نهب ممنهج لمنازل البدو في السويداء… ميليشيا "الهجري" تفرض واقعاً يمنع العودة
نهب ممنهج لمنازل البدو في السويداء… ميليشيا "الهجري" تفرض واقعاً يمنع العودة
● أخبار سورية ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٥

نهب ممنهج لمنازل البدو في السويداء… ميليشيا "الهجري" تفرض واقعاً يمنع العودة

تشهد محافظة السويداء تصعيداً خطيراً في ملف منازل أبناء العشائر العربية "البدو"، لم يعد يقرأ بوصفه تجاوزات فردية أو فوضى عابرة، بل عملية ممنهجة وموجهة تقودها مجموعات ميليشيا "حكمت الهجري"، ومقرّبون منه، بهدف تثبيت أمر واقع جديد لا يسمح بعودة المدنيين المهجّرين إلى منازلهم منذ أحداث تموز الفائت.

وأكدت مصادر محلية متطابقة أن عمليات النهب والتخريب والاستيلاء تُنفذ بشكل انتقائي وفي مناطق محددة، وتحت حماية مباشرة أو تغطية من ميليشيا الهجري، في سياق سياسة ضغط واضحة تقوم على تدمير البيئة السكنية للبدو وتجريدهم من ممتلكاتهم، بما يجعل عودتهم أمراً بالغ الصعوبة، إن لم يكن مستحيلاً.

وتحولت مناطق عدة خاضعة لسيطرة ميليشيا الهجري إلى ساحات نهب مفتوح، لا سيما في مدينة السويداء ومحيطها، حيث سجلت عمليات حرق واستيلاء على منازل البدو، وجرى توطين نازحين فيها بدلاً من توجيههم إلى مراكز الإيواء، في خطوة تعكس سعياً واضحاً لإعادة رسم الخريطة السكنية بالقوة.

وتبرز قرية ريمة اللحف في ريف السويداء الغربي كنقطة الذروة في هذه الانتهاكات، إذ تعرض أكثر من 130 منزلاً تعود لعائلة الحمود لعمليات نهب وتخريب واسعة، شملت سرقة الحديد من الأسقف، تفكيك البلوك، وهدم أجزاء من الأبنية المهجورة.

وحملت مصادر ميدانية مجموعات مسلحة، معظمها من بلدة عريقة المجاورة، مسؤولية تنفيذ هذه العمليات، مؤكدة أنها تتحرك بأوامر مباشرة أو بضوء أخضر من الهجري، في ظل غياب كامل لما يسمى للجنة القضائية العليا وميليشا الحرس الوطني، ما يعزز فرضية التواطؤ والتغطية المقصودة.

وترى مصادر أهلية أن الهدف الأساسي من هذه الانتهاكات ليس السلب المادي فقط، بل منع عودة البدو إلى مناطقهم عبر تدمير منازلهم وتحويلها إلى هياكل غير صالحة للسكن، بما يكرّس تهجيراً دائماً ويمنح ميليشيا الهجري نفوذاً أوسع على الأرض.

وتؤكد أن هذا النهج يترافق مع تفكك إداري وقانوني متعمّد، يتجلى في تعطيل المحاسبة، وتجاهل الشكاوى، وترك الممتلكات العامة والخاصة عرضة للانتهاك، كما يظهر في قضية بلدية ريمة اللحف، حيث سُجّلت تجاوزات قانونية خطيرة دون أي إجراء رادع.

وتظهر توثيقات مصورة من تجمع المنشية عمليات تفكيك المنازل وسرقة محتوياتها، في مشاهد تعكس حجم الانتهاك، وتؤكد أن ما يجري ليس حالات فردية، بل سياسة مستمرة تُدار من أعلى.

وفي ظل هذا الواقع، تتصاعد الأسئلة حول دور الجهات المحلية، وصمتها إزاء ما يحدث، بينما تستمر ميليشيا الهجري في فرض معادلة تقوم على القوة والنهب لتكريس واقع جديد في السويداء.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ