على "مقاعد من الطين".. تحديد "المرحلة الابتدائية" كنهاية للتحصيل العلمي بـ "الركبان"
أفادت مصادر إعلامية بتدهور القطاع التعليمي في مخيم "الركبان" المحاصر الواقع على الحدود السورية الاردنية، حيث أكدت أن امتحانات التخرج في المخيم تنتهي في الصف السادس الابتدائي، مع تعذر استكمال الدراسة.
وتشير تقديرات إلى خضوع أكثر من 1200 طالب وطالبة، موزّعين على خمسة مدارس في الركبان، لامتحانات الفصل الدراسي النهائي الحالي وسط ظروف تعليمية قاسية، ومصير مجهول للطلاب الذين أنهوا المرحلة التعليمية الأولى، حسب شبكة "حصار".
ولفتت الشبكة المحلية خلال وصف واقع التعليم في المخيم إلى أن ضمن المخيم تنتشر مقاعد الطين ودفاتر دون طاولات، الأسئلة تكتب على السبورة دون أوراق مطبوعة أيضاً، هو كل ما يملكه طلاب الركبان من تجهيزات لحضور امتحاناتهم.
ويرافق ذلك شعور بعدم الجدوى إذ ينتهي التحصيل العلمي في مخيم الركبان مع تجاوز الطلاب امتحانات الصف السادس لعدم وجود مدارس إعدادية أو ثانوية في المخيم، ما يفقد الطلاب حقهم الأساسي في التعلم، ويوجههم إلى تعلم مهن يدوية شاقة.
وقالت "سنا"، وهي طالبة في الصف السادس إنها تحب إكمال دراستها لكن ذلك ليس متاحاً في المخيم، وتضيف “بعد استلام نتيجتي سيكون مصيري تعلم أعمال البيت من طبخ ومسح وغسيل، جميع هذه الأشياء أنا أتقنها من مساعدتي لوالدتي، وهي لا تحول دون إكمالي لدراستي إن توفّرت الظروف وتحقق حلم الطلاب بوجود مرحلة إعدادية.
وذكرت أن يكون مصيرها الزواج المبكر، مثل غيرها من طالبات المخيم اللواتي وجدن أنفسهن زوجات وأمهات بعد أن حدّد غياب المدارس مصيرهن، وليس حال الطلاب الذكور أفضل من الإناث، يقول أبو محمد، أب لأربعة أطفال في سن الدراسة.
وقالت إنه وبعد تجاوز ابني محمد الصف السادس منذ سنتين، لم يكن ضمن الخيارات إكمال دراسته لعدم توفر المدارس الإعدادية، هو الآن يعمل في صب طوب الطين والبناء، أشفق عليه من ذلك، ولكن ليس باليد حيلة، ولا خيارات أخرى متاحة.
وأشارت إلى أن مصير محمد لن يختلف عن مصير أخيه الأصغر، والذي تجاوز الصف الخامس الابتدائي، يقول والده، إن لم يسعف المخيم بحلول عاجلة وتتبنى المؤسسات الدولية التي تعنى بالتعليم هؤلاء الطلاب وتوفير ما يلزمهم من مدارس ومناهج وكوادر تعليمية.
وأضافت، لكن "الحال على حاله منذ وطئنا أرض المخيم، ولا يبدو أن هناك من يرغب بتحسين حياة هؤلاء الطلاب وإعطائهم حقهم المكفول بالتعليم"، وتوقف التحصيل العلمي بعد المرحلة الأولى، أكبر مشكلات الطلاب في مدارس مخيم الركبان المحاصر.
ولكن مشكلات أخرى تعترض طريق الطلاب والكوادر التدريسية، بسبب غياب الدعم الدولي، وقلّة الدعم المحلي، وغياب المناهج والكتب والقرطاسية، كذلك الألعاب والأنشطة والتدفئة والتبريد في صحراء متقلبة المناخ، أيضاً المقاعد والسبورات وكل ما من شأنه أن يرفع سوية التدريس من وسائل تعليمية.
وقبل أيام نفذ عدد من قاطني مخيم الركبان وقفة احتجاجية من أجل تحسين الأوضاع المعيشية و دخول المساعدات الإنسانية إلى المخيم، وعلاوة على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية يعيش المخيم أجواء جوية صعبة تتمثل بالغبار والحر الشديد نظرا إلى طبيعة المنطقة الصحراوية.