أطلق موقوفون سوريون في سجن رومية اللبناني نداءات استغاثة عاجلة، بعد تسجيل وفيات وإصابات يُشتبه بمرض السل، محذرين من تفشٍّ وبائي في ظل الاكتظاظ والإهمال الصحي.

وبحسب المناشدات، سُجّلت ثاني حالة وفاة خلال أيام، بعد وفاة السجين محمود الحكيم، وظهرت أعراض المرض على نحو 20 سجيناً، فيما نُقل أربعة آخرون في حالات حرجة. 

وأوضح السجناء أن نقل الموقوفين جماعياً إلى المحاكم، واختلاطهم بين المباني دون إجراءات وقائية، يزيد من خطورة الوضع.

وحذّر الموقوفون من تحوّل السجن إلى "قنبلة صحية موقوتة"، مطالبين بتدخل طبي عاجل يشمل الفحوصات والعلاج والعزل الصحي، فيما أكّد أحدهم أن عدد الوفيات في 2025 وصل إلى 44 وفاة نتيجة سوء الرعاية، مع استمرار تحويل الحالات الخطرة إلى السجن التأديبي.

وجدد الموقوفون مطالبتهم الدولة السورية بتسريع نقلهم ومحاكمتهم أمام القضاء السوري.

 
وفي وقتٍ سابق، كانت مصادر خاصة قد كشفت لشبكة "شام" أن المفاوضات بين الوفد السوري ونظيره اللبناني في بيروت حول ملف المعتقلين السوريين تواجه تعثّراً كبيراً، رغم التصريحات الرسمية التي تحدثت عن أجواء إيجابية.

 وأوضحت المصادر أن ما يُطرح إعلامياً لا يعكس حقيقة ما يجري خلف الكواليس، حيث يواصل الجانب اللبناني سياسة المماطلة وفرض شروط تعرقل أي تقدم فعلي في هذا الملف الإنساني.

وبحسب المصادر، تصرّ السلطات اللبنانية على استثناء أعداد كبيرة من المعتقلين السوريين بحجج تتعلق بملفات أمنية وجنائية، رغم أن كثيرين منهم تعرّضوا لاعتقالات تعسفية وانتزاع اعترافات تحت التعذيب، في وقت لم يُحاكم أكثر من 80% منهم منذ سنوات، ويعيشون أوضاعاً قاسية داخل السجون.

ويحتجز سجن رومية نحو ألفي سجين سوري، بينهم 190 معتقلاً على خلفية الثورة السورية، في حين يضم السجن أكثر من أربعة آلاف سجين ويعاني اكتظاظاً كبيراً.