هل تُدار “قسد” من الداخل أم من الخارج؟
هل تُدار “قسد” من الداخل أم من الخارج؟
● أخبار سورية ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٥

هل تُدار “قسد” من الداخل أم من الخارج؟

في تقرير نشرته قناة “العربية” يقدّم رؤية تحليلية حول “قوات سوريا الديمقراطية” “قسد”، مستعرضاً تركيبتها القومية وتوزّع الأدوار داخلها، ودور الجهات الخارجية في صنع القرار، بعد نحو عقد من تأسيسها أواخر 2015.

هيمنة “كوادر قنديل” على القرار

أفاد العقيد طلال سلو، المتحدث السابق باسم “قسد”، بعد انشقاقه عام 2017، أن القرار الفعلي داخل “قسد” يظل بيد كوادر مرتبطة بحزب العمال الكردستاني “PKK”.

وأكد أنه رغم أن العرب يشكّلون غالبية المقاتلين في بعض المناطق، فإن حضورهم لا يترجم إلى تأثير ملموس في صناعة القرار داخل القيادة العليا.

وتشير هذه الشهادة إلى وجود فصل بين القوة العددية للمقاتلين وبين مواقع صنع القرار الفعلي، ما يبرز تأثير النواة الكردية المرتبطة بـ”PKK” في توجيه الاستراتيجية والعمليات.

تأسيس “قسد”: غلاف متعدد الإثنيات

وفق التقرير، تأسست “قسد” في تشرين الأول 2015 في ظل الحاجة الأميركية إلى شريك محلي قابل للتسويق سياسياً في الحرب على “داعش”.

وجرى بناء تشكيل يضم وحدات كردية وعربية وأقليات محلية، ما وفر مظهراً سياسياً متعدد الإثنيات، غير أن النواة الصلبة لـ”قسد” بقيت مكوّنة من “وحدات حماية الشعب” و”وحدات حماية المرأة” “YPG/YPJ”، الذراعين العسكريين لحزب الاتحاد الديمقراطي “PYD”، امتداد حزب العمال الكردستاني، وهو ما يوضح ارتباط القيادة العليا بالقوى الخارجية وتأثيرها في قرارات الميدان.

توزيع القوة والهيكل الداخلي

يؤكد التقرير أن مقاتلي “قسد” يتوزعون إلى ثلاث فئات رئيسية:

كوادر أيديولوجية مرتبطة بـ”PKK” تشغل مواقع القيادة والتخطيط، مقاتلون أكراد ضمن “YPG”،ومقاتلون عرب جرى تجنيدهم ضمن مجالس عسكرية محلية غالباً بدوافع اقتصادية أو أمنية.

وتكشف هذه التقسيمات عن هيمنة فكرية واستراتيجية لكوادر محددة على صعيد القرار، رغم أن العرب يشكلون غالبية عددية، ما يعكس تبايناً بين القوة العددية على الأرض والقدرة على التأثير في صنع القرار.

الدور الأميركي والتحالفات المتعددة

أكد التقرير أن الدعم الأميركي لم يقتصر على الغطاء الجوي والسلاح، بل شمل التدريب وإعادة الهيكلة وبناء منظومة قيادة وسيطرة، مع اعتبار “قسد” أداة أساسية في الحرب على “داعش”.

ومع ذلك، بقي القرار الفعلي بيد القيادة العليا، ما يعكس اعتماد واشنطن على أداة محلية مهيمنة سياسياً وعسكرياً، مع إدراك لطبيعة القوة المسيطرة داخلياً.

كما يشير التقرير إلى أن “قسد” أقامت تحالفات متناقضة، فتعاونت مع روسيا في عمليات شمال غربي سوريا، ونسّقت أحياناً مع قوات النظام السوري، ما يعكس قدرة التشكيل على الموازنة بين المصالح المحلية والإقليمية، مع التأثير المستمر للعوامل الخارجية في قراراته الاستراتيجية.


العرب في “قسد”: وجود شكلي أم فعلي؟

ورغم أن العرب يشكّلون غالبية المقاتلين في مناطق مثل دير الزور والحسكة والرقة، يشير التقرير إلى أن هذا التوزع لا يعكس ميزان القوة الحقيقي في غرف العمليات، حيث تظل الهيمنة، وفقاً لعدد من المراقبين والمنشقين، بيد “كوادر قنديل” العابرة للحدود، ما يجعل القرارات الكبرى لـ”قسد” مرتبطة أكثر بالارتباطات الخارجية منها بالتمثيل المحلي

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ