونصائح هامة، يحتاجها الجيل المتعلم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ