
وسط نقص المدارس المؤهلة.. قلق متزايد في ريف إدلب الجنوبي على مستقبل الطلاب
يشعر الأهالي في ريف إدلب الجنوبي بقلق عميق تجاه مستقبل أبنائهم الدراسي، لا سيما في القرى والبلدات التي لم تشهد أي عمليات إصلاح للمدارس، حيث أدى الدمار الكبير الذي لحق بالمؤسسات التعليمية خلال سنوات الثورة السورية إلى حرمان الطلاب من حقهم الأساسي في التعليم.
مخاوف الأهالي من تدهور العملية التعليمية
أشار أبناء المنطقة إلى أن وضع المدارس يمثل أحد أبرز العقبات التي واجهوها بعد العودة إلى قراهم، خاصة مع انطلاق العام الدراسي، موضحين أن هذه الظروف دفعت عشرات العائلات إلى رفض العودة إلى بلداتها خوفاً على مستقبل أبنائها التعليمي، مفضلين البقاء في المخيمات والمدن المجاورة.
وأكدوا أنهم وجهوا نداءات استغاثة متكررة عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية على أمل الحصول على استجابة سريعة لإنقاذ مستقبل الطلاب قبل فوات الأوان.
نداءات استغاثة من قرية الدير الغربي
تعد قرية الدير الغربي الواقعة جنوب مدينة معرة النعمان من أبرز القرى التي تفتقر بشدة إلى مدارس مؤهلة للعملية التعليمية، إذ ناشد الأهالي عبر منصات التواصل الاجتماعي الجهات المعنية ضرورة ترميم المدارس فيها مع انطلاق العام الدراسي، في ظل غياب أبسط المقومات اللازمة لعودة الطلاب إلى صفوفهم.
نقص حاد في المستلزمات التعليمية
لا تقتصر احتياجات المدارس في قرية الدير الغربي على الترميم فقط، بل تشمل نقصاً حاداً في المستلزمات الأساسية للعملية التعليمية، حيث أفاد مدرسون من داخل القرية بأن عدد المقاعد المتوفرة لا يكفي لاستيعاب الطلاب، كما أن السبورات قليلة ومياه الشرب غير متوفرة داخل المدارس، ما يزيد من صعوبة استمرار العملية التعليمية بشكل آمن وسليم.
تأخر في انطلاق العام الدراسي ببعض القرى
بينما لا تزال بعض القرى تفتقر لأي عمليات تأهيل، تشهد قرى أخرى أعمال ترميم للمدارس أدت إلى تأخر انطلاق العام الدراسي فيها، فعلى سبيل المثال تشهد قرية كفر سجنة أعمال ترميم لأربع مدارس بحسب ما أكده مصطفى العبدالله مدير المجلس المحلي في القرية في تصريح خاص لشبكة شام، موضحاً أن إحدى المدارس أصبحت شبه جاهزة، إلا أن التأخير في إنجاز الترميم قد يؤدي إلى تأخر دوام الطلاب لمدة قد تصل إلى شهر.
جهود حكومية لترميم المدارس
كانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت في وقت سابق عن الانتهاء من ترميم وإعادة تأهيل 531 مدرسة في مختلف المحافظات، من بينها 205 مدارس في محافظة إدلب وحدها، كما أوضحت أنها تعمل حالياً على ترميم 676 مدرسة أخرى منها 267 مدرسة في إدلب أيضاً، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتحسين واقع التعليم وتوفير بيئة مدرسية مناسبة للطلاب.
ينتظر أبناء القرى في ريف إدلب الجنوبي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لترميم المدارس، إذ تؤكد العائلات أن المؤسسات التعليمية الحالية لا تكفي لاستيعاب جميع الطلاب، مشددين على حق أبنائهم في متابعة دراستهم بكرامة واستقرار.
التربية تكشف عن أكثر من 7000 مدرسة مدمرة في سوريا وتطلق خطط ترميم واسعة
أكدت وزارة التربية والتعليم السورية وجود أكثر من سبعة آلاف مدرسة مدمرة في عموم البلاد، مشيرةً إلى تحديات كبيرة تواجهها مع بداية العام الدراسي الجديد 2025 – 2026 في تأمين بيئة تعليمية مناسبة للطلاب.
تحديات كبرى مع بداية العام الدراسي
أفاد مدير الأبنية المدرسية في وزارة التربية محمد الحنون بأن الوزارة تواجه مع بداية كل عام دراسي ضغوطاً إضافية تتمثل في ضيق الوقت وصعوبة الظروف، ما يفرض تحديات كبيرة لتأمين مقاعد كافية وبيئة تعليمية مناسبة للطلاب، لافتاً إلى أن أكثر من سبعة آلاف مدرسة لا تزال بحاجة إلى تدخل عاجل في إدلب وريفها، وريف حماة، ودرعا، ودير الزور، وريف حلب الجنوبي، وحمص، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا”.
حاجة عاجلة لإعادة تأهيل المدارس
أوضح الحنون أن نحو 60 بالمئة من المدارس القائمة حالياً تحتاج إلى إعادة تأهيل بسبب الأضرار أو التقادم، بينما ما تزال العديد من المدن والقرى تفتقر إلى مدارس نتيجة التدمير الذي طال البنية التحتية خلال السنوات الماضية.
وشدد على أن مسؤولية إعادة تأهيل المدارس لا تقع على عاتق وزارة التربية وحدها بل تستوجب جهداً وطنياً مشتركاً يضم الوزارات المعنية والجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية والمجتمع المحلي، مؤكداً أن التعليم حق أساسي لكل طفل سوري ويجب العمل على ضمانه بكل الوسائل.
إنجازات الوزارة في أعمال الترميم
وأعلنت وزارة التربية والتعليم السورية الاثنين الماضي الانتهاء من ترميم نحو 531 مدرسة مع بداية العام الدراسي 2025 – 2026، مضيفةً أن نحو 676 مدرسة ما زالت قيد الترميم، حيث توزعت أعمال الترميم على 38 مدرسة في ريف دمشق، و61 في دمشق، و16 في حمص، و28 في حماة، و40 في طرطوس، و14 في القنيطرة، و35 في دير الزور، و17 في اللاذقية، و34 في حلب، و25 في درعا، و18 في السويداء، و205 مدارس في إدلب.
المدارس قيد الترميم وتوزعها الجغرافي
بيّنت الوزارة أن المدارس التي ما زالت قيد الترميم تتوزع على 66 مدرسة في ريف دمشق، و39 في دمشق، و40 في حمص، و49 في حماة، و7 في طرطوس، و3 في القنيطرة، و25 في دير الزور، و19 في اللاذقية، و117 في حلب، و38 في درعا، و6 في السويداء، و267 في إدلب، وتشمل أعمال الترميم المدارس المتضررة بأضرار خفيفة أو متوسطة أو كبيرة إضافة إلى تجهيز المرافق الصحية.
مبادرات لتأهيل المدارس المدمرة
أشارت الوزارة إلى أنها تواصل إطلاق مبادرات لإعادة تأهيل المدارس المدمرة في سوريا، في إطار خطة شاملة لتحسين البيئة التعليمية وضمان حق التعليم لجميع الأطفال، مؤكدةً أن هذه الجهود تأتي استجابة للأوضاع الإنسانية والاحتياجات المتزايدة للقطاع التربوي في البلاد.