وزارة الطوارئ تنعي أحد كوادرها أثناء إزالة مخلفات الحرب بريف حماة
نعت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث في الحكومة السورية، يوم الثلاثاء 16 كانون الأول، الشاب يوسف المحمد، أحد كوادر فرق إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، الذي قتل جراء انفجار قنبلة عنقودية أثناء أدائه واجبه الإنساني في قرية كفرالطون قرب الشيحة بريف حماة الشمالي الغربي.
وينحدر المتطوع "يوسف المحمد" من بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال، وقد تطوّع في فرق إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري منذ نحو عشر سنوات، كرّس خلالها حياته لحماية المدنيين وتجنيبهم أخطار الألغام والذخائر غير المنفجرة التي ما زالت تحصد الأرواح في مختلف المناطق السورية.
وتأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة من الانفجارات الدامية التي شهدتها عدة محافظات منذ مطلع شهر كانون الأول الجاري، حيث استشهد طفل وأصيب طفلان آخران جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قصف سابق لنظام الأسد وحلفائه، أثناء لعبهم في الأراضي الزراعية ببلدة تلمنس في ريف إدلب ونقلت فرق الطوارئ في الدفاع المدني السوري جثمان الطفل إلى ذويه، فيما أسعف الأهالي الطفلين المصابين إلى مستوصف معرة النعمان.
وفي ريف حماة الشمالي الغربي، أُصيب شاب بجروح خطيرة إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في منطقة المشاريع قرب بلدة الزيارة في سهل الغاب، كما شهد ريف حلب الجنوبي حادثة مأساوية أخرى تمثلت باستشهاد طفل وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة نتيجة انفجار قنبلة عنقودية في قرية بياعية الدنش، حيث عملت فرق الدفاع المدني على إسعاف المصابين ونقلهم إلى مشفى إدلب الجامعي لتلقي العلاج ولاحقًا، توفي طفل ثانٍ متأثرًا بجراحه، ليرتفع عدد ضحايا الانفجار إلى شهيدين من الأطفال وإصابة طفلين آخرين بجروح خطيرة.
وفي حادثة أخرى، أُصيب مزارع بجروح جراء انفجار قنبلة عنقودية أثناء عمله في أرضه الزراعية ببلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي، حيث استجابت فرق الدفاع المدني وقدمت له الإسعافات الأولية قبل نقله إلى أحد مشافي مدينة حماة لتلقي العلاج اللازم.
وتؤكد هذه الحوادث المتكررة أن مخلفات الحرب، من ألغام وذخائر غير منفجرة، ما تزال تشكل خطرًا كبيرًا على حياة المدنيين، ولا سيما الأطفال والمزارعين، كما تعيق الأنشطة اليومية للسكان وتعرقل عودة الأهالي إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية في مساحات واسعة من سوريا.
ومع بدء المزارعين تجهيز أراضيهم للموسم الشتوي، تكثّف فرق إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري عملها لتأمين الأراضي الزراعية وحماية الأرواح، مجددةً نداءها للمواطنين بضرورة عدم لمس أو الاقتراب من أي جسم غريب، والإبلاغ عنه فورًا للدفاع المدني.