اعتقالات تطال شيوخ وأطفال.. ميليشيا "قسد" تواصل التنكيل بالأهالي شرقي ديرالزور
اعتقالات تطال شيوخ وأطفال.. ميليشيا "قسد" تواصل التنكيل بالأهالي شرقي ديرالزور
● أخبار سورية ١٩ مارس ٢٠٢٤

اعتقالات تطال شيوخ وأطفال.. ميليشيا "قسد" تواصل التنكيل بالأهالي شرقي ديرالزور

وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، اليوم الثلاثاء 19 آذار/ مارس، اعتقال 9 مدنيين من عائلة واحدة بينهم طفلان، من قبل ميليشيات "قسد"، فيما أكد ناشطون في المنطقة، استمرار انتهاكات وجرائم "قسد"، ضمن السياسة الانتقامية رداً على انتفاضة العشائر ضدها في آب 2023 الفائت.

ولفتت الشبكة الحقوقية إلى أن "قسد"، داهمت منزل في حي اللطوة في بلدة ذيبان، واقتادتهم إلى جهة مجهولة يوم أمس، وأشارت إلى أنه لم يتم إبلاغ أحد من ذويهم باعتقالهم، وتمّ مُصادرة هواتفهم ومنعهم من التواصل مع ذويهم.

وطالبت بتعويض الضحايا وذويهم مادياً ومعنوياً، وإيقاف كافة عمليات الاحتجاز التعسفية التي تهدف إلى نشر الرعب بين أبناء المجتمع وابتزاز الأهالي، كما نُطالب بالكشف عن مصير الآلاف من المُختفين قسرياً من قبل قوات سوريا الديمقراطية.

وفي سياق موازٍ، أكدت شبكة "نهر ميديا"، المحلية إلى أن من بين المعتقلين رجلين مسنين، وأشارت إلى أنّ المعتقلين لديهم أقارب مع مقاتلي العشائر بالشامية وتمت مداهمة منازلهم بحثاً عناصر مقاتلي العشائر، وعندما لم تجدهم "قسد" اعتقلت أقاربهم.

وعلاوة على القبضة الأمنية والاعتقالات التعسفية والانتهاكات بالقنص والقصف وزع الألغام، تضييق "قسد" الخناق على السكان من خلال تعمد تعميق الأزمات الاقتصادية وانعدام الخدمات، وصادرت "قسد" دراجات نارية في سوق القهاوي ببلدة أبو حمام شرقي ديرالزور، واستهدفت بالأسلحة أشخاص هربوا من الدورية.

إلى ذلك احتجز عناصر من ميليشيات "قسد" بقيادة حمد الدانا المتمركزين في حاجز الري ببلدة الجرذي بريف ديرالزور الشرقي قطيع من الأغنام، بعد أن شردت، ورفضوا إرجاعها إلا بدفع 300 ألف ليرة سورية لهم، وتفرض "قسد" إتاوات مقابل عدم ملاحقة السكان لا سيما ممكن يعبرون على نقاط التفتيش.

ميدانياً، استهدف عناصر من ميليشيات "قسد"  المتمركزين على ضفة نهر الفرات في مدينة الشحيل بالأسلحة الرشاشة منازل المدنيين في بلدة بقرص على الجانب الآخر بمن النهر بحجة وجود تحركات لمقاتلي العشائر في المنطقة، كما قصفت مناطق سكنية بقذائف الهاون، وسط نشوب مواجهات قرب جسر مدينة الميادين شرقي ديرالزور.

وذكرت مصادر أن القذائف التي أطلقتها قسد سقطت في محيط مدرسة "عبد المنعم رياض" ومحيط شارع الكورنيش ومحيط مدينة الميادين شرقي ديرالزور، فيما ردت ميليشيات الأسد بقصف بواسطة قذائف الهاون طال عدة مواقع في الضفة الأخرى من نهر الفرات شرقي ديرالزور.

وتشهد مناطق نفوذ ميليشيات "قسد"، في دير الزور تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات المسلحة من قبل مقاتلي العشائر خلال الأيام الأخيرة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وسقوط ضحايا مدنين وتضرر ممتلكات الأهالي ، وازدادت حالة الفوضى والفلتان الأمني في المنطقة.

فيما قتل عنصر من "قسد" في هجوم لمسلحين مجهولين على سيارة عسكرية بالقرب من بلدة الحريجية في ريف دير الزور الشمالي، وتم استهداف مواقع عسكرية لقوات قسد بالأسلحة الرشاشة في بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي.

وطالت هجمات مناطق سيطرة قسد في مدينة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، واستهداف سيارة عسكرية في حي اللطوة، وسيارة أخرى تقل قيادي في قسد على طريق حاوي- ذيبان.

وتم استهداف حاجز الري التابع لقوات قسد بالأسلحة الرشاشة على أطراف مدينة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، قصف قوات سوريا الديمقراطية بقذائف الهاون مدينة السيال على الضفة الأخرى لنهر الفرات، مما أدى إلى تضرر منازل مدنية في قرية القرية.

وتشهد محافظة دير الزور استمرارا لحالة الفوضى والفلتان الأمني، حيث تكررت الأحداث الأمنية في مختلف أنحاء المحافظة وقالت مصادر إن مجموعة مسلحة، مكونة من 6 أشخاص، اقتحمت مبنى البلدية في الباغوز في ريف دير الزور الشرقي.

وقامت المجموعة بتخريب محتويات البلدية وأخذت أجهزة الإنترنت والحاسوب، وقامت بتقييد الحراس والاستيلاء على أسلحتهم قبل أن تغادر المنطقة إلى جهة مجهولة، واستهدف صهريجا لنقل المحروقات تابع لقوات قسد على طريق التحويلة قرب بلدة محيميدة غربي ديرالزور مما أدى لتدمير الصهريج.

وتُعد هذه الأحداث مؤشرًا على استمرار حالة الفوضى والفلتان بديرالزور، الأمر الذي يُنذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية، حيث باتت الاشتباكات والاقتحامات ظاهرة شبه يومية، وتُشكل هذه الظاهرة تهديداً خطيراً على أمن واستقرار المنطقة، وتُعيق عودة الأهالي إلى حياتهم الطبيعية.

وتُطالب الفعاليات المحلية بضرورة التدخل لوقف هذه الظاهرة ووضع حد للانتهاكات التي تُمارس ضد المدنيين، ويعيش السكان في خوف دائم من العنف والفوضى، وتفتقر المنطقة إلى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، وينتشر الفساد في جميع أنحاء المنطقة.
 
يتطلب تدارك هذه الأوضاع المتدهورة تدخلاً دولياً فعّالاً لحل الأزمة السورية بشكل شامل، وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، وتشير الأمم المتحدة قوات قسد تنتهك القانون الإنساني الدولي ضمن انتهاكات ترقى لجرائم حرب "قتل و نهب واعتقال تعسفي وتجنيد الأطفال وتقييد الصحافة".

وتقول معرفات تتبع للعشائر العربية في المنطقة، إنه من المؤكد عدم الوثوق بميليشيات "قسد"، وهي عبارة عن عصابات إرهابية تديرها قيادات من جبال قنديل، وتعمل على فرض قوتها على حساب خيرات المنطقة، وتفرض مشروعها الخاص، الذي يخالف العرف والدين، كما تعمل على خلق الفتن بين العشائر من أجل أضعاف هذا المكون القبلي العربي ويساعدهم بذلك بعض المنتفعين من أبناء ووجهاء المنطقة.

هذا ويُشير تصاعد هجمات العشائر إلى تنامي الرفض الشعبي لوجود "قسد"، في المنطقة، وسط عجزها عن بسط الأمن والسيطرة على الفوضى والفلتان الأمني، ويذكر أن "قسد"، رفضت الاستجابة لمطالب الأهالي بتفعيل دورهم بإدارة المنطقة والاستفادة من مواردها، فيما يُثير استمرار هذه الأوضاع مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، وازدياد حدة الصراعات وتوسع رقعة الفوضى التي استغلتها أطراف عدة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ