"العدالة والتنمية": نحن مع وحدة أراضي سوريا وإرادة شعبها ونعمل على خطة لدعوة الأسد
قال "عمر تشيليك"، المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، إن أنقرة مع وحدة الأراضي السورية وإرادة الشعب السوري، لافتاً إلى أنه يتم العمل على تحديد خطة واضحة لدعوة الإرهابي "بشار الأسد" للقاء أردوغان.
وأضاف "تشيليك" في مؤتمر صحفي عقب اجتماع قيادة الحزب برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "حتى الآن لم يقدّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعوة بشار الأسد، والزمان والمكان غير محددين بعد، ويتم الآن العمل على تحديد خطة واضحة لذلك".
وأوضح تشيليك: "نحن مع وحدة الأراضي السورية، وإرادة الشعب السوري، ولا نطمع بأي جزء من الأراضي السورية"ـ مشيرا إلى أن "وجود الجيش التركي في الشمال السوري ليس تهديدا لوحدة الأراضي السورية، بل لمنع تشكل دولة "إرهابستان" عند حدودنا".
وتابع قوله: "هناك من قيّموا مسارات جنيف وأستانا، أحدها بديل للأخرى، ولكننا نرى أنها مسارات يكمّل بعضها بعضا، ولذلك دعمنا المسارين في جنيف وأستانا، وساهمنا في لقاءات المعارضة السورية مع النظام"، على حد وصفه.
ولفت المتحدث إلى أنه "بعد بدء الحديث عن مرحلة تطبيع العلاقات مع سوريا، بدأت تحركات الاستفزازات من بعض الأطراف، في تركيا وسورية، ونحن أعطينا الجواب اللازم ورددنا على من قاموا بالاستفزازات".
وسبق أن كشف "هاكان توبكورولو" نائب رئيس حزب "الوطن" التركي، عن مساع تبذلها استخبارات دولية لتدبّير استفزازات تهدف لمنع اللقاء المحتمل بين الرئيس رجب طيب أردوغان والإرهابي "بشار الأسد"، ومنع التطبيع بين أنقرة ودمشق.
وقال توبكورولو لوكالة "نوفوستي" الروسية: "تقوم أجهزة استخبارات عدد من الدول باستفزازات تستهدف تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، ولا سيما اللقاء المحتمل بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، وبشار الأسد"، دون أي تفاصيل إضافية.
وفي آخر تصريحاته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات يوم الأحد 7 تموز 2024، إن بلاده ستوجه دعوة الى الإرهابي "بشار الأسد" لزيارة تركيا، لافتاً إلى أنها قد تكون في أي لحظة، آملاً أن تعود العلاقات التركية - السورية إلى ما كانت عليه في الماضي.
وأوضح أردوغان، أن بوتين لديه مقاربة بشأن اللقاء مع الأسد في تركيا ورئيس الوزراء العراقي لديه مقاربة، مضيفاً "نتحدث هنا عن الوساطة فما المانع منها مع جارتنا"، لافتاً إلى أنه بمجرد اتخاذ الأسد خطوة لتحسين العلاقات مع تركيا سوف نبادر بالاستجابة بشكل مناسب.
وكان قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات له يوم الجمعة 5 تموز 2024، إنه "من الممكن أن نقوم بتقديم دعوة لكل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبشار الأسد، لعقد لقاء مشترك".
وأضاف أردوغان في تصريحات له خلال عودته من كازاخستان إلى تركيا: "إذا زار الرئيس بوتين تركيا من الممكن أن تبدأ مرحلة جديدة مختلفة"، وتابع: "دائما مددنا يد الصداقة إلى جارتنا سوريا، وسنواصل ذلك.. ونقف إلى جانب سوريا التي تتعاضد على أساس عقد اجتماعي جديد عادل وشامل"، مؤكدا على أنه "لم ولن نسمح أبدا بإنشاء كيان إرهابي بسوريا في منطقتنا".
ولفت أردوغان إلى أن "رياح السلام التي ستهب على سوريا، ومناخ السلام الذي سيعم جميع أنحاء سوريا، ضروريان أيضا لعودة ملايين الأشخاص إلى بلدهم"، وكانت ذكرت صحيفة Turkiye مؤخرا "أنه من المحتمل عقد أول لقاء بين أردوغان والأسد منذ 13 عاما في روسيا أو العراق أو إحدى دول الخليج".
وسبق أن كشف "فيدانت باتيل"، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، عن أن واشنطن أبلغت أنقرة، بموقفها من إقامة محادثات مع نظام الأسد، مشددة على ضرورة أن يتركز على اتخاذ خطوات لتحسين وضع حقوق الإنسان والوضع الأمني لجميع السوريين، وأن على النظام التعاون في العملية السياسية المنصوص عليها في القرار الأممي (2254).
وقال المتحدث في إحاطة صحفية، إن موقف الولايات المتحدة واضح، ولن تطبع العلاقات مع النظام في غياب تقدم حقيقي نحو حل سياسي لـ "الصراع الأساسي"، وذكر أن بلاده كانت واضحة مع شركائها الإقليميين بما في ذلك تركيا في أن "أي تواصل مع النظام السوري يجب أن يتركز على ضرورة اتخاذ خطوات موثوقة لتحسين الوضع الإنساني وحقوق الإنسان والوضع الأمني لجميع السوريين".
وترفض الفعاليات المدنية والأهلية عامة في عموم المناطق المحررة بسوريا، أي شكل من أشكال التقارب أو التطبيع مع نظام الأسد، ورفض أي إملاءات دولية عليها سواء كانت تركية أو غيرها، من شأنها أن تقوض حراكها وتدفعها لأي شكل من أشكال المصالحة مع النظام، تحقيقاً للمشروع الروسي، وإعطاء الشرعية لمجرم الحرب "بشار"، لاسيما أن قوى المعارضة باتت محسوبة على تركيا، وبالتالي فإنها تسيطر على قرارها وقد تلزمها اتخاذ خطوات ترفضها الحاضنة الشعبية عامة.